وسط مخاوف من "هزيمة ساحقة".. بايدن يبدأ دعم الديمقراطيين بالتجديد النصفي

يجري الرئيس الأميركي جو بايدن، جولة تشمل ولايات فلوريدا ونيو مكسيكو وبنسلفانيا، تبدأ، الثلاثاء، في محاولة أخيرة من الحزب الديمقراطي لكسب أصوات الناخبين قبل أسبوع من انتخابات التجديد النصفي.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الرئيس في طريقه إلى "خسائر ساحقة"، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وقالت الصحيفة إن انتخابات التجديد النصفي عادة ما يفوز بها الحزب الذي لا ينتمي له الرئيس، مشيرة إلى أن الديمقراطيين يأملون في تعزيز فرصهم في صناديق الاقتراع بسبب "غضب الناخبين من قرار المحكمة العليا إلغاء حق الإجهاض، ووجود جمهوريين ضعفاء نسبياً في مجلس الشيوخ".

ويسيطر الديمقراطيون حالياً على مجلسي النواب والشيوخ بفارق ضئيل، لكن أحدث استطلاعات الرأي تُشير إلى أن الجمهوريين في طريقهم لاستعادة مجلس النواب، وأن السيطرة على مجلس الشيوخ ستشهد منافسة محتدمة، في ظل التضخم والركود الوشيك الذي يطغى على تفكير الناخبين.

جولات بايدن

ويحاول الرئيس الأميركي، بنجاح متفاوت، الظهور كمدافع عن الطبقة الوسطى في مواجهة معارضة جمهورية، حسب قوله، تدافع عن الأكثر ثراءً.

ويخطط بايدن هذه المرّة للتحدّث عن المساعدات الاجتماعية والصحية للمتقاعدين.

وحذر البيت الأبيض، في بيان، من أن "ملايين الأميركيين سيفقدون التأمين الصحي والمساعدات الاجتماعية إذا كان الكونجرس جمهورياً".

كما ذكّر بقانون يكتسي أهمية كبرى تم تبنيه بمبادرة من جو بايدن لاحتواء، على سبيل المثال، الكلفة الباهظة للأدوية خاصة بالنسبة للمسنّين.

وكان الرئيس الديمقراطي، البالغ من العمر 79 عاماً، يعد منذ فترة طويلة بزيارة فلوريدا التي طالما اعتُبرت "ولاية متأرجحة" تصوّت أحياناً لليسار وأحياناً أخرى لليمين لكن يبدو أنها أصبحت تميل بشكل أكثر وضوحاً نحو المعسكر المحافظ (الجمهوريين).

وقالت "فاينانشيال تايمز" إن بايدن سيزور عدداً من الولايات من الآن وحتى موعد الانتخابات في 8 نوفمبر، في محاولة لمنح المرشحين الديمقراطيين ثقلاً سياسياً.

ويزرو بايدن مدينة "فورت لودرديل" بولاية فلوريدا، الثلاثاء، لإلقاء خطاب يستهدف بشكل رئيسي الناخبين الأكبر سناً، قبل مشاركته في الحملة الانتخابية لتشارلي كريست، المرشح الديمقراطي لمنصب حاكم الولاية، وفال ديمينجز، المرشحة لمجلس الشيوخ.

وتظهر أحدث استطلاعات الرأي أن المرشحين الديمقراطيين يتخلفان كثيراً عن منافسيهما الجمهوريين في فلوريدا، التي كانت تعتبر سابقاً ولاية متقلبة، ولكنها ساندت الجمهوريين بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.

ويتخلف كريست عن المرشح الجمهوري، رون دي سانتيس، بفارق 12.3 نقطة، بينما تتخلف ديمينجز عن منافسها الجمهوري، ماركو روبيو، بفارق 8 نقاط، وفقاً لأرقام مؤسسة "ريل كلير بوليتكس".

ويُتوقع أن يستخدم بايدن ظهوره في فلوريدا لدعم رواية الديمقراطيين في الولاية، والتي تفيد بأنهم يعملون على خفض تكاليف الأدوية الموصوفة لكبار السن، بينما الديمقراطيون، في حال تواجدهم في السلطة، سيعملون على تخفيض التأمين الاجتماعي ومزايا الرعاية الصحية المقدمة لكبار السن.

ويزور بايدن في وقت لاحق من الأسبوع ولاية نيو مكسيكو، حيث تسعى ميشيل لوجان جريشام، الحاكمة الديمقراطية الحالية، إلى ولاية ثانية. ويُتوقع أن يحاول بايدن استمالة الناخبين الشباب من خلال التأكيد على جهود البيت الأبيض لإلغاء 10 آلاف دولار من ديون الطلاب لملايين الأميركيين.

ولايات حاسمة

واتفق محللون مستقلون على أن الناخبين في ولايات بنسلفانيا، وجورجيا، ونيفادا من المرجح أن يحددوا الحزب السياسي الذي سيسيطر على مجلس الشيوخ الذي ينقسم بالتساوي بين الجمهوريين والديمقراطيين في العامين الماضيين.

وأعلن البيت الأبيض، الاثنين، أن بايدن سيسافر إلى بنسلفانيا في نهاية الأسبوع للمشاركة مع الرئيس الأسبق باراك أوباما في حملة لدعم جون فيترمان، حاكم الولاية والمرشح الديمقراطي لمجلس الشيوخ.

ويقول أوبري جيويت، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سنترال فلوريدا: "لقد نجح الجمهوريون في إقناع الأميركيين ذوي الأصول الإسبانية بالبدء في التصويت لهم"، في حين أن هؤلاء السكان الممثلين بشكل كبير في الولاية يميلون أكثر نحو الديمقراطيين.

وأشار إلى مدى تأثير الرئيس السابق دونالد ترمب والحاكم الحالي رون ديسانتيس، النجم الصاعد في اليمين المتشدد، من خلال موقفهما المحافظ للغاية بشأن القضايا المجتمعية أو انتقاداتهما لما يقولان إنها أهداف "شيوعية" لإدارة بايدن.

الأصول اللاتينية

وتابع أوبري جيويت: "نجح الأمر مع نسبة معينة من الأميركيين المنحدرين من أميركا اللاتينية الذين قالوا لأنفسهم (لم نهرب من كوبا أو أميركا الجنوبية للحصول على الشيء نفسه هنا)".

من جانبها، قالت سوزان ماكمانوس، أستاذة العلوم السياسية في جامعة ساوث فلوريدا، إن "الجمهوريين أفضل بكثير في مواكبة التغيرات الديموغرافية المستمرة والكبيرة" في هذه الولاية.

وأشارت على سبيل المثال إلى أن "العديد من الشباب جاءوا للاستقرار هنا مع عائلاتهم لأن (السلطات الجمهورية) لم ترغب في إغلاق المدارس" في مواجهة فيروس كورونا.

وكان جو بايدن متحفظاً نسبياً خلال الحملة الانتخابية لانتخابات منتصف الولاية، والتي يفترض وفق استطلاعات الرأي، أن تؤدي على الأقل إلى تحول مجلس النواب إلى الجانب الجمهوري.

وبعدما ركّزت الحملة عند انطلاقها بشدة على قضايا مثل الحق في الإجهاض والدفاع عن الديمقراطية في مواجهة معسكر محافظ يرسل رسائل قوية حول كلفة المعيشة والجريمة، يريد الحزب الديمقراطي التطرّق أكثر إلى مخاوف الحياة اليومية للأميركيين.

لكن جو بايدن يكافح لتقديم نفسه على أنه "رئيس للطبقة الوسطى" في سياق التضخم المتسارع. كذلك، دعا الحزب الديمقراطي إلى المساعدة من الرئيس السابق باراك أوباما الذي يتمتّع بمواهب خطابية لا جدال عليها لحشد الأنصار.

ومن المتوقّع أن يظهر الرئيسان الديمقراطيان السابق والحالي معاً، السبت، في تجمع حاشد في بنسلفانيا، الولاية المتنازع عليها بشدة.