حقوقيون يدقون ناقوس الخطر من جحيم التعذيب حتى الموت في سجون الحوثي

طالب حقوقيون وناشطون بسرعة إنجاز ملف الأسرى والمختطفين والمخفيين قسرياً بالتزامن مع التقدم في الجانب الإنساني بموجب بنود الهدنة المعلنة مطلع أبريل الماضي.

وفي تصريحات لوكالة خبر، أكد حقوقيون أن معاناة المختطفين في سجون الحوثي تتزايد كل يوم مع ارتفاع حالات التعذيب الشديد حتى الوفاة والإعلان عن سقوط ضحايا جدد في أقبية السجون السرية التابعة للمليشيات.

يأتي هذا بعد يوم واحد من الإعلان عن وفاة أحد المختطفين في سجون مليشيات الحوثي، متأثراً بعمليات التعذيب الوحشية، وذلك بعد أقل من أسبوع على مقتل أحد نزلاء السجن المركزي برصاص عنصر حوثي.

وأوضحت مصادر حقوقية أن الشاب عبدالكريم الحوبري (27 عاماً)، توفي تحت التعذيب بعد أسبوعين من اعتقاله من أحد شوارع العاصمة صنعاء، ليتم بعدها الإعلان عن وفاته أمس الاثنين.

وتزايدت أعداد الضحايا من المختطفين في سجون مليشيات الحوثي، والذين يتعرضون لصنوف مختلفة من التعذيب الوحشي، حيث كشفت تقارير حقوقية، عن مقتل 350 مختطفاً ومخفياً قسراً تحت التعذيب في سجون الحوثي منذ سبع سنوات.

وذكر التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، أنه وثق تعرض 1635 مختطفاً للتعذيب في سجون ميليشيا الحوثي بينهم 109 أطفال و33 امرأة و78 مسناً، موزعين على 17 محافظة يمنية، ما أسفر عن إصابة بعضهم بشلل كلي أو نصفي، والبعض الآخر بأمراض مزمنة وفقدان للذاكرة وإعاقات بصرية وسمعية.

وأكد التحالف، في تقرير صادر عنه، أن بعض هؤلاء فارق الحياة داخل الزنازين الحوثية تحت سياط التعذيب وبعضهم توفي نتيجة الإهمال وتدهور حالتهم الصحية في ظل الحرمان المستمر من تلقي العلاج.

وأصيب نحو 1427 مختطفاً عذبوا في سجون الحوثي بينهم 101 طفل و24 امرأة و63 مسناً بشلل كلي ونصفي وآخرون بأمراض مزمنة وفقدان للذاكرة وإعاقات بصرية وسمعية، طبقا للتقرير.

وأشار إلى أن 208 مختطفين آخرين تعرضوا لأشد وأقسى أنواع التعذيب المفضي إلى الموت بينهم 8 أطفال و9 نساء و15 مسناً، ما أدى إلى مقتلهم إما داخل الزنازين الحوثية وإما بعد تدهور حالتهم الصحية أو بعد إطلاق سراحهم بأيام فقط، حيث تسعى المليشيات إلى التنصل من جريمة مقتلهم.

كما نبه إلى تعرض عدد من المختطفين في سجون مليشيات الحوثي للتصفية الجسدية، فيما انتحر آخرون للتخلص من قسوة وبشاعة التعذيب للانقلابيين.

وتشهد سجون ميليشيا الحوثي عمليات تعذيب مروعة بحق المختطفين في مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، وتوفي العديد من المختطفين جراء عمليات التعذيب، وفقاً لتقارير حقوقية محلية ودولية عدة.

وتعتقل ميليشيا الحوثي الآلاف من الناشطين والسياسيين والأكاديميين والطلاب في سجونها بصنعاء والمحافظات الأخرى التي تسيطر عليها، بعد أن اختطفتهم من منازلهم وأماكن أعمالهم.

وأكد حقوقيون أن المختطفين يتعرضون في سجون مليشيات الحوثي للتعذيب حتى الوفاة، حيث قتل عشرات السجناء في زنازين الحوثي بعد تعرضهم للضرب المبرح واستخدام أساليب تعذيب وحشية سلبت الضحايا حياتهم وحتى الذين نجوا ستلازمهم إعاقات جسدية ونفسية كبيرة سيعانون منها بقية حياتهم.