صواريخ حماس والقبة الحديدية.. ما سر عدد الهجمات "غير المسبوقة" من غزة على إسرائيل؟

خلال الأيام الماضية، تصاعدت حدة المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، والتي استهدفت المدن والبلدات الإسرائيلية بمئات الصواريخ.

وبحسب المسؤولين الإسرائيلين، أطلقت الفصائل في غزة نحو 1800 صاروخ باتجاه الأرضي الإسرائيلية بحلول الخميس، ما أسفر عن مقتل 7 إسرائيليين وإصابة عشرات آخرين.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أنه على الرغم من قدرة المراقبة الإسرائيلية الهائلة وقوة النيران العسكرية الهائلة، تمكنت الفصائل المسلحة في غزة من حشد ترسانة كبيرة من الصواريخ، منذ أن خرجت إسرائيل من القطاع، الذي سيطرت عليه بعد حرب 1967.

وقدرت المخابرات الإسرائيلية أن حماس والجهاد الإسلامي وجماعات فلسطينية مسلحة أخرى لديها نحو 30 ألف صاروخ وقذيفة مخبأة في غزة. وهذه الصواريخ ذات مدى متفاوت، وتفتقر إلى أنظمة التوجيه.

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها كل يوم غير مسبوق. وبينما يبدو أن غالبية الصواريخ تستهدف المراكز السكانية في جنوب ووسط إسرائيل، تم إطلاق صواريخ بعيدة المدى على تل أبيب والقدس. 

ووجد تحليل أجراه مايكل أرمسترونغ، الأستاذ المشارك في أبحاث العمليات في جامعة بروك في كندا، زيادة كبيرة في معدل إطلاق الصواريخ.

وذكر أنه  خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى من التصعيد الأخير تم إطلاق 470 صاروخًا من غزة مقارنة بذروة 192 صاروخًا يوميًا في عام 2014 و 312 صاروخًا في عام 2012.

وقال أرمسترونغ: "ما زلنا لا نعرف ما إذا كانت لدى حماس المزيد من الصواريخ بعيدة المدى، أم أنها تختار استخدام أفضل ما لديها أولاً".

ونجحت إسرائيل في إحباط العديد من الصواريخ التي تم إطلاقها حتى الآن بنظام القبة الحديدية الدفاعي المضاد للصواريخ، مما أدى إلى تدميرها قبل أن تهبط.

لكن عددا متزايدا من الصواريخ سقطت على الأراضي الإسرائيلية، بعضها كان له أثر مميت، وهو ما قد يكون نتيحة لتكثيف النيران في اتجاهات محددة خلال التصعيد الأخير. 

تطوير الصواريخ

يُعتقد أن جزءًا كبيرًا من الترسانة هو صواريخ قصيرة المدى، تُعرف باسم صواريخ القسام، والتي يبلغ مداها حوالي 10 كيلومترات ويتم إنتاجها بسهولة ورخيصة أكثر من الأسلحة بعيدة المدى. 

كما تمتلك حماس صواريخ متوسطة المدى، قائمة على التصميم الإيراني والروسي،  تصل إلى أهداف تصل إلى 25 ميلاً، مما يجعل الأهداف الإسرائيلية حتى ضواحي تل أبيب معرضة للخطر. ويُعتقد أن نسخًا من هذه الأسلحة يتم إنتاجها داخل غزة.

بالإضافة لذلك، تمتلك حماس صواريخ طويلة المدى يمكن أن تضرب تل أبيب والقدس ومطار بن غوريون. وهي تشمل صاروخ M-75، وهو صاروخ محلي الصنع بتكنولوجيا قدمته إيران، وصاروخ J-80، وهو صاروخ محلي الصنع سمي على اسم القائد العسكري الشهير لحركة حماس، أحمد الجعبري، الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية في عام 2012.

ويوم الخميس، أعلنت حماس، في بيان، أن لديها صاروخًا يبلغ مداه 250 كيلومترًا، يسمى عياش، وذكرت أنه استهدف مطار رامون، وهو ما نفته إسرائيل، وأكدت أن حركة الطيران لم تتأثر.

وفي الماضي، كانت الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى تُهرَّب عادةً عبر الأنفاق على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، وفي بعض الحالات تُهرَّب مفككة، ثم تُجمَّع في غزة. 

لكن في السنوات الأخيرة، مع بذل مصر جهودًا أكثر تضافرًا لإغلاق وتدمير الأنفاق، أصبح تهريب صواريخ كاملة أكثر صعوبة. لذلك طورت حماس عملية الإنتاج داخل القطاع.

وقال مايكل هرتسوغ، الزميل الدولي المقيم في إسرائيل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والعميد المتقاعد في جيش الدفاع الإسرائيلي، إن مسؤولي الجيش والمخابرات الإسرائيليين قلقون أكثر الآن بشأن قدرات الفصائل على إنتاج صواريخ كانوا من قبل يحصلون عليها من الخارج.

وأرجعت الحركة نجحها علانية إلى المساعدة التي قدمتها إيران، التي تعتبرها إسرائيل أقوى خصم أجنبي لها. 

في مايو 2019، اعترف يحيى السنوار، القيادي في حركة حماس، بدور إيران الحاسم في مساعدتهم. وقال: "لولا دعم إيران، لما كانت لدينا هذه القدرات".

وكان مصدر إسرائيلي قال لموقع الحرة، الجمعة، إن "إسرائيل لم تتخذ قرارا بعد بإسقاط حماس في القطاع، وأنه في حال اتخذ هذا القرار من قبل الحكومة، فيقدر المصدر أن مثل هذه العملية ستستغرق 12 ساعة"، ولكنه أشار إلى أن تداعياتها من ناحية الخسائر بالأرواح ستكون كبيرة للغاية.

وفي حين أكد أن ضربات إسرائيلية مكثفة استهدفت المنظمات الفلسطينية، في حماس في الأيام الماضية، أقر أنه لا تزال لحماس والجهاد الإسلامي قدرات صاروخية وهجومية، الأمر الذي قد يمكن المنظمتين من مواصلة إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية في الأيام المقبلة.

وحول الرشقات التي تشمل عشرات الصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية على إسرائيل في ذات الوقت، قال المسؤول الإسرائيلي إنه يتم إطلاقها من منصات متنقلة على سيارات ومن على أسطح مبان متعددة الطبقات، ما يصعب قصفها من قبل الجيش بسبب تواجدها في مناطق مأهولة.