مسؤولون في الوفاق: تركيا استغلت ضعفنا لتحقيق مكاسب اقتصادية في ليبيا

كشف مسؤولون بحكومة الوفاق غير الشرعية، لأول مرة عن الكواليس التي أدت إلى تدخل تركيا في الأزمة الليبية، ودعمها لـ”الوفاق”، واصفين العلاقة بين أنقرة والوفاق بالضرورية، وموضحين أن التدخل التركي، يسير جنبًا إلى جنب مع مطامع أنقرة الاقتصادية.

وذكر مسؤولو “الوفاق”، في تصريحات لوكالة “أسوشيتد برس”، إن بعضهم دخل في الصفقات مع تركيا على مضض، أواخر العام الماضي، مُعتقدين أنه لا خيار أمامهم، خاصة أنهم كانوا بحاجة ماسة إلى حليف، لصد هجوم حفتر على طرابلس.

وأردف أحد المسؤولين بـ”الوفاق”، رفض الكشف عن هويته، خوفًا على سلامته، بسبب سيطرة الميليشيات على طرابلس: “كان الأمر مثل لعبة الأخذ والعطاء، لقد استغلوا ضعفنا في ذلك الوقت”، – حسب قوله.

وبيّنت الصحيفة الأمريكية، أنه عندما وقع الرئيس التركي، مُذكرتي التفاهم العام الماضي لدعم أحد طرفي الصراع في ليبيا، كان هناك اتفاق آخر ينتظر توقيعه معهم في نفس اليوم، لإعادة ترسيم الحدود البحرية للبلدين.

وأوضحت أنه وفقًا لاتفاقية ترسيم الحدود، تطالب تركيا وليبيا بمساحات واسعة من البحر الأبيض المتوسط، المليء بحقول الغاز الطبيعي، مشيرة إلى أن هذه الصفقة، حققت هدفًا قديمًا لتركيا، بإيجاد شريك لدعم مطالبها.

واستفاضت أن تركيا أرسلت آلاف المرتزقة السوريين، وغير ذلك من الدعم العسكري الذي ساعد العناصر الموالية لفائز السراج على صد هجوم حفتر، ومنع انهيار الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها، موضحة أن دور أنقرة ليس سوى جانب واحد من كيفية استغلال القوى الخارجية للحرب الأهلية في الدولة الغنية بالنفط في شمال إفريقيا.

ويتمثل التدخل التركي في ليبيا، في إطار دعم أردوغان، لحكومة الوفاق، بالأسلحة والمرتزقة السوريين، في تحد صارخ لقرار مجلس الأمن الدولي، بفرض حظر الأسلحة على ليبيا.

ويأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه، دايفيد ليبسكا دايفيد، الكاتب والصحفي المختص بالشأن التركي، عن مطامع تركيا في ليبيا، مؤكدًا أن تدخل أنقرة في ليبيا مرتبط بسعيها لاستخراج احتياطيات الهيدروكربونات في شرق البحر المتوسط، ما دفعها إلى إطلاق عمليات حفر في المياه المتنازع عليها قبالة قبرص.

ومنذ أيام استدعى أردوغان أبرز قيادات حكومة الوفاق السياسية والاقتصادية، المتمثلة في رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، ومحافظ المصرف المركزي بطرابلس الصديق الكبير، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، ورئيس ديوان المحاسبة “الرقابة المالية” خالد شكشك، إلى أنقرة، في سابقة لم تحدث حتى فترة احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق عام 2003م.