عدد الوفيات تخطى الـ(200).. أهالي عدن يشكون انعدام الأدوية في الصيدليات والأطباء يحذِّرون من كارثة

ترزح عدن بمختلف مديرياتها تحت وطأة غزو صامت لفيروس كورونا مسنوداً بأنواع عدة من الأوبئة التي تفشَّت بشكل مفاجئ منذ أن شهدت أجواؤها امطاراً غزيرة وسيولاً جارفة الثلث الأخير من أبريل الماضي، ظل عدد من شوارع وأحياء مديريات المدينة لأيام غارقة في مياه السيول، ما تسبب بطهور الأوبئة وبدئها بحصد الأرواح، وسط صمت مريب للجهات الحكومية ومنظمة الصحة العالمية وغيرها.

وفي التفاصيل، تخطى عدد الوفيات "216" شخصا، نتيجة تفشي الأوبئة بينها فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وحمى الضنك، ومرض الشيكونغونيا أو مايعرف محليا بالمكرفس، وضيق تنفس، والتهاب رئوي حاد، وغيرها من الأمراض الناتجة عن بعض الأوبئة.

وتسبب ارتفاع عدد الوفيات التي تضاربت الأنباء حول تشخيص حالات الضحايا، وما صاحب المشافي من نوبة اضطراب انتهت بإغلاق معظمها أبوابها في وجوه زائريها، وخلق أزمة اقتصادية ودوائية، إثر تدفق مئات المواطنين نحو المتاجر والصيدليات.

عشرات المواطنين في مختلف مديريات عدن، شكوا من اختفاء بعض الأدوية المهمة من الصيدليات وارتفاع أسعار أخرى، بعد تفشي جائحة كورونا والأوبئة وارتفاع عدد حالات الوفيات.

وأكد المواطنون اختفاء عدد من الأدوية الهامة من رفوف الصيدليات في مديريات عدن بينها فيتامين C الذي ينصح الأطباء بتعاطيه ضمن الخطوات الاحترازية لمجابهة فيروس كورونا المستجد.

وأوضحوا أن بعض الصيدليات شهدت اقبالا كبيرا وطوابير من المواطنين الباحثين عن أدوية ومستلزمات وقائية.

وكالة خبر، وفي نزول مياني إلى عدد من الصيدليات، أفاد اطباء صيادلة أن اختفاء معظم الأدوية يعود إلى نفاد الكميات لدى الصيدليات الصغيرة نتيجة الإقبال الشديد عليها.

وقالوا إن بين تلك الأدوية العقاقير الخاصة بمرضى الملاريا، بعد أن تزايد الطلب عليها وتعاطيها من قبل المواطنين كنوع من التحصين ضد الوباء.

الأطباء أكدوا أيضا أن حالات وصلتهم تشكو من فقدان حاسة الشم والتذوق، مشيرين الى ان الجائحة الوبائية المتسببة بوفاة العشرات ليست حكرا على فيروس كورونا فقط.

الأطباء يحذرون

وعن وفرة الكمامات والمطهرات يقول طبيب صيدلاني لـ"خبر"، انها متوفرة بكميات قليلة ولكن اسعارها ارتفعت بنسبة تصل الى 250 بالمئة على الرغم من ان المستخدمين لهذه الادوات الوقائية لا يمثلون حتى نسبة 10 بالمئة، ما يؤكد انه حال سعي الجميع الى استخدامها سوف تنعدم ان لم ترتفع اضعاف سعرها الحالي.

وبينما اكدوا بان كارثة بشرية تنتظر عدن، طالبوا وزارة الصحة والجهات المختصة ومنظمة الصحة العالمية سرعة التدخل العاجل والفوري وتعزيز الصيدليات بالادوية المتعلقة بالحميات والسعال وغيره للاسهام بتخفيف حجم الخسائر البشرية قبل ان يفوت الأوان.

216 حالة وفاة

وبحسب سلسلة مقالات للصحافي والكاتب فتحي بن لزرق تحت تحت عنوان "افادات صحية"، نشرها على حسابه الرسمي في شبكة التواصل "فيسبوك"، ورصدها محرر وكالة خبر، عن اكثر من (216) حالة وفاة خلال الثمانية الايام الماضية توزعت بين مختلف مديريات ومناطق عدن.

ووفقا للاحصائية التي رصدها بن لزرق، والتي اكد انه استقاها من عدد من المصادر بين ادارات المشافي ومصادر طبية ومصلحة الاحوال المدنية وغيرها، توزع إجمالي الوفيات بين النحو التالي: (6 حالات مستشف الجمهورية- 30 حالة المنصورة- 34 حالة كريتر- 30 حالة المعلا- 15 حالة خور مكسر- 1حالة الروضة "القلوعة"- 15 حالة التواهي- 4 حالات البساتين - 9 حالات الممدارة - 30 حالة الشيخ عثمان - 20 حالة البريقة "الشعب"- 4 حالات القاهرة - 33 حالة دار سعد - 1 بير أحمد- 1 صلاح الدين".

وأوضح بن لزرق أن حالات الوفاة كانت نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، وحمى الضنك، ومرض الشيكونغونيا أو ما يعرف محليا بالمكرفس، وضيق تنفس، والتهاب رئوي حاد، وغيرها من الأمراض الناتجة عن بعض الأوبئة.

وذكر أن بين الوفيات واقعة شبه جنائية شهدتها البريقة وأخرى تعاني مضاعفات قلب وثالثة في الشعب تعاني فشلا كلويا مصحوبا بضيق تنفس.

وابرز الوفيات الصحفي المعروف فضل حبيشي، وطبيب معروف بالمدينة، وممرض يعمل بمستشفى 22 مايو يدعى عماد، بالإضافة إلى شخصيات عسكرية.

وكان قد أعلن الاسبوع المنصرم، مستشفى الصداقة بعدن في كشف جديد عن رصد عدد وفيات وقدرها 40 وفاة بيوم واحد، ما اعتبره "بن لزرق" تأكيدا لصحة ان ما ينشره في عموده اليومي "افادات صحية"، ولا يتضمن أي تهويل.

اعترافات حكومية

وكانت اللجنة الطبية العليا لمجابهة فيروس كورونا قد اعلنت في آخر احصائية لها عن تسجيل 34 حالة اصابة بالفيروس بينها حالة تعاف وسبع وفيات.

إلى ذلك كشف مسؤول حكومي، عن 125حالة وفاة جديدة في العاصمة المؤقتة عدن، خلال 48 ساعة بدءاً من يوم الأربعاء الماضي.

وقال اللواء سند جميل رئيس مصلحة الأحوال الشخصية والسجل المدني في عدن، إن 60 تصريح دفن وفيات استخرجت بدءاً من نهار الخميس حتى نهار الجمعة.

ولفت إلى أن بعضاً من وفيات تلك الساعات كانوا يعانون من ضيق في التنفس.