الولايات المتحدة تسجل أرقاما غير مسبوقة للإصابة بكورونا والنقل للمستشفيات

سجلت الولايات المتحدة أعدادا غير مسبوقة من حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 والحالات التي تحتاج تلقي الرعاية في المستشفى، وذلك وسط مخاوف من عدم تراجع هذه الأعداد حتى عيد الميلاد.

فقد تجاوز عدد الأشخاص الذين يتلقون الرعاية في المستشفيات 100 ألف شخص للمرة الأولى، وهو ضعف الرقم المسجل في بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وارتفعت حالات الإصابة الجديدة بمعدل قياسي بلغ 195695 حالة يوم الأربعاء، وبلغت حصيلة الوفيات اليومية 2733، لتقترب من رقم قياسي جديد.

وبعد ارتفاع غير مسبوق في حالات الإصابة بالفيروس، أصدرت سلطات مدينة لوس أنجليس أمرا للسكان بالبقاء في منازلهم.

وعلى مستوى البلاد كلها، يقترب عدد حالات الإصابة الإجمالي الآن من 14 مليون حالة، بالإضافة إلى أكثر من 264 ألف حالة وفاة، وذلك وفقاً لبيانات من مبادرة "مشروع تتبع كوفيد".

وواصلت الأرقام ارتفاعها خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث كان يتم الإبلاغ عن مليون حالة إصابة جديدة كل أسبوع في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي - وهو ما يعادل 99 حالة إصابة كل دقيقة.

واستجابة للأعداد المتصاعدة، حذرت السلطات الأمريكية من أن نظام الرعاية الصحية في البلاد يواجه ضغطاً غير مسبوق هذا الشتاء.

وقال روبرت ريدفيلد، مدير "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها"، إن "الحقيقة هي أن أشهر ديسمبر ويناير وفبراير ستكون الأشهر الأصعب في تاريخ الصحة العامة لهذه البلاد".

وتعتبر كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا - وهي أكثر الولايات الأمريكية كثافة من حيث عدد السكان - من المناطق الأشد تضرراً في البلاد، حيث سجلت كل واحدة منها أكثر من مليون حالة إصابة.

وفي مدينة لوس أنجليس، أصدر عمدة المدينة إريك غارسيتي أمراً طارئاً للسكان بالبقاء في منازلهم بأثر فوري، وذلك في أعقاب الارتفاع غير المسبوق في حالات الإصابة.

وهناك أمر مماثل مطبق بالفعل في مقاطعة لوس أنجليس - مركز الموجة الحالية من تفشي الوباء في الولايات المتحدة - حيث تقترب بعض المستشفيات من شغل طاقتها الاستيعابية القصوى. وأعلنت السلطات تسجيل 5987 حالة إصابة جديدة يوم الثلاثاء، وهو ما يرفع إجمالي عدد حالات الإصابة في المقاطعة إلى 414185 حالة.

وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يتوقعون أن تستمر أعداد الإصابات بالارتفاع خلال الأيام القليلة القادمة لأن الكثيرين من الأشخاص سافروا خلال عطلة عيد الشكر، متجاهلين نصيحة الحكومة.

وقالت سيندي فريدمان، رئيسة فرع صحة المسافرين في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، إن "حركة السفر كانت مرتفعة خلال عطلة عيد الشكر".

وأضافت فريدمان "حتى لو كانت نسبة صغيرة فقط من أولئك الأشخاص تحمل المرض ونقلته إلى أشخاص آخرين، فإن ذلك يمكن أن يترجم إلى مئات الآلاف من حالات الإصابة الإضافية".

وقد حثت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الناس على الامتناع عن السفر خلال فترة عيد الميلاد.

لكن الهيئة المسؤولة عن الصحة العامة خففت من قيودها أيضاً المتعلقة بفترة الحجر الإلزامي للشخص بعد أن يخالط شخصاً مصابا - حيث قصرت المدة من 14 يوماً إلى ما بين سبعة إلى 10 أيام.

وعلى الرغم من أن أعداد الوفيات لا تزال في ارتفاع، إلا أن هناك بارقة أمل في ما يتعلق بنسبة حالات الإصابة إلى حالات الوفاة.

وتقول مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إن نسبة الحالات التي أسفرت عن الوفاة انخفضت من 6.7% في أبريل/ نيسان الماضي إلى 1.9% في سبتمبر/ أيلول الماضي، وهو ما يعني أن العاملين في مجال الصحة باتوا أكثر نجاحاً في التعامل مع المرض.

ومن المقرر أن تلتقي الأجهزة الرقابية الأمريكية يوم 10 ديسمبر/ كانون الأول لبحث منح موافقة طارئة على استخدام لقاح جرى تطويره من قبل شركة "موديرنا". وستجتمع تلك الأجهزة مجدداً في 17 ديسمبر/ كانون الأول لبحث إمكانية استخدام لقاح آخر من إنتاج شركتي فايزر وبيونتيك.

واتفق المسؤولون الفيدراليون في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها على وجوب إعطاء الأولوية للعاملين في قطاع الرعاية الصحية في جميع أنحاء البلاد، البالغ عددهم 21 مليون شخص، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين من المسنين الذين يعيشون في دور الرعاية. ولكن مازالت هناك خلافات بشأن كيفية توزيع اللقاح على الفئات الأخرى من المجتمع.

وهناك مخاوف أيضاً بشأن عدد الأمريكيين الذين لديهم استعداد لتلقي اللقاح. فقد أظهر استطلاع حديث للرأي أجراه معهد غالوب أن 58% قالوا إنهم مستعدون لتلقي اللقاح، مع أن هذه النسبة تعد مرتفعة مقارنة بنسبة الـ 50% التي أظهرها استطلاع سابق أجري في سبتمبر/ أيلول.

في غضون ذلك، ألمح مشرعون بارزون في الحزب الديمقراطي إلى أنهم سيدعمون خطة إعانات للمساعدة في مواجهة فيروس كورونا بقيمة 908 مليارات دولار- وهذا يعد تنازلاً كبيراً بعد أشهر من الجمود في المفاوضات مع الجمهوريين.

ولم يتم الإفصاح عن التفاصيل الدقيقة للخطة، إلا أنها تشمل عموماً تقديم تمويل لحكومات الولايات والسلطات المحلية، وإعانات البطالة، والأعمال الصغيرة، وجوانب أخرى من الاقتصاد تأثرت بالوباء.