تقرير أممي يقدر خسائر اليمن من الحرب بـ126 مليار دولار

قدر تقرير جديد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن تصل خسارة اليمن التراكمية من الحرب، إلى 126 مليار دولار أمريكي من الناتج المحلي الإجمالي منذ 2015.

وأوضح التقرير الثالث المعنون بـ“تقييم أثر النزاع في اليمن: مسارات التعافي” أن الحرب دفعت 15.6 مليون يمني إلى هاوية الفقر المدقع، ويعاني 8.6 مليون منهم من نقص التغذية.

ودعا البرنامج الإنمائي الأطراف اليمنية إلى العمل من أجل تحقيق تسوية سياسية شاملة وإنهاء الحرب والدفع نحو التعافي وبناء التنمية، بحيث يكون المجتمع الدولي شريكاً فاعلاً ومنخرطاً مع اليمن ويدعم جهود التعافي بموارد مالية كبيرة.

وأكد التقرير على ضرورة الشراكات الفعالة بين الموارد العامة والخاصة التي تتدفق من خلاله الاستثمارات الخارجية إلى اليمن، على أن تضع فيه الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية مثل الزراعة والتعليم والصحة بمسار تنموي جديد.
كما شدد على أهمية إشراك النساء في القيادة السياسية والاقتصادية.

وفيما أشار إلى أن آفاق السلام في اليمن لا تزال ضعيفة، أكد على أهمية التخطيط من الآن لإعادة الإعمار والتعافي بعد انتهاء الحرب.

ولفت إلى أن انتهاء النزاع سيجلب التعافي الفوري للعديد من الذين يعانون الفقر والجوع، حيث يعالج سيناريو التعافي المتكامل الاحتياجات الملحة ويستثمر في الوقت نفسه إرساء الأسس لتعافٍ مستدام وطويل الأجل.

وقدم التقرير، سبعة سيناريوهات مختلفة للتعافي وهي: سيناريو التعافي المتكامل، سيناريو التعافي المجزأ، سيناريو الاستثمارات الزراعية، سيناريو التنمية الاقتصادية، سيناريو تمكين المرأة، سيناريو القدرات البشرية، وسيناريو الحوكمة.

وقال إن السيناريوهات تشمل مسارات وأولويات التعافي وإعادة الإعمار في اليمن.

كما تحدد نقاط الارتكاز الرئيسية والتوصيات لتحقيق التعافي الناجح – بما في ذلك تمكين المرأة، الاستثمارات في قطاع الزراعة وتعزيز القطاع الخاص. علاوة على ذلك، ومن خلال الجمع بين هذه العناصر والمسارات، فإنه من الممكن إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح ووضع اليمن مجدداً على الطريق الصحيح ليس فقط لمواكبة مسار أهداف التنمية المستدامة في زمن ما قبل النزاع – ولكن لتخطيه بحلول عام 2050م.

ونوه إلى أنه من خلال التوصل إلى اتفاق سلام واتباع استراتيجية متكاملة للتعافي واستغلال الفرص الرئيسية لإحداث التحول، فإنه يمكن لليمن تعويض الوقت الضائع وتوفير فرص أفضل للجيل القادم.

ورسم التقرير صورة قاتمة للوضع الإنساني في اليمن في حال استمرت الحرب حتى نهاية 2030، حيث توقع وفاة نحو 1.3 مليون شخص، وأكثر من 70 بالمئة منها ستكون وفيات غير مباشرة، في حين ستبلغ نسبة وفيات الأطفال دون سن الخامسة 80 بالمئة من إجمالي الوفيات.