كهرباء عدن... انقطاعات متكررة وحلول غائبة

تدخل عدن شهرها الثاني تباعاً في ظلام دامس، في ظل صمت مريب من قِبل وزارة الكهرباء ورئاسة الحكومة اليمنية.

أكد سكان محليون لوكالة خبر، أن منظومة الكهرباء خرجت كلياً عن الخدمة في مختلف مديريات عدن الساحلية ومحافظتي لحج والضالع، شمالاً، وعودتها ليس إلا إسقاط واجب بعد أن أصبحت ساعات الانقطاع تتجاوز العشرين ساعة مقابل 4 ساعات توليد على مراحل متفاوتة في كل 24 ساعة.

المعاناة تتضاعف، وصحة كبار السن والأطفال والمرضى والنساء تتدهور أكثر، في ظل ارتفاع درجة الحرارة، وتقلبات الجو المصحوبة -أحياناً- بموجات رياح محملة بالاتربة، وفقاً للسكَّان، مشيرين إلى أن عديد أحياء وتحديداً في مديريات "الشيخ عثمان- كريتر- المعلا- المنصورة- دار سعد"، تخرج كليا عنها الخدمة بين الحين والآخر.

وأوضح السكَّان، أن عشرات الأُسر معظمها من النساء والأطفال تلجأ إلى افتراش الشوارع والأرصفة، فيما أخرى تعتلي أسطح المنازل، منذ أن يدلف المساء أبواب المدينة، هروبا من درجة الحرارة الشديدة، وهو ما يراه السكَّان نتاج نكران قيادتي الدولة والحكومة لجميل هذه المدينة التي استقبلتهم واحتضنتهم بمعية آلاف النازحين المتدفقين من مناطق سيطرة الحوثيين، فضلا عن كونها مطالبة بتوفير الخدمات لمواطنيها، أو أن تطل بشجاعة وتعلن عجزها وتنحيها دون المساومة بمعاناتهم.

اتهامات المواطنين للحكومة اليمنية باستغلال معاناتهم لأغراض في نفسها، هو التعليق الذي استحضره عشرات المتحدثين لـ"خبر"، مستندين بذلك إلى "تضارب تصريحات مصادر مسؤولة في مؤسسة كهرباء"، فبينما أرجعت بعض المصادر، مطلع يوليو/ تموز الجاري، أسباب الخروج الكلي للخدمة حيناً والانقطاع الزائد آخر، إلى انفجارات ضربت محطات التوليد بينها محطة الملعب بمديرية الشيخ عثمان، قالت مصادر أخرى مساء الخميس إن ارتفاع ساعات انقطاع التيار الكهربائي المصحوبة بخروج كلي في الغالب تعود إلى عجز في الوقود، موضحاً أن شركة مصافي عدن تقوم بتفريغ كميات كبيرة من المازوت كعملية اسعافية، مشيرا إلى "عودة انتظام التيار خلال الـ24 ساعة القادمة"، وهو ما لم يحدث البتة بعد تجاوز قرابة 72 ساعة.

اعترافات حكومية

في السياق، طالب مساء اليوم الاثنين، المهندس أمجد مانا، نائب مدير عام كهرباء عدن لشؤون التوليد، كافة الجهات ذات العلاقة بسرعة تزويد محطات التوليد بوقود الديزل.

وبحسب مصادر إعلامية، قال أمجد مانا "أن التواصل مستمر مع تلك الجهات، آملين بسرعة تزويد المحطات بالوقود حتى لا نخسر كثيرا من التوليد جراء نفاد الوقود بما تبقى من محطات التوليد، داعياً إياها إلى سرعة تزويد المحطات بكميات الوقود المقررة والتي تضمن استمرار عمل محطات الوقود".

إلى ذلك، قال مصدر عامل بشركة مصافي عدن إنه "يجري حاليا ضخ 200 طن من مادة الديزل إلى خزانات شركة النفط تمهيداً لضخها إلى محطات التوليد كشحنة إسعافية"، مشيراً إلى أن هذه الكمية "تكفي لتوليد يومين على أكثر تقدير"، ما يعني أن المعاناة مستمرة، وأن الحلول الترقيعية تزيد من تفاقم المعاناة.

وعلى ما يبدو فإن حلقة الثقة بين وعود الحكومة والمواطنين فقدت، لتكرار ذلك السيناريو في أصعب المراحل التي مرَّت بها مديريات عدن، فبعد أن ضربت سيول جارفة معظم المديريات في مايو/ أيار الماضي ألحقت بالسكان خسائر بشرية ومادية فادحة، قابلتها الحكومة المتواجدة في العاصمة السعودية "الرياض" بوعود ضبابية.

ولفت السكان إلى تكرر ذات المشهد نهاية الشهر نفسه حين اجتاحت الحميات والأوبئة مختلف أحياء المدينة، واستمر الوباء يحصد عشرات الأرواح يوميا حتى نهاية يونيو/ حزيران الماضي، وكان حصيلة ذلك أن اكتفت دولة رئيس الوزراء معين عبدالملك بإعلان عدن، رسمياً، وللمرة الثانية مدينة منكوبة.

وأصبحت جرعات الانقطاعات للتيار الكهربائي بسبب نفاد الوقود في تزايد مستمر تصل إلى 7 ساعات مقابل ساعة توليد وخروج كلي كل 72 ساعة بالتعاقب بين الأحياء.

يذكر أن خروج المنظومة شبه كلي لم ينحصر على محطات التوليد في مديريات عدن، بل شمل محافظتي لحج والضالع، وجميعها مناطق تشهد ارتفاعاً في درجة الحرارة.