«اقتحام سياسي» | مشانق الأربعاء في صنعاء.. الهدف رأس صالح

الاجتياح (سياسي) بامتياز, ومُبيَّت مع سبق الإصرار..

أمر دُبِّر بليل, واختير له التوقيت... بعناية

الهدف مِنْ وراء القناة.. ومَن وراء القناة

يُراد بهكذا مشهد مصنوع بعناية, أو من هكذا مشهد, حصر وقصر نظر ومجال رؤية واهتمام لجنة خبراء مجلس الأمن في هدف وحيد وأول: هم أصحاب قناة بطش بها الرئيس (لإحباط مخطط انقلاب) أو شيء من هذا القبيل، ولن يصعب تلفيقه في أثناء التزامن ومظاهر يأس الطافحين وطفح اليائسين في شوارع صنعاء، احتجاجاً سلمياً لم يسجل حادثة بشرية واحدة.
 
حوصر الشعب وامتهن بانعدام الخدمات وإعدامها..
 
حتى إذا فاض كأس الصابرين في الشارع, بغتوا القناة، وقصدهم تنسيب فائض كأس اليأس لدى الناس في الشارع لمن إليه تُنسب القناة. أُريدت القناة لذاتها مرة وحيدة, ولما ورائها مراراً كثيرة.
 
مشانق مخاتلة نصبت بصنعاء يوم الأربعاء.. رأس الرئيس السابق علي عبدالله صالح, بدرجة قصوى كان الهدف.. كما كان في يونيو / رجب / 2011م. هذه المرة المشانق نصبت عهدة خبراء الأمن الدولي ومفوضي الفصل السابع !
 
إذاً، التزامن مقصود... وتزامن هذا كله مع اليوم الثاني، فقط، لتواجد لجنة خبراء, أقر تشكيلها الأمن الدولي تحت "السابع" قبل أشهر, بصنعاء. فيما انصرف للتو، فقط، المبعوث الدولي جمال بنعمر، مخلفاً عيارات تصريحات نارية بشأن تقريره القادم لمجلس الأمن..
 
زد على هذا وذاك، أنه يتزامن، أيضاً، مع وصول السفير الأمريكي الجديد الذي سلم أوراقه للرئيس بالأمس فقط.. يوم الثلاثاء. بعد أشهر من انتهاء فترة السابق. ومع ذلك كان لافتاً قول الرئيس بالأمس - نقلته وكالة سبأ- للسفير إن القبول والتمرير السريع للاعتماد يعطي دلالة إلى وإلى وإلى...؟!
 
كل هذا يعطي سياقاً درامياً متسقاً بصدد حبكة واحدة تؤدي إلى طيِّ صفحات العنف ومظاهر وظواهر الإعاقات الفعلية لمجريات ومقررات وبنود التسوية ووقائع حرب وهدم ودم وتمرُّد ورفض وتطويح بقرارات عليا متوالية..
 
كلها تطوى، بلمح واحد، وينشر عوضاً عنها واقع صاخب بالأكشن المتسارع, كقناة تصل ما بين مقدمات يخطها في الشارع تذمُّر المواطنين القانطين المحاصرين بالأزمات المصنوعة عن عمد وتكريس رسمي استغرق أسابيع طويلة, ونتائج تقطفها مدرعات وأطقم وسيارات همر حراس الرئيس الانتقالي (بالتمديد) في مكاتب ومرافق واستوديوهات قناة "اليمن اليوم" الفضائية..
 
عند هذه النتيجة, من واجب ولازم فريق الخبراء الذين التقاهم الوزير القربي، بالأمس وأطيح اليوم, أن ينحصروا جيداً وتماماً وفقط، في حادثة طارئة وملف ساخن بتوقيع أمر رئاسي عالٍ، تصدى له حراس فخامة الرئيس المستند سلفاً إلى دعم دولي ووعود مطولة ومقايضات طويلة, كلها تتساوق داخلياً وتتقاطع، أيضاً، خارجياً وأمريكياً وبريطانياً بدرجة ثانية، مع تسويات واتفاقات ومسارات على صلة بجماعة الإخوان وترتيبات الشكل القادم لموضعة الجماعة والتمكين لها يمنياً..
 
ويقتضي هذا في الأثناء، أيضاً، صرف الأنظار والاهتمامات عن ممارسات وتداعيات ووقائع أشهر أخيرة كانت الجماعة طرفاً أساساً وفاعلاً أول فيها، تخوض في مستنقع كبير من الإعاقات والمخالفات والتعطيل لقرارات ومسارات ومقتضيات من صميم التسوية والإنفاذ لفرضياتها وحتى قرارات الرئيس نفسه والتي تبقى معطلة إلى اليوم والساعة، ولا يود أحد أن يتذكرها أو يستشهد بها..
 
وفي الصدد يقتضي هذا تقديم متهم بديل وطرف يتحمل الوزر والإدانات والاتهامات و... العقوبات.
 
يحدث هذا، ولجنة الخبراء حلت من يومين بصنعاء, وحل سفير واشنطن من يومين, وغادر بنعمر من يومين.. ومن يومين, على صلة, أعلنت بصنعاء أنباء حول أدلة وتسجيلات صوتية ومرئية بتورُّط قيادات عليا وشخصيات مهمَّة في جريمة تفجير الرئاسة اليمنية وجامعها في 2011م، واتصالات لحميد الأحمر قبيل التنفيذ إلى شخصيات يبلغها عدم الذهاب للصلاة يوم الجمعة ذاك. وقيل من بينهم "أكثر شخصية منحها الرئيس صالح ثقة مطلقة" (..)
 
لهذا علاقة بما يجد... ويستجد!
 
الرئاسة والإخوان وبقية المساعدين والشركاء الثانويين, داوموا هكذا على تقديم متهم وحيد, كان دائماً المنفذ الوحيد للقرارات والبنود والالتزامات المضاعفة. مثلما كان دائماً، ولا يزال، هو الوحيد المتهم.
 
والحال, كعادة ما يحدث توالياً منذ مفتتح 2012 وحتى ساعته, لا متهم مفضل أو أفضل من المتهم اليومي والوحيد... ومن غيره؟ إنه الرئيس السابق, صالح, عفاش, ومن معه وإليه. معه في الواجهة الرئيسة المرئية باتساع قناة "اليمن اليوم", ثم جريدة "اليمن اليوم". تقتضي الحبكة سياقاً.. اقتحام ونهب وتعطيل ومن ثم حصار القناة وتطويق الجريدة...
 
أما لماذا؟ فالشوارع والأدخنة تعطي, كما صدرت ونشرت مواقع الصف الثاني الإخبارية للإخوان, الأربعاء ومنذ الصباح, تصوراً بمعطيات (انقلاب) أو محاولته على الأقل(..) قيل هذا بكثرة خلال نهار الأربعاء.
 
في الصدد أيضاً, اتصالاً لا ابتعاداً, كانت مصورة الإخوان الأولى والأشهر, تتولى صباح ونهار الأربعاء، ضخ صور منتقاة بخطارة وعناية لا مزيد عليهما.. لكنها مكشوفة بوضوح لمن شاء أن يرى بوضوح لا أقل. ثمة صور لنادية عبدالله ضختها عبر الفيس وتناقلتها مواقع الرفقة الصالحة الأخوية الإصلاحية: بعض محتجين يرفعون صورة للرئيس السابق وفيها سلام الله على عفاش(..) أهاه, المعطى واضح: عفاش وراء كل هذا. من صورة واثنتين مصنوعتين باعتناء طابور خامس يدري كيف يمثل الدور سيُقال عفاش.. وانقلاب.. وقناة تحرض لانقلاب.. وتنقل صور الدخان واليائسين من انعدام الوقود والنقود والماء والضوء و..و..و..و.. ليصدر الأمر بتحريك سبعة أطقم أحدها يحمل مضاد طيران(..) رفقة خمس سيارات همر مصفحة وعشرات الجند والضباط, إلى أين؟ إلى قناة "اليمن اليوم"؛ لإحباط الانقلاب!!!
 
بقية القصة عهدة الخبراء وتقرير المبعوث الدولي وشهادة السفير الأمريكي الأولى له في عمله الجديد, وسيكون عندها قد أطيح بالمحادث والمحاور والمجادل اللبق والخبير الوزير القربي..
 
وعليه, لم تكن ثمة حروب ونيران ومدافع في عمران وحجة وصنعاء أو بعض من صنعاء. ولا شيء من قاعدة وإرهاب في أبين وشبوة وسيئون وأرحب.. ولا قرارات رئاسية مُعطلة بإمعان.. ولا... ولا... ولا.. و.. ليس هنا والآن إلا عفاش وبقايا النظام: قناة وجريدة وعجلات محترقة يتحلق حولها صبية وشبان في شارع وآخر وحجارة تقطع مجرى سيارات لا تتحرك؛ لأنها لا تتحرك بدون وقود، والوقود منعدم، وقالت شركة النفط, للمفارقة, يوم الأربعاء لا غير: إن كميات من المشتقات في البحر قريباً من ميناء الحديدة. لا بأس لِمَ العجلة... فانتظروا!! ومن لم ينتظر أو يكتم طفحه سيُحتسب، مباشرة وبالضرورة، على عفاش ومخطط الانقلاب الجهنمي المزعوم.
 
غادرت قبل يومين توكل كرمان - أو إخوان - صنعاء إلى أوروبا. وفي صفحتها بالفيس كتبت عن الخبراء القادمين وعن.... معسكر وقاعدة ريمة حميد وعفاش وشيء من قبيل الانقلاب، كما تلته أحداث وأحاديث الأربعاء. نص محفوظ جيداً وواحد جداً لدى الجميع. توكل تعطي مؤشرات خطة وبرنامج عمل للخبراء. كلهم أعطى ورسم وأوصل الأمور إلى هذه الخلاصة التي نخلص إليها ونستخلصها من متفرق أحداثها وشخوصها طي حبكة حِيكت على أعين خبراء في هذا الضرب من الدَّس والتدبير والتقليب.
... والله من ورائهم محيط