بعد رصد تحركات نووية.. تحذيرات غربية من تصعيد روسي "كبير" في أوكرانيا

حذَّرت مصادر دفاعية غربية من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لإظهار جاهزيته لاستخدام أسلحة الدمار الشامل من خلال إجراء تجربة نووية على حدود أوكرانيا.

وتأتي هذه التحذيرات تزامناً مع صدور تقرير عن استخبارات حلف شمال الأطلسي (الناتو) حذَّر أيضاً من إمكانية قيام روسيا باختبار مركبة "بوسيدون" غير المأهولة تحت الماء، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.

وكان الكرملين أشار إلى استعداده لتصعيد كبير، مع التراجع الروسي في ساحة المعركة، وازدادت المخاوف في هذا الشأن مع تلميح بوتين خلال وقت سابق بأنه قد يلجأ إلى مثل هذه التكتيكات.
مؤشرات التصعيد

وفي مؤشر على هذه الجاهزية المزعومة للتصعيد، قالت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية إنَّ قطاراً روسياً يديره القسم النووي السري، ظهر الأحد متجهاً إلى أوكرانيا.

وقال كونراد موزيكا، المحلل الدفاعي المقيم في بولندا، إنَّ القطار الذي رُصد بوسط روسيا، مرتبط بالمديرية الرئيسية الـ12 لوزارة الدفاع الروسية وهو "مسؤول عن الذخائر النووية وتخزينها وصيانتها ونقلها وإصدارها للوحدات".

لكن مصدراً دفاعياً كبيراً قال إنَّ دليلاً أكثر ترجيحاً على استعداد بوتين لاستخدام الأسلحة النووية يمكن أن يأتي من البحر الأسود.

واعتبرت مصادر دفاعية أنه "ليس من المستحيل" أن يتمكن بوتين من إطلاق سلاح نووي تكتيكي في أوكرانيا، لكن إذا اختار أن يفعل ذلك، فإنه يواجه خطراً كبيراً، على حد تعبيرهم.

وقال أحد هذه المصادر: "يمكن أن يخطئوا في إطلاق النار ويضربوا عن طريق الخطأ مدينة روسية قريبة من الحدود الأوكرانية مثل بيلجورود".

اختبار غواصة نووية

وكانت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية أفادت بأن الناتو بعث بتقرير استخباراتي إلى أعضائه وحلفائه ينبههم إلى تخطيط روسيا لاختبار مركبتها غير المأهولة ذات القدرة النووية "بوسيدون" التي يطلق عليها اسم "سلاح نهاية العالم".

وأشار التقرير إلى تحركات غواصة "بيلجورود" النووية متعددة الأغراض في بحر كارا، وهو بحر متفرع من المحيط المتجمد الشمالي في شمال سيبيريا. ويخشى الخبراء من أنَّ الغواصة قد تطلق مركبة مسيرة نووية غير مأهولة هناك.

وقالت "لا ريبوبليكا"، إنَّ مركبة بوسيدون تحت الماء قادرة على توليد تسونامي إشعاعي من شأنه أن يمحو مناطق حضرية كبرى مثل نيويورك أو لوس أنجلوس.

ولا تستطيع الأشعة تحت الحمراء للأقمار الصناعية في الولايات المتحدة رؤية ما يحدث في أعماق البحار.

وأشار التقرير إلى أن "بوسيدون" هي مركبة بلا ضوضاء، كما تشع عنها القليل من الحرارة وتتحرك بسرعة تزيد عن 100 كيلومتر في الساعة.

وأوردت "لا ريبوبليكا" أنَّ "مجرد إعلان تجريبي بسيط يمكن أن يمنح الكرملين فرصة لإظهار قدرة فريدة في شد الحبل مع الغرب، إذ ليس هناك دفاع ضد هذا السلاح".

والغواصة النووية بيلجورود متعددة الأغراض هي غواصة مناظرة لطراز غواصات "كورسك" التي تعمل بالطاقة النووية. وتم إطلاقها في أبريل 2019.  

تحذيرات روسية

وقال البروفيسور أندرو فوتر، الأكاديمي وخبير الأسلحة النووية بجامعة ليستر، إن الغواصة النووية يمكن أن تؤدي وظائف تكتيكية مختلفة وإنها أكبر بكثير من مجرد منصة إيصال نووي، مشيراً إلى أن روسيا، كما هو الحال في القطار، تحاول إرسال تحذير إلى الغرب لوقف التدخل في الصراع.

ولفت جيمس روجرز مدير الأبحاث بـ"المجلس الجيوستراتيجي"، وهو منظمة بحثية مقرها بريطانيا، إنه لا يستبعد توجيه ضربة نووية روسية للقوات الأوكرانية المتقدمة مهما بدا ذلك غير محتمل، وذلك بحسب صحيفة "ذا تايمز".

وأضاف روجرز: "بالنظر إلى طبيعة صنع القرار في الكرملين في الوقت الحالي، لا ينبغي استبعاد أي شيء. الروس يشعرون باليأس، لكنه سيكون تصعيداً دراماتيكياً، وستدينه بالتأكيد دول مثل الهند وحتى الصين".

الرد الغربي

ومن غير الواضح كيف سيرد الغرب على ضربة نووية في أوكرانيا. وقال روجرز إن الهجمات الإلكترونية واسعة النطاق قد تكون احتمالاً، وكذلك "الخنق الاقتصادي، والمزيد من الدعم للحكومة الأوكرانية والقوات المسلحة".

وأشار فوتر إلى أن حلفاء الناتو الذين يردون على ضربة على أوكرانيا "سيفتحون باب الويلات والشرور" مضيفاً "إذا استخدم الغرب أسلحة نووية رداً على الهجوم فأنت لا تعرف حقاً ما الذي سيحدث بعد ذلك".

وقال الجنرال كينيث ماكنزي جونيور، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، متحدثاً في مؤتمر حزب المحافظين في برمنجهام: "إن خطر التصعيد النووي مرتفع للغاية. نحن لا نفعل شيئاً جيداً لأنفسنا إذا تجاهلنا ذلك".

وسعى ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إلى التقليل من شأن دعوة الرئيس الشيشاني رمضان قديروف لاستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا.

وقال قديروف الأحد، إنه سيرسل 3 من أبنائه للانضمام إلى القتال بعد أن حث موسكو على اتخاذ "إجراءات أكثر صرامة، واستخدام أسلحة نووية محدودة القدرة".

لكن بيسكوف قال: "لرؤساء المناطق الحق في التعبير عن وجهة نظرهم. وحتى في اللحظات الصعبة، ينبغي استبعاد العواطف من أي تقييمات".