لوّحت بغرامات مالية.. صلاة التراويح بين نواح قيادات الحوثي وإدانة الأزهر

كثّفت قيادات الصف الأول الحوثي وعناصرها الميدانية من استمرار استهداف الشعائر الدينية، وتقويض تأديتها بإغلاق منابرها في مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرتها، مرجعة الأسباب إلى أنها "بدعة"، مستنجدة بالأزهر الشريف على أمل ان يُجيز "طيشها" الذي قابله بإدانة أكثر من صريحة.

القيادي في الصف الأول للمليشيا، الإرهابي "محمد علي الحوثي"، رئيس ما يسمى بالمجلس الثوري، كان قد وجه، الجمعة، سؤالا في حسابه الرسمي على موقع التدوين العالمي "تويتر"، إلى علماء الأزهر الشريف، رصده محرر "خبر"، تساءل فيه: "هل يجوز منع (بدعة) صلاة التراويح في مساجد الأمة إلا بتصريح؟"، ساعياً بذلك إلى تقديم صلاة التراويح على أنها "بدعة" تبريراً لعدم سماح المليشيا للمواطنين بأدائها في مختلف المساجد بمناطق سيطرتها.

وقبل تكراره وصف صلاة التراويح بـ"بدعة" في سياق سلسلة تغريداته، أضاف، "قياساً على منع صلاة الفريضة وغيرها في المسجد الحرام.. ومن يخالف يغرم بدفع ألف سعودي أو ما يقابلها من عملات البلد إلا بتصريح"، في إشارة صريحة إلى أن "صلاة التراويح" أصبحت بالنسبة للمليشيا نشاطا شخصيا يُمنع مزاولته إلا بتصريح منها بصفتها صاحبة سلطة "أمر واقع"، علاوة على رغبتها الصريحة بفرض غرامات مالية لمؤديها بدون موافقتهم.

للمزيد.. الأزهر يدين منع مليشيات الحوثي صلاة التراويح في المساجد اليمنية

وقبل أن تأتي إجابة الأزهر الشريف بمصر صادمة لتساؤلات المليشيا الحوثية، علّق الدكتور محمد جميح - سفير اليمن لدى اليونسكو- على القيادي الحوثي: "‏‎أنتم لا تمنعون صلاة التراويح خوفاً على الناس من كورونا، أنتم تمنعونها لأنها سنة عند مخالفيكم مذهبياً".

واضاف جميح، "لماذا -إن كنتم صادقين- لم تمنعوا الاحتشاد في مناسباتكم الطائفية، والتجمع للاستماع لمحاضرات عبدالملك، ولحضور أنشطتكم المختلفة؟! على من تضحك يا مفتي الديار؟!"، معتبرا إقدام المليشيا الحوثية على منع "الصلاة" ليس من منطلق الحرص على المواطنين من الإصابة بفيروس كورونا الذي ما زال الحوثيون حتى اللحظة غير مقرّين بانتشاره.

و‏كرر القيادي الحوثي، في سلسلة تغريدات له، وصف صلاة التراويح بـ"البدعة"، تزامناً مع سلسلة مداهمات لمسلحي المليشيا طالت عدداً من مساجد العاصمة صنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

في السياق، جاء رد الأزهر الشريف، السبت، صادما على تساؤلات المليشيا الحوثية.

وقال الأزهر الشريف، إنه تابع ما تداولته بعض وسائل الإعلام اليمنية، عن قيام بعض الأفراد والجماعات بمنع إقامة صلاة التراويح في بعض المساجد بقوة السلاح، دون اكتراث لحرمة الشعائر الدينية في شهر رمضان المبارك، أو احترام للمبادئ الشرعية التي تنص على احترام حق العبادة وحق حماية دور العبادة، وممارسة الشعائر الدينية، ونبذ كل عمل يفرض على الناس مذهبًا دينيًّا معينًا أو فكرا محددا أو مظهرا واحدا للعبادة.

وتابع: إن الأزهر الشريف -ومن واقع مسئوليته الإسلامية العالمية- ليدين بشدة هذا العمل المخالف لمبادئ الأديان، والمناهض للمواثيق الدولية كافة، التي توجب احترام حرية العقيدة وحماية دور العبادة، وتكفل حق ممارسة الشعائر الدينية، ويدعو الأزهر الجميع لمنع تلك الممارسات العنصرية البغيضة حتى يعم الأمن وينتشر السلام في كل ربوع الدنيا.

إلى ذلك، أكدت مصادر محلية متعددة أن المليشيا الحوثية المدعومة إيرانيا ما زالت تحكم اغلالها أبواب المساجد أمام قاصديها لتأدية صلاة التراويح، وحولتها إلى منابر لنقل خطاب يومي مسجّل لزعيم المليشيا المدعو "عبدالملك الحوثي" يتم بثه عبر القنوات والاذاعات الرسمية التي تسيطر عليها المليشيا الإرهابية، علاوة على تحويل المساجد في بقية الاوقات إلى مقر لجماعاتها لتعاطي نبتة القات.

وذكر متابعون، أن خطابات وبرامج المليشيا التي تبثها يومياً قبل صلاة المغرب وبعد صلاة العشاء، واختارت لها وقتا يحول دون السماح للمواطنين بأداء صلاة التراويح، في الوقت الذي كُرسّت تلك البرامج لتعزيز الموالاة والطاعة لزعيمها، والخروج عن توصياته هو ناتج عن قصور في تديّن صاحبه.