بايدن يجدد دعم واشنطن لحلفائها في الحلف الأطلسي أمام "تحديات جديدة" مع الصين وروسيا

 حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن في قمة بروكسل، من "تحديات جديدة" قد يجد حلف شمال الأطلسي نفسه بمواجهتها في التعامل مع روسيا والصين، حيث يعتبرهما لا تتصرفان بالطريقة المرجوة. فيما جدد على"الحاجة إلى تنسيق أكبر" بين الحلفاء وأكد على الأهمية التي يمثلها الحلف بالنسبة إلى المصالح الأمريكية. ويأمل الحلف من خلال هذه القمة أن يطوي تماما صفحة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي اتخذ مسافة من الحلف معتبرا أن "الزمن عفا عليه".  

حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن الإثنين من أن حلف الأطلسي يواجه "تحديات جديدة" في التعامل مع الصين وروسيا، لكنه تعهد بتجديد دعم واشنطن لحلفائها خلال قمة التحالف. كما جدد بايدن على"الحاجة إلى تنسيق أكبر" بين الحلفاء وأكد الأهمية التي يمثلها الحلف بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال بايدن "أعتقد أن خلال السنتين الماضيتين، أصبح هناك إدراك متزايد أن لدينا تحديات جديدة. لدينا روسيا التي لا تتصرف بالطريقة التي كنا نأملها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الصين".

وتابع في رسالة تظهر اختلافا تاما مع مواقف سلفه دونالد ترامب "أريد أن يكون هذا الأمر واضحا. لحلف شمال الأطلسي أهمية قصوى لمصالحنا. لو لم يكن موجودا، لتوجب علينا أن ننشئ حلفا".

وأضاف "أنا أذكر الأمريكيين باستمرار أنه عندما تعرضت أمريكا للهجوم للمرة الأولى على أراضيها منذ بداية الحرب العالمية الثانية (11 أيلول/سبتمبر 2001)، تحرّك حلف الأطلسي. احترم الحلفاء المادة الخامسة (من المعاهدة التي تفرض على الأعضاء تقديم المساعدة للبلد الذي يتعرض لهجوم) وأريد فقط أن تعرف أوروبا أن الولايات المتحدة هنا وسعيدة بالعودة".

رسالة إلى روسيا ومواجهة توسع نفوذ الصين

ويريد الحلفاء توجيه رسالة حازمة إلى روسيا قبل قمة تجمع بايدن وفلاديمير بوتين الأربعاء في جنيف. وسيُطلقون أيضا مراجعة للمفهوم الاستراتيجي للحلف بهدف إعداده لمواجهة التهديدات الجديدة في الفضاء والفضاء السيبراني وتوسع نفوذ الصين.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان "لن تروا فقرات وفقرات حول الصين في بيان" الحلفاء، مضيفا "اللغة لن تكون تحريضية، ستكون واضحة ومباشرة وصريحة".

وسيتبنى الحلفاء أيضا مدونة سلوك لوضع حد للتوتر الذي تسببت به القرارات الأحادية للولايات المتحدة حول الانسحاب من أفغانستان والتدخلات العسكرية لتركيا في سوريا وليبيا والقوقاز.

وسيعقد بايدن لقاء طويلا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد جلسة العمل.

ينس ستولتنبرغ: "لحظة محورية" لطي صفحة توتر رافقت ولاية دونالد ترامب

يلتقي الحلفاء في الحلف الأطلسي الإثنين في بروكسل على أمل فتح فصل جديد في العلاقات التي شابها نوع من التوتر في السنوات الأخيرة خاصة مع ترامب وأردوغان.

وتهدف هذه القمة، التي وصفها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بأنها "لحظة محورية"، لطي صفحة توتر استمر أربع سنوات مع سلف بايدن دونالد ترامب الذي هز الثقة في التحالف الغربي من خلال وصفه بأنه "عفا عليه الزمن".

وقام الحلف بتحديث دفاعاته منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، لكنه لا يزال عرضة للهجمات الإلكترونية والمعلومات المضللة على الرغم من نفي موسكو أي محاولات لزعزعة استقرار أعضاء حلف شمال الأطلسي.

لكن الدبلوماسيين يقولون إن أهم ما يشغل زعماء الحلف هو ضرورة إعلان بايدن التزام الولايات المتحدة من جديد بالدفاع الجماعي لحلف الأطلسي بعد عهد ترامب.

ووصل الرئيس الأمريكي مساء الأحد إلى بروكسل للمشاركة في هذه القمة وللاجتماع مع رؤساء مؤسسات الاتحاد الأوروبي الثلاثاء قبل أن يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء في جنيف.