المؤتمر الشعبي العام في عامه الـ43.. حضور سياسي رغم التحديات
مع اقتراب الذكرى الـ43 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، يعيش الحزب وقياداته واحدة من أدق المراحل وأكثرها تعقيداً منذ تأسيسه في 24 أغسطس 1982م، وسط حملة ممنهجة من قبل مليشيا الحوثي تستهدف قياداته وكوادره بالاختطافات والتهديدات ومصادرة الحقوق، في سياق محاولات متكررة لإضعاف أكبر حزب سياسي يمني من حيث الشعبية والانتشار.
منذ أحداث 2011 وما تبعها من انقسامات وصدامات سياسية وعسكرية، وصولاً إلى المواجهات الدامية في 2 ديسمبر 2017م التي انتهت باستشهاد الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، مؤسس المؤتمر وزعيمه، واجه الحزب سلسلة متصاعدة من التحديات التي هددت وجوده وكيانه التنظيمي. ورغم ذلك، ظل المؤتمر رقماً صعباً في المعادلة الوطنية، محتفظاً بمكانته السياسية والاجتماعية.
على مدى 33 عاماً من الحكم، ارتبط اسم المؤتمر الشعبي العام بمراحل مفصلية في تاريخ اليمن الحديث، أبرزها تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، كأعظم منجز وطني، وتبني التعددية الحزبية والديمقراطية عبر أول انتخابات تنافسية، والإشراف على مشاريع تنموية واسعة في البنية التحتية، والتعليم، والصحة، والكهرباء، والطرقات، ونجح في ترسيخ مكانته كحزب مدني جامع للوسطية والاعتدال، حاملاً هموم الشعب وراية الوطن.
اليوم، يتعرض المؤتمر الشعبي العام لهجمة شرسة داخل مناطق سيطرة الحوثيين، إذ شهدت العاصمة المختطفة صنعاء حالة احتقان متصاعدة ترافقت مع حملة اختطافات واسعة طالت قيادات حزبية، أبرزها اختطاف الأمين العام للحزب، الشيخ غازي الأحول، واثنين من مرافقيه، إضافة إلى استدعاء واختطاف 12 قيادياً آخرين. كما فُرضت الإقامة الجبرية على بعض القيادات، مع محاولات مستمرة لنهب ممتلكات وأراضي وأصول الحزب.
وتصاعدت الحملة الحوثية حتى طالت شخصيات أكاديمية وتربوية ورجال أعمال، في وقت تجرأ فيه قياديون حوثيون بارزون مثل صادق أبو شوارب ومحمد المقالح على انتقاد هذه السياسات القمعية، محذرين من أن هذه الممارسات تكشف فشل الجماعة وتفشي الفساد والمحسوبية في صفوفها.
كما أدان النائب البرلماني في صنعاء عبده محمد بشر، رئيس كتلة الأحرار، هذه الممارسات، واصفاً إياها بـ"دليل الإفلاس السياسي والفشل في إدارة الدولة"، مؤكداً أن الحوثيين يغلبون منطق القوة والإقصاء على نهج الحوار والشراكة الوطنية - حد قوله.
يرى مراقبون أن هذا التصعيد يعكس حالة القلق والارتباك داخل صفوف مليشيا الحوثي، خاصة مع تشقق المحور الإيراني في المنطقة وتزايد المخاوف من اندلاع احتجاجات شعبية واسعة بالتزامن مع ذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962م.
ويشدد محللون أن على قيادة المؤتمر الشعبي العام أن تعيد ترتيب صفوفها وتستعيد دورها التاريخي في توحيد اليمنيين بمختلف توجهاتهم، لمواجهة الخطر المتمثل في محاولات الحوثيين إعادة إنتاج النظام الإمامي البائد في شمال اليمن، والتجزئة في جنوبه.