دمت الضالع.. "جبايات زكوية" حوثية بالملايين على كل تاجر ومستثمر "وثائق"
كشفت وثائق رسمية، عن أكبر عملية نهب يتعرض لها التجّار والمستثمرون في مديرية دمت التي تتخذ منها مليشيا الحوثي مركزاً لمحافظة الضالع، (جنوبي اليمن)، تحت مسمى "زكاة الباطن".
وبحسب الوثائق، التي حصلت عليها وكالة خبر، فرضت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، مبالغ مالية كبيرة على كل تاجر ومستثمر في المديرية تتراوح بين 1.7 مليون و3.5 ملايين ريال أطلقت عليها مسمى "زكاة الباطن".
وكشفت الوثيقة المؤرخة بتاريخ 28 أبريل 2021م استلام مليشيا الحوثي مبلغ 3 ملايين ونصف المليون ريال من التاجر عادل أحمد علي غالب المريسي، مقابل ما أسمتها "زكاة الباطن" لسنة 2020، في حين أوضحت وثيقة ثانية حملت اسم التاجر أحمد محمد ناجي جميل، وبتاريخ 5 مايو 2021، استلام المليشيا مبلغ مليون و700 ألف ريال، وثالثة باسم التاجر محمد طاهر عبدالله وبتاريخ 4 مايو 2021م، عليها مبلغ مليون و800 ألف ريال، وجميعها مقابل ذات التوصيف "زكاة الباطن".
مصادر تجارية أكدت لوكالة خبر، أن ما تسمى "الهيئة العامة للزكاة" الخاضعة للمليشيا الحوثية، تفرض جبايات كبيرة على مختلف التجار والمستثمرين وأصحاب المحال التجارية الصغيرة والباعة المتجولين... وغيرهم.
وقالت المصادر -التي طلبت عدم ذكر اسمها- إن المليشيا حولت "الهيئة العامة للزكاة" إلى مصدر لنهب التجار والمواطنين ككل، وإن هناك "جبايات زكوية" أكبر مما تحصل عليها وسائل الإعلام، إلا أن أصحابها يرفضون الكشف عنها خشية ما يلحق بهم من بطش حوثي يصل حد تلفيق تهم كيدية واختطافات وتغييب للمختطفين.
وأفادت أن مليشيا الحوثي تفرض على التجّار مبالغ شهرية وأخرى سنوية، تقوم بتحديدها بنفسها، علاوة على فرضها عليهم جبايات أخرى بحجة "مجهود حربي- إقامة فعاليات وأنشطة- دعم مشاريع محلية... وغيرها".
ولفتت إلى أن هذه المبالغ لا تشمل ما يفرضه -شهرياً- صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة على كل التجار ومالكي المنشآت السياحية وأماكن الطعام والمشافي والصيدليات، علاوة على جبايات يومية يفرضها الصندوق على الباعة في أسواق بيع الخضروات والفواكه ونبتة القات والبساطين... وغيرهم.
وأشارت إلى أن حملات الجبايات الشهرية تحت مسمى "الزكاة" لم تستثن مزارعي الحبوب والخضار ونبتة القات وغيرهم، وسط شكاوى متعددة للمواطنين من مضاعفة تلك الجبايات في ظل تنصل المليشيا بصفتها "سلطة أمر واقع" من واجباتها الخدمية في مقدمتها الرواتب والصحة والتعليم والمياه والكهرباء.
ومديرية دمت، أكبر مديريات محافظة الضالع، التي تبسط المليشيا كامل نفوذها عليها، يليها جُبن، وثالثاً قعطبة التي تسيطر على أجزائها الغربية، ثم الحُشا على المحور الشمال غربي للمحافظة.
وتمتاز مديرية دمت بالسياحة العلاجية الطبيعية لما تمتلك من مياه حارة كبريتية، وعشرات الفنادق واللوكندات والمطاعم السياحية والشعبية، إضافة إلى العديد من المشافي والمراكز التجارية والمحال والمنشآت الصغيرة.