«الحوثيون والقاعدة».. ترتيبات المعركة الأخيرة وتحديد ساحة المواجهات

مؤشرات الواقع في اليمن تؤكد استعدادات يبديها طرفا الصراع الجديد "الحوثيون والقاعدة"، لخوض جولة جديدة من الحرب، بعد سيطرة أنصار الله "الحوثيين" على صنعاء، وتمكن مجاميعهم أو ما عرف بـ"اللجان الشعبية" من دخول قيادة الفرقة الأولى مدرع "المنحلة"، التي كان يقودها الجنرال علي محسن الأحمر، المُقرب من الجماعات الأصولية والمتشددين، وكذا جامعة الإيمان، التي يرأسها القيادي في تنظيم "الإخوان المسلمين" الشيخ عبد المجيد الزنداني.

طوال الأحداث التي عاشتها العاصمة صنعاء، منذ حسم المعركة الميدانية في عمران.. عمد تنظيم القاعدة "الإرهابي" إلى الدفع بعناصره للعاصمة صنعاء لمواجهة ما أسماه "المد الرافضي".

في وقت سابق قالت مصادر أمنية في محافظة البيضاء لوكالة "خبر" للأنباء: إن قيادات في التنظيم تقوم بعملية تحشيد لرجال القبائل الموالية لهم وإرسالهم للقتال في الجوف، التي اشتدت فيها الحرب خلال الثلاثة أشهر الماضية، ووصلت مناطق في أعماق محافظة مأرب.

وتعتبر جماعة "الحوثيين" أن اللواء علي محسن الأحمر، ومقر الفرقة وجامعة الإيمان، هي "فقاسة" من تسميهم "الدواعش"، نسبة لتنظيم داعش، الذي ظهر في العراق.. وهو ما أعلنه عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز، مساء الثلاثاء، احتفاءً "بالنصر"، وأكد أنه بإزاحة الجنرال من فرقته، فقد تم إزالة أهم العقبات في طريق تحقيق الدولة التي ينشدها اليمنيون.

وشهدت العاصمة صنعاء عدة تفجيرات خلال اليومين الماضيين استهدفت دوريات تابعة للحوثيين، وليل الأربعاء وقع انفجار عنيف بالقرب من مركز تجاري جنوب العاصمة.. وقال شهود عيان لوكالة "خبر": إن الحوثيين هرعوا إلى المكان وقاموا بتطويقه خوفاً من وقوع انفجار آخر.

ووقع انفجار آخر، ظهر الأربعاء، بالقرب من جولة آية، شرق العاصمة وأصيب مواطن.. المكان ذاته شهد اشتباكات بين موالين لـ"الحوثيين" وعناصر من التنظيم بالتزامن مع اشتداد المعارك حول مقر الفرقة وجامعة الإيمان.

وأكد زعيم الحوثيين، في خطابه، أن الحرب ضد الإرهاب طويلة ولابد من تنظيف الجيوب التي لا تزال تعتبر نفسها جزءاً من التنظيم.. محذراً في الوقت ذاته من رائحة مؤامرة تستهدف معسكرات الجيش في محافظتي البيضاء ومأرب، اللتين تعتبران من أهم مناطق الانتشار.

ويرى ناشطون أن على جماعة "الحوثيين" سرعة الانسحاب من المقرات الحكومية وشوارع العاصمة وترك الجانب الأمني على جهات الاختصاص.. لكن عبدالملك الحوثي قال إن اللجان الشعبية ستعمل جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة والأمن والمواطنين من أجل تأمين العاصمة.

وفي السياق قالت مصادر محلية في محافظة مأرب (شرق اليمن) لوكالة "خبر" للأنباء: إن مسلحين قبليين يستقلون نحو 40 سيارة نوع "شاص" تمركزوا خلف مطار مأرب المحلي الذي يقع بالقرب من المجمع الحكومي.

وتتمركز في المكان ذاته قوات الألوية (14 مدرع، واللواء 113) حيث تقع قيادة المنطقة العسكرية الثالثة وفق قرارات الهيكلة التي أعلنها الرئيس عبدربه منصور هادي.

وفي تصريحات سابقة، قال الشيخ القبلي حسن أبو هدرا، في تصريحات نقلتها صحيفة السياسة "الكويتية": إن مدينة مأرب هي ساحة المعركة الأخيرة بين "الحوثيين والإصلاحيين"..

ونشرت تقارير أجنبية إفادات للقيادي في تنظيم "أنصار الشريعة"، وهو تيار القاعدة في اليمن، مأمون حاتم، بشارته أن الدولة الإسلامية ستصل اليمن.

وقتل العشرات من أبناء القبائل الموالية لحزب "الإصلاح" بمأرب خلال المعارك التي دارت في مناطق مديرية الغيل بالجوف ومديرية "مجزر" التابعة لمحافظة مأرب والتي استمرت لأشهر.