شرعية لا مبالية ومسرفة..!!

 من الملاحظ الذي تؤاخذ عليه الشرعية، أنها بدأت، وربما منذ وقت مبكر، في التعامل مع مليشيا الحوثي الانقلابية، وكأنها قدر لا مناص منه أو أمر واقع كان يجب أن يكون بأي حال من الأحوال.. وهذا بطبيعة الحال استسلام ممقوت وغير مبرر، ولا يمكن أن يرضي عموم الشعب الذي لاقى ويلاقي الأمرين تحت سلطة العصابة الحوثية الجابية.

ومن هنا يصبح علينا أن نتوقع تضعضع  الالتفاف حول الشرعية من يوم لآخر.. وبشكل قد يصل إلى الانهيار التام لهذا الالتفاف، علماً أن الالتفاف الشعبي هو ما يجب أن تراهن عليه أية قوة سياسية، بغض النظر عن شرعية أو عدم شرعية هذه القوة، إلى جانب فاعليتها إيجاباً وسلباً، وقربها المكاني والجمعي من عموم الشعب.

إن فترة زمنية تتجاوز ثمان سنوات، من ترك الحبل على الغارب، وترك الساحة الوطنية ملعباً للمليشيا الانقلابية تعيث فيها فساداً وإدارة للفساد، عمل خطير تقوم به الشرعية، علماً أننا إذا تحدثنا من منظور القوة الفاعلة عسكرياً وسياسياً وحتى شعبياً، فإن للشرعية قصب السبق والباع الأعلى في ذلك.. ولكن...
ولكن ماذا..؟!

ولكن الشرعية بكامل قدراتها وأطياف تنوعها السياسي غير قادرة على استغلال شيء مما تمتلكه من قوة مادية ومعنوية.. إنها تشبه إلى حد ما الشخص الوارث الذي امتلك ويمتلك مالاً لا يستطيع استثماره والاستفادة الفعلية والناجعة منه، فنجده بدلاً من أن ينمي ويستثمر ذلك المال، يقضي عليه ويبدده دون طائل، وسرعان ما سيصل إلى نهاية حتمية يجد نفسه فيها لا يمتلك شيئاً.

وهذا ما يحصل حالياً مع مجموع تشكيل الشرعية الذي يبدو غير مبال بما هو فيه من حال مزر وغير مبشر بأفق صحو.. فمن المؤكد أن استمرار هذا التشكيل في هذا الحال يضيف خسارات إلى خسارات كان من السهولة بمكان تحاشيها والنجاة منها، لو أن الشرعية استغلت حقاً كل ممكناتها وأدواتها، وواجهت الانقلاب بمنظور الدولة وليس بمنظور المليشيات الذي استطاع الحوثيون جرها إليه.