الجوع وجشع التجار ونهب شركات الصرافة.. ثلاثي يفتك بملايين المواطنين في المناطق اليمنية المحررة

ما يزال شبح الجوع وجشع التجار يفتكان بملايين المواطنين في عدن وبقية المناطق اليمنية المحررة، علاوة على ما تتعرض له أموالهم من "نهب" تقوده شركات ومنشآت الصرافة التي أخذت تتلاعب بالأسعار حد امتناعها من عملية الشراء من المواطنين بعد تراجع جديد لقيمة الدولار الأمريكي مع ساعات مساء اليوم الأحد 19 ديسمبر 2021م.

مصادر محلية متعددة، أكدت أن أسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، لم تشهد أي تحسن في عدن وبقية المناطق المحررة منذ أكتوبر الماضي، بالرغم من التراجع المستمر لقيمة العملات الأجنبية أمام العملة الوطنية طيلة الأسبوعين الماضيين.

وأفادت مصادر مصرفية لوكالة "خبر"، أن الدولار الأمريكي سجل تراجعاً جديداً، مساء اليوم الأحد، أمام الريال اليمني، حيث بلغت قيمة الشراء 1102 ريال، و1197 للبيع، فيما بلغت قيمة شراء الريال السعودي 280 ريالاً و315 ريالاً للبيع.

ووفقاً للمصادر، هناك مبالغة كبيرة بين قيمتي الشراء والبيع في العملات الأجنبية، حيث تجاوزت في الدولار الأمريكي الواحد نحو 95 ريالاً، و25 ريالاً في الريال السعودي الواحد، في تعارض لقانون البنك الذي حدد ريالا واحدا في الريال السعودي وأربعة ريالات في الدولار.

مصادر محلية ثانية اتهمت شركات ومنشآت الصرافة في عدن، بنهب أموال المواطنين بطرق احتيالية، سيما بعد أن أقدمت، مساء اليوم الأحد، العديد منها على إيقاف عملية الشراء واكتفت ببيع العملة للمواطنين بأسعار عالية.

ووفقاً للمصادر، انعكس استمرار المضاربة في السوق المصرفية على المواطن بشكل مباشر، حيث ما تزال محلات بيع المواد الغذائية "جملة وتجزئة" متمسكة بنفس التسعيرة السابقة التي حددتها قبل أسبوعين، مع ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي إلى 1700 ريال.

كذلك هي أسعار الوقود، ما تزال تترنح قيمة الصفيحة عبوة 20 لتراً عند 18600 ريال، وهي التسعيرة الجديدة التي أعلنت عنها شركة النفط اليومين الماضيين بعد أن قفز سعر الصفيحة إلى 22500 ريال، إلا أنها التسعيرة "التخديرية" بحسب وصف المواطنين، بعد أن كان سعرها السابق 14800 ريال، وهي التسعيرة التي كانت ما تزال تواجه اعتراضا كبيرا من المواطنين.

وزارة الصناعة والتجارة، وبعد أن كانت قد أعلنت مكاتبها في عدد من المناطق المحررة عن تسعيرة جديدة للمواد الغذائية تتناسب مع التعافي النسبي للعملة الوطنية، تراجعت سريعاً عن متابعة التنفيذ وانحازت إلى صف البيوت التجارية في البلاد، وهو ما يراه مراقبون تهديدا إضافيا لتردي الوضع المعيشي لدى المواطن.
 
وطالب عشرات المواطنين، الجهات الحكومية المعنية بإلزام تجّار المواد الغذائية بتخفيض الأسعار بالتوازي مع تراجع قيمة الدولار إلى أن تعود الحياة إلى ما كانت عليه بداية الحرب.