محمد العماد.. بوقهم الذي يميعون به الأمور!!

المهمة الأخطر لمحمد العماد تتمحور حول تخصيصه لتمييع القضايا الحقوقية والشعبية والإنسانية، وتحويلها إلى قضايا شخصية وصراعات ثانوية، هكذا يقحم نفسه كطرف محرض ومقرر ومخوّل للرد على كبار الآراء والمؤثرين، بحيث تتجاوز القضايا أثرها العام وضغطها الخاص وتأثيرها على مستوى السلطة الواقعية، لتصير مجرد قضايا متشنجة ومتطرفة وطرفاها يتوعدون بعضهما بالويل والانتقام، فقط ليزيل عن القضايا إنسانيتها وغايتها، وملامحها النبيلة والمحترمة، هذا الكائن مهيأ لتشتيت النوايا والغايات والمؤثرين، وإشغال مجموعات الضغط السياسي والمجتمعي والإعلامي عن غاياتهم ومطالباتهم، لقد جعلوه بوقهم الذي يميعون به الأمور، ويشغلون به الآخرين، بحيث يتفرغون هم لأفعالهم وما يريدون. لهذا هو مهيأ للبشاعة التي خلق من أجلها، وبواسطتها يقوم بعمله ومهامه وتنطعاته، وعليه يجب علينا تجاوزه دائمًا، هذه نصيحة للمستقبل، لكم جميعًا، لنتجاوزه كأنه مريض نفسي، عاث عليه الزمن ونسيه أهله وأقرباؤه في مصحة للمجانين، هذا فقط إذا أردنا تجاوز التمييع المتعمد لقضايانا وقضايا الآخرين.

أنا حقًا أستغرب كيف يستطيع محمد العماد التعايش مع طريقه الذي اختاره لنفسه، طريق البشاعة والكراهة والدم الثقيل، طريق اختلاق القضايا الجدلية والصراعات المريضة والمناطقيات المهينة لصاحبها، طريق السوقية والبلطجية واللغة المستفزة والموتورة، لا أحد يقبل لنفسه هذا الدور على الإطلاق، والرواج المبني على هذا الأساس يشبه إلى حد بعيد رواج سائق الموتور في جمهورية مصر العربية، ذلك اللص الذي انتشل هاتف البث المباشر لصحيفة اليوم السابع المصري أثناء النقل المباشر، ليشاهده يومها أكثر من مائة مليون مصري وعربي، ليصبح على إثرها مشهورًا وترندًا بما حدث، لكنها شهرة تشبه العار الى حد بعيد. أنا لا أعتقد أن هناك إنسانا محترما يرضى لنفسه الظهور المتبجح أمام الناس، الظهور السوقي بالكلام المتعجرف والمهين، لا يوجد إنسان يقبل لنفسه عار التمادي أمام الآخرين كما يفعل العماد، الناس في هذا الوسط لا يتناسون ما يحدث، ويعرفون جيدًا لغة المنطق والاحترام، وما يقابلها من لغة السوق والشلل والبلطجية.
أخيرًا،

علينا جميعًا تجاوز هذا الكائن، فلا سجن سيردعه، ولا سلطة ستؤدبه، ولا قناة يمكننا إغلاقها، الشيء المنطقي الوحيد، يكون بتجاوزه وتجاهله، وعدم ذكره ولو لمرة واحدة ما بقينا على قيد الحياة في هذا الوطن المجنون.
وسلامتكم

ماجد زايد