في الذكرى الـ40 لتأسيسه.. أكاديمي وقيادي مؤتمري يستعرض مراحل الحزب في نقاط ويشيد بقواعده وأنصاره
لخص أكاديمي وقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، أبرز المحطات السياسية التي شهدها اليمن خلال فترة حكم الحزب، في خمس نقاط رئيسية، معرجاً على دوره في التعامل مع المؤامرة التي استهدفت الدولة والنظام في العام 2011م، وامتداد الأيادي التي وقفت وراءها إلى الحزب نفسه، لإدراكها حجم خطر وسطيته على تشددها، معتبراً تحقيق الوحدة اليمنية هي المنجز الأعظم.
وقال الأكاديمي والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، د. طه حسين الهمداني، في تصريح لوكالة "خبر"، إن حزب المؤتمر -الذي يستعد للاحتفاء بالذكرى الـ40 لتأسيسه- انتهج الحوار خلال فترة حكمه، طريقاً وأسلوباً لتحقيق المصالحة الوطنية والتحول الديمقراطي والتنمية، ومن نتائجها توقف الحرب في المناطق الوسطى وتحقيق الأمن والاستقرار.
وأوضح أن الحزب تشكّل من مختلف القوى والاتجاهات السياسية، وتحول الأحزاب من العمل السري إلى العمل العلني تحت مظلة المؤتمر الشعبي.
أما تنموياً، فتمثل في استخراج الثروة النفطية، وإنشاء مشاريع خدمية في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية، وتكريس استقلال القرار السياسي وبناء علاقات متوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة.
ويمقراطياً، تأسيس برلمان منتخب من الشعب بصورة ديمقراطية، أعقبه انتخابات محلية وبرلمانية، ومؤخراً، رئاسية، شكلت إحدى العلامات الفارقة في مراحل حكم الحزب.
وأكد الدكتور الهمداني على أن أهم منجز حققه حزب المؤتمر الشعبي خلال فترة حكمه، بمعية شريكه الحزب الاشتراكي اليمني، هو: تحقيق الوحدة اليمنية، وحرصهما كحزبين حاكمين على تهيئة البيئة المناسبة للتمكين ومشاركة المجتمع المدني، إضافة إلى مشاركة المرأة في العمل السياسي والحزبي والجماهيري. علاوة على إتاحة التعددية الحزبية والسياسية والإعلامية. والفصل النسبي بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، واعتماد نظام اللامركزية الإدارية والمالية ومنح السلطات المحلية صلاحيات واسعة في الحكم وإجراء انتخاب المجالس المحلية.
وخلال فترة حكم حزب المؤتمر، نجح كثيراً في إرساء علاقات عربية ودولية تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتبادل المصالح المشتركة والعمل الجاد لتسوية النزاعات الحدودية من خلال التفاوض، سواء مع سلطنة عمان أو المملكة العربية السعودية أو إريتريا.
وأشاد بحكمة الرئيس علي عبد الله صالح، وتعامله مع الأزمات المحلية التي تعرضت لها البلاد في مختلف مراحل حكم الحزب، لعل آخرها أزمة 2011م، وما رافقها من تقديمه التنازلات والمبادرات والدعوات للحوار، وإصلاحات أساسية لتغيير النظام. ولكن جميعها قوبل -للأسف- بالتعنت والمغالاة ورفع سقف مطالب مثلت أجندة سياسية خارجية كانت تسعى إلى هدم النظام وإسقاط الدولة.
وأشار الدكتور الهمداني، إلى عدد من التحديات التي واجهت الحزب، مؤخراً، أبرزها تعرض قياداته السياسية والتنظيمية لعمليات اغتيال، على رأسها الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح -رئيس المؤتمر، والشهيد الأستاذ عارف عوض الزوكا الأمين العام. علاوة على ما تتعرض له قياداته، داخليا وخارجيا، من قمع وإرهاب وملاحقة.
كذلك، وضع بعض قيادات الحزب -ظلماً- ضمن دائرة العقوبات الدولية، ومصادرة أموال وممتلكات الحزب وبعض منظماته، وحجز أرصدة بعض قياداته، وإقصاء وتهميش أخرى وانتهاك حقوقها داخل وخارج البلاد.
وحذر من تبعات مخاطر الانقسامات التي أفرزتها "الأزمة والحرب"، وتعرض بعض القيادات لاستقطاب أطراف سياسية ودولية، ومحدودية حركته ونشاطه السياسي في بعض المحافظات، مشدداً على أهمية الحفاظ على الوحدة التنظيمية بداخله.
وبالرغم من ذلك، يرى الدكتور الهمداني أن حظوظ المؤتمر ما تزال كثيرة لما يتمتع به من شعبية جماهيرية وأنصار داخل وخارج الوطن، واحترام دولي، لنهج الحزب الوسطية والاعتدال.
ودعا قيادة الحزب إلى دراسة التحديات والمخاطر التي تحدق به والوطن، وتحويل الفرص إلى عوامل نجاح، لا سيما في ظل فشل الحركات الدينية والإرهابية والمتطرفة من ناحية، وعدم قدرتها على الحكم وإدارة الدولة من ناحية أخرى، وتذمر الشارع من الأوضاع التي أوصلته إليها.