مؤرخ: الحمامات البخارية في بلادنا أصلها يمني وليست تركية كما يتم تداوله

أكد مؤرخ يمني أن الحمامات البخارية في بلادنا أصلها يمني وليست تركية كما يتناقلها البعض.

وقال المؤرخ الدكتور حسين عبدالله العمري، في دراسة حديثه له عن «الحمّام» في اليمن بان تاريخ الحمامات في بلادنا يرجع الى ما قبل الاسلام، وكانت تبنى بجوار المعابد، كما كانت بعد الاسلام تبنى في الغالب الى جوار المساجد لصلة النظافة بالطهارة وواجب التطهر «الاغتسال» قبل اداء فروض الصلاة والعبادة.

ولفت أن فكرة الحمام وبناءه الهندسي المتميز نتاج يمني مأخوذ من شكل الحمامات الطبيعية.. وربط الدكتور العمري في دراسته مسألة انتشار الحمامات العامة في صنعاء وبعض المدن الأخرى بعد الإسلام بأنها امتداد للظاهرة التي شملت المدن والحواضر العربية والاسلامية للهدف ذاته «الطهارة» بالاضافة الى انها باتت تشكل مظهراً للمدينة العربية الاسلامية في عصر الازدهار حتى اصبح الحمام كما قال بعض العلماء من شروط العصر.

وأشارت الدراسة إلى أن المؤرخ الرازي الصنعاني 460هـ -1068م، قد وصف وحصر عدد حمامات مدينة صنعاء عام 183هـ.

وتميزت مدينة صنعاء القديمة بحماماتها واستمرارية وظيفتها، فهي لم تنفرد بتشييد الحمامات إذ لم تخل معظم المدن الاخرى من واحد أو أكثر من الحمامات، خاصة في تلك المدن التي شهدت ازدهاراً في ظل اهتمام الحكام المتعاقبين فيها كما هو حال مدينة تعز وزبيد وغيرهما في ظل الدولة الرسولية.. غير أن المدن الباردة والمرتفعة في المنطقة الوسطى وشمال اليمن كانت أكثر حظاً وحاجة للحمام.

وقد عبر الرحالة الأوروبي «dela.rozne» قبل أكثر من قرنين ونصف القرن وطبعت رحلته في لندن عام 2371م عن دهشته من وجود حمام عام في عدن رغم حرارة الجو فيها.