الأطباء والسجناء والمعلمون.. ترتيب توزيع لقاح كورونا في أميركا

رغم أن بعض الشركات بدأت فعليا في توريد جرعات من لقاحات كورونا المستجد، إلا أن ذلك لا يعني حصول الجميع عليه خلال الفترة القريبة المقبلة، إذ سيتم توزيعها على مراحل، واختيار الاشخاص تباعا وفق آلية معينة.

الولايات المتحدة ستحصل على لقاحات تكفي لـ 12.5 مليون أميركي مع نهاية العام الحالي من لقاح فايزر- بيونتيك.

كما ستحصل على كميات إضافية من لقاحات موديرنا، ولكن جميع الكميات التي ستحصل عليها لن تكفي لتطعيم جميع السكان، وقد نحتاج إلى أشهر قبل وصول اللقاح إلى جميع سكان العالم.

من هم أول من سيحصل على اللقاح؟ تحديات أمام نقل لقاحات كورونا

حتى الآن، جميع التوصيات التي صدرت عن الأجهزة الصحية في الولايات المتحدة، وحتى في العديد من الدول، تشير إلى أن العاملين في القطاعات الصحية أو من هم في الخطوط الأمامية في مواجهة كورونا هم من سيحصلون على أول جرعات من اللقاح، وفق تقرير نشره موقع "سي نت".

كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، الطبيب أنتوني فاوتشي، كان قد صرح بأن المواطن العادي في أميركا قد يحصل على اللقاح بحلول مايو أو يونيو من 2021.

وأشار إلى أنه حتى ذلك الحين على الجميع الاستمرار بالالتزام بتعليمات السلامة العامة بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي والحد من التجمعات وغسل الأيدي والالتزام بالتعقيم دائما.

مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، كان قد صرح إنه "في المرحلة الأولى، ستكون كميات اللقاح محدودة والأولوية ستكون للفئات الأكثر عرضة للخطر".

المجموعة الأولى 

وهي تضم نحو 5 في المئة من سكان الولايات المتحدة، ويعتبرون خط الدفاع الأول في محاربة كورونا، وهم العاملون في القطاعات الصحية: أطباء، ممرضون، فنيون، عمال تنظيف المستشفيات، والعاملون في العيادات الطبية، وتقدر أعدادهم بين 17-20 مليون شخصا.

إضافة إلى الأشخاص أو الفئات التي تعاني من أمراض مستعصية، أو من لديهم نوعان من الأمراض المزمنة أو أكثر، والمنشآت التي يتواجد فيها كبار العمر الذين تجاوزوا سن 65 عاما. 

ويقدر عدد من أعمارهم أكثر من 65 عاما بما يناهز عن 53 مليون شخص، فيما يقدر عدد من يعاني من أمراض مستعصية قرابة 100 مليون شخصا.

المجموعة الثانية

العاملون في القطاعات الحيوية، من معلمين وعاملين بمراكز رعاية الأطفال، وجميع السجناء أو من هم في مراكز الاحتجاز. وتشكل هذه المجموعة نحو 35 في المئة من السكان.

ويشكلون نحو 60 إلى 80 مليون شخص.

المجموعة الثالثة

العاملون في قطاعات خدمية وصناعية، مثل الفنادق والبنوك والتعليم العالي والمصانع، وهم يشكلون 45 في المئة.

المجموعة الرابعة

بقية سكان الولايات المتحدة.

تراخيص اللقاحاتاللقاح سيصل المواطن الأميركي العادي بحلول صيف 2021

وأعلنت شركة موديرنا الأميركية، أنها ستقدم، الاثنين، طلبات ترخيص مشروطة للقاحها المضاد لكوفيد-19 في الولايات المتحدة وأوروبا، بعد أن أكدت النتائج الكاملة للتجارب السريرية فعالية عالية للقاحها بلغت 94.1 في المئة.

وفي أوروبا، أكدت الوكالة الأوروبية للأدوية، أنها قد تعطي الترخيص لأولى اللقاحات قبل حلول نهاية العام أو مطلع عام 2021، وفق وكالة فرانس برس.

تأمل الولايات المتحدة من جهتها الشروع بحملة تلقيح منتصف ديسمبر، فور الحصول على ترخيص إدارة الغذاء والدواء. 

لكن، أيا كان تاريخ الموافقة الرسمية على اللقاحات، لكن لن يتم تلقيح كافة سكان الأرض مرة واحدة وفورا.

أي لقاح هو الأفضل؟

ليس ممكنا الإجابة عن هذا السؤال في الوقت الحالي. منذ 9 نوفمبر، أعلن ثلاثة مصنعين أن لقاحاتهم فعالة: التحالف الأميركي الألماني فايزر-بيونتيك، المختبر الأميركي موديرنا، التحالف البريطاني أسترازينيكا-أوكسفورد.

وتعتمد النتائج على المرحلة الأخيرة أو الثالثة من التجارب السريرية، التي أخضع لها عشرات الآلاف من المتطوعين. وتقاس الفعالية بمقارنة عدد من أصيبوا بالمرض في المجموعة التي تلقت اللقاح، بمن أصيبوا به في المجموعة التي تلقت لقاحا مزيفا. 

بلغت فاعلية لقاحات فايزر- بيونتيك وموديرنا 95 في المئة، أما الحسابات التي اعتمدتها أسترازينيكا-أوكسفورد أكثر تعقيدا، فنسبة فعالية اللقاح تبلغ بالمتوسط 70 في المئة، إذا جمعت نتائج بروتوكولين مختلفين. 

أسئلة بلا إجابات  دول تستحوذ على حوالى 80 في المائة من جرعات لقاح فايزر

أسئلة كثيرة لا تزال معلقة بهذا الشأن، وحذر مدير عام منظمة الصحة أن "اللقاح سيكون مكملا لوسائل أخرى بحوزتنا، ولن يستبدلها"، حتى ولو "أن الضوء في نهاية النفق بات أقوى".

يتعلق السؤال الأهم بمدى فاعلية اللقاح على المدى الطويل، وذلك لأن الحسابات الصادرة أعدت فقط بعد أسبوعين من تلقي المتطوعين للجرعة الأخيرة. 

تتساءل الخبيرة البريطانية، بيني وارد، من "كينغز كوليج" في لندن، كما نقل عنها مركز الإعلام العلمي "كم من الوقت تدوم الحماية؟ هل سيتمكن الفيروس من التحول للتهرب من اللقاح، وهو ما سيحد بالتالي من فاعلية التطعيم؟".

سؤال آخر أساسي يطرح نفسه: ليس واضحا بعد ما إذا كان اللقاح يتفاعل بالطريقة نفسها مع فئة السكان الأكثر عرضة للخطر، بدء من الأشخاص الكبار في السن الذين يملكون نظاما مناعيا ضعيفا. وهؤلاء أكثر عرضة للإصابة بشكل خطير من أشكال المرض، ولذلك من المهم أن يكون اللقاح مفيدا لهم. 

أخيرا، تبقى معرفة ما إذا كان اللقاح يمنع نقل العدوى، بالإضافة إلى التقليل من شدة المرض لدى الذين تلقوه. وهذه نقطة أساسية جدا لوقف الجائحة. 

ويرى الخبراء أنه في هذا المجال يملك أسترازينيكا-أكسفورد ميزة عن اللقاحات الأخرى. 

كم عدد اللقاحات المطروحة؟

من ضمن اللقاحات الأربعة التي وصلت مرحلة متقدمة، 11 هي في مرحلة التجارب الثالثة، وفق آخر إعلان لمنظمة الصحة العالمية بهذا الصدد يعود تاريخه إلى 12 نوفمبر. 

من بينهم،  مشاريع عديدة لمختبرات صينية (مثل سينوفاك وسينوفارم وكانسينو). 

بالمجمل، يوجد 48 "لقاحا مرشحا" يجري اختبارها على الإنسان حول العالم. وبالإضافة إلى 11 لقاحا في مرحلة التجارب الثالثة، يوجد 37 في المرحلة الأولى.

وفضلا عن تلك التي دخلت مرحلة الاختبارات فعلا، تحصي منظمة الصحة 164 مشروع لقاح في المرحلة السابقة للتجارب السريرية.