القاعدة يعاود انتشاره وتحركاته في أبين

ذكرت مصادر مطلعة أن عناصر تنظيم أنصار الشريعة المتشدد (الاسم الذي يتخذه تنظيم القاعدة وسما له في اليمن) عاودت انتشارها وتحركاتها في محافظة أبين، بعد يوم من فرار عدد من عناصر التنظيم من سجن سيئون المركزي بوادي حضرموت.

وقالت المصادر، إن عناصر التنظيم الإرهابي عاودت الانتشار في مناطق مودية والوضيع والمحفد في أبين ونصبت عددا من نقاط التفتيش.

وشوهد عدد من الأطقم المطلية باللون الأسود التي ترفع أعلام التنظيم تجول في تلك المناطق للمرة الأولى منذ سنوات.

وفي السياق، أقدمت عناصر مجهولة، يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة المتشدد، على اختطاف شاحنة نقل نوع (دينا) تابعة لأحد ألوية العمالقة أحد تشكيلات القوات المشتركة في المنطقة الوسطى في أبين.

وذكرت مصادر محلية، أن عناصر مجهولة نصبت نقطة تفتيش في منطقة الخديرة بالمنطقة الوسطى واحتجزت الشاحنة التابعة لألوية العمالقة واقتادتها مع سائقها إلى أحد مواقعها في مديرية الوضيع.

ووقعت الحادثة على بعد نحو 4 كيلو مترات من مقر اللواء الثالث حماية رئاسية الموالية لحزب الإصلاح "الإخوان" والتي لم تحرك ساكنا.

يأتي ذلك بعد يوم من فرار 10 سجناء مدانين بجرائم جنائية جسيمة وارهابية من السجن المركزي بمدينة سيئون في محافظة حضرموت وسط اتهامات لقيادات موالية لحزب الإصلاح الجناح السياسي لتنظيم الإخوان في الأجهزة الأمنية والمنطقة العسكرية الأولى بالتواطؤ وتسهيل هروبهم، فيما اعتبرها مراقبون مؤاشرات إلى احتمال وجود خطة اعدتها قيادة التنظيم لتحريك عناصرها بهدف خلط الأوراق ضمن استعداداتها لشن عمليات إرهابية.

ويتخوف الأهالي في محافظتي أبين والبيضاء وعدة محافظات يمنية من ظهور تنظيمات كالقاعدة وداعش وعناصرها المتطرفة وعودة عملياتها الارهابية في ظل صمت مريب للسلطات المحلية والأمنية والعسكرية في تلك المحافظات خصوصا مع تصاعد عمليات اختطاف الأجانب الأخيرة في محافظتي أبين وحضرموت.

وخلال سنوات الحرب تدفق المئات من المسلحين المتشددين الأجانب مع اسرهم إلى اليمن من عدة دول قادمين عبر البحر العربي، وصولا إلى سواحل محافظة أبين وتوزعوا في أبين والبيضاء وحضرموت.

ووجد تنظيما القاعدة وداعش في محافظتي البيضاء وأبين البيئة المواتية لتمددهما، نظرا لعامل الطبيعة الجغرافية المعقدة، إضافة إلى البيئة القبلية التي لا تتوافر فيها نسب تعليم مرتفعة، ولديناميتها الخاصة المساعدة للتمدد مكانياً في هذه التضاريس الوعرة والقاسية، فضلا عن حاضنة شعبية تتمثل بالعناصر الموالية لجماعة الإخوان.

ويتنافس التنظيمان في تجنيد العدد الأكبر من الشباب والعناصر العربية والأجنبية الى صفوفهما بعد ان استفادا من الحرب التي افتعلتها مليشيا الحوثي الموالية لإيران اثر انقلابها على السلطة في21 سبتمبر 2014 لتعزيز نفوذهما، وأعطى استمرارها للتنظيمين المناخ المناسب لاقامة معسكرات سرية للتدريب والتمدد جغرافيا وتوظيف الأوضاع المضطربة التي شهدتها محافظات يمنية جنوب وشرق ووسط البلاد خلال الثماني السنوات الماضية في تنامي نفوذها وتواجدها وسيطرتها.