الحكومة اليمنية دفعت مليون دولار تعويضات لأسر ضحايا "الدرونز".. (وثائـق)

دفعت الحكومة اليمنية لأسر القتلى والجرحى في هجوم الطائرات الأمريكية بدون طيار على مركب حفل الزفاف العام الماضي، أكثر من 1 مليون دولار، وفقاً للوثائق التي توفر تفاصيل جديدة على دفعات التعويضات السرية، والتي ينظر إليها كدليل بأن المدنيين الذين كانوا بين الضحايا ليس لهم علاقة بتنظيم القاعدة.

وكشفت منظمة "ريبريف" أن الوثائق التي وقعها مسؤولون قضائيون يمنيون وأقارب الضحايا، تهدف إلى تهدئة الغضب بشأن هجوم الولايات المتحدة، التي ضربت مركبات حفل الزفاف في 12 ديسمبر.

كما تكشف سجلات الدفع التي وقع عليها المسؤولون اليمنيون بأنه اعتراف صريح بضربات الطائرات الأمريكية على المدنيين.

كما تحتوي الوثائق، أيضاً، تفاصيل أخرى، بما في ذلك هويات الذين قتلوا أو جرحوا في عملية 12 ديسمبر من قبل قيادة الجيش الأمريكي والعمليات الخاصة المشتركة، وكان من بينهم أب وابنه مع بطاقات هوياتهم. لكن الأب نجا وقتل ابنه ذو 29 عاماً.

وقدمت السجلات لصحيفة "واشنطن بوست" التي كتبتها ريبريف، وهي منظمة حقوقية ومقرها لندن وتعمل في اليمن لتوثيق الضحايا المدنيين من حملات الطائرات الأمريكية بلا طيار.

وتشير السجلات إلى أن عائلات 12 قتيلاً حصل كل واحدة منها على 60 ألف دولار أمريكي – 12,7 مليون ريال يمني - كتعويض. وأما 15 الذين أصيبوا فقد حصلوا على تعويض بـ20 ألف دولار أمريكي بما فيها تعويض أضرار الممتلكات والمركبات.

وقال غريغوري جونسن، وهو خبير في اليمن والذي نشر مؤخرا تحقيقا مفصلا عن ضربات الطائرات وعن التعويضات المالية التي دفعت للضحايا أنه من غير المرجح للغاية أن اليمن - المتعطشة للمال - دفعت تلك التعويضات من تلقاء نفسها.

وقال كريج كات، المدير القانوني لمنظمة ريبريف: لا أعتقد أن هذه التعويضات دفعت من قبل الحكومة اليمنية - الأفقر دولة في الشرق الأوسط - لقد تم سدادها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

ورفض مسؤولون أمريكيون التعليق على ضربات 12 من ديسمبر أو دور الولايات المتحدة في دفع التعويضات، ولكن اعترفوا أنهم يقدمون المال للضحايا المدنيين وأسرهم عندما يصابون أو يقتلون.

مسؤولون أميركيون آخرون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم ونفوا تورط الولايات المتحدة في تلك المدفوعات والتعويضات.

وامتنع مسؤولون يمنيون أيضاً مناقشة ضربات 12 من ديسمبر أو المدفوعات، لكن مسؤولاً في الحكومة اليمنية أكد أنه شاهد الوثائق التي لدى منظمة ريبريف وقال بأنها أصلية.

ومع ذلك، فإن الوثائق تعتبر سرية وبمثابة السجل العام الوحيد المرتبط بحملة الطائرات الامريكية بدون طيار في اليمن وتقدم تفاصيل جديدة من الضربات التي لاتزال محور جدل داخل الولايات المتحدة.

ودافع مسؤولون عسكريون أمريكيون على أن المدنيين لم يقتلوا وإنما قتلوا من عناصر القاعدة.

كما تشير الوثائق إلى أن الرئيس هادي وافق عليها واطلع عليها وتنازل عن أي حقوق قد تطالب مستقبلاً.

وقد اغلقت قضية 12 من ديسمبر في محافظة البيضاء بوثائق مكتوبة بخط اليد باللغة العربية كما تحمل تواقيع القاضي – حية - ومؤرخة في مايو من هذا العام.

*ترجمة عن "واشنطن بوست وريبريف"