وول ستريت جورنال: إدارة بايدن شطبت الحوثيين من قائمة الإرهاب في محاولة لاسترضاء إيران

أكد مسؤولون وخبراء أمريكيون، أن سياسة إدارة بايدن تجاه اليمن تتعرض لانتقادات شديدة من الكابيتول هيل والكونغرس وحلفائهم والمسؤولين رفيعي المستوى.

وفي مقال مشترك بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، كشف المسؤولان الأمريكيان السابقان، جوناثان شانزر، وماثيو زويج، أن إدارة الرئيس بايدن شطبت الحوثيين من قائمة الإرهاب في محاولة لاسترضاء إيران. واصفين سياسة الولايات المتحدة تجاه اليمن بالعشوائية.

وشدد الدبلوماسيان الأمريكيان أن تساهل إدارة بادين مع جماعة الحوثيين، مكن إيران من انتهاز الفرصة لتسليح وكيلها اليمني وتدريبه.

وفي 17 يناير، أسفر هجوم بطائرة مسيرة للحوثيين عن مقتل ثلاثة وإصابة ستة في أبو ظبي. وفي المقابل رد تسعة أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ بتقديم مشروع قانون يطالب البيت الأبيض بإعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب. كما دعمهم بعض الديمقراطيين.

وبحسب المسؤولين الأمريكيين، فإن الدبلوماسيين الموالين لبايدن لا يزالون مترددين وذلك لإرضاء إيران وفي محاولة يائسة للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، حيث تريد الإدارة تجنب أي حالة من الانزعاج من نظام الملالي في طهران.

ويرى جوناثان شانزر، وماثيو زويج، واللذان يشغلان حاليا مناصب رفيعة في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، أن سياسة الولايات المتحدة في اليمن أصبحت ككرة قدم حزبية. ففي يناير 2021، صنفت إدارة ترامب رسميا الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية عالمية.
في المقابل، بررت وزارة خارجية بايدن شطب الحوثيين من القائمة بأن العقوبات المفروضة على الحوثيين قد تعوق تدفق المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
كان قرار بايدن بشطب الحوثيين من القائمة السوداء غريبا إلى حد ما، نظراً لأن الرئيس أوباما قد وقع أمرا تنفيذيا في عام 2012 يجيز فرض عقوبات على الجهات الفاعلة التي تزعزع استقرار البلاد. في حين أن عقوبات الأمر التنفيذي لا تمثل عبئا على التصنيف الرسمي للإرهاب، إلا أن إدارة بايدن استخدمتها مع ذلك ضد بعض أعضاء الحوثيين وأنصارهم.

كما أدانت إدارة بايدن مرارا وتكرارا الحوثيين على هجماتهم ضد المدنيين في السعودية، وهجماتهم على ممرات الملاحة الدولية، والاستيلاء على السفارة الأمريكية في اليمن -والتي تضمنت احتجاز موظفيها المحليين كرهائن- واستهداف المدنيين اليمنيين.

وفي أكتوبر الماضي، أدانت وزارة الخارجية الحوثيين "لعرقلة حركة عمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية"، وهو ما كان بالضبط منطق البيت الأبيض قبل عام لإلغاء التصنيفات الرسمية للإرهاب.

واعتبر المسؤولان الامريكيان بأن السياسة الأمريكية في اليمن حاليا ليست سوى توثيق عنف الحوثيين، الذي تصاعد منذ أن تولى بايدن منصبه، مشيرين أن تصرفات الإدارة الأمريكية أدت إلى تقويض أسس نظام عقوبات الإرهاب، متسائلين في الوقت ذاته: "إذا كان بإمكانها رفع العقوبات عن الحوثيين دون تغيير سلوكهم، فلماذا لا يكون الأمر نفسه حيال المنظمات الإرهابية الأخرى؟".

واختتم جوناثان شانزر، وماثيو زويج مقالهما بالقول: "فبينما يتعرض البيت الأبيض لانتقادات شديدة من التقدميين في الكونغرس وحلفائهم، لا سيما في ضوء هجمات الحوثيين على أبوظبي الأسبوع الماضي، فقد حان الوقت لإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية. فالحوثيون مكانهم الحقيقي في قائمة الإرهاب".

*جوناثان شانزر، هو محلل سابق لشؤون تمويل الإرهاب في وزارة  الخزانة الأمريكية، ويشغل حالياً منصب النائب الأول لرئيس "مؤسسة الدفاع عن  الديمقراطيات"

*ماثيو زويج، شغل مناصب عليا في وزارة الخارجية ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، ويشغل حاليا منصب كبير خبراء "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"