مطارح العرقين بمأرب تنتصر لمأرب وابناءها وتدشن آفاق جديدة للتنمية والبناء

*حسين بن سعد العبيدي

يصعب فهم التحامل الكبير الذي يوجهه البعض في إسقاط كل هذا الكذب والاتهام ضد قبيلة عبيدة ومن معهم من قبائل مأرب الغيارا في مطارح العرقين المطالبة بإسقاط الجرعة وإصلاحات عاجلة لمحافظة مأرب واقتصاد اليمن ، مع أن هؤلاء يعرفون كل الاسباب ،التي ضاق بها سكان مأرب وقبائلها ذرعا ، وذلك من خلال ممارسات العبث بموارد هذه المحافظة وتوزيعها ،وفق سياسات تفتقر للإدارة الرشيدة والشفافية ،بل أن هناك من حول مأرب لتكون خاضعة له ويدفعون بها لتمثل مصالح الاقلية والتي أتت من خارجها على مصالح سكانها الاصليين و المحرومون من المشاريع والتوظيف والشراكة في السلطة والثروة.

ان مطارح العرقين التي يعتصم سلمياً فيها ابناء وشباب وقبائل مأرب في وادي سبأ ، اصل ومهد العروبة الاول ، تلك المنطقة الأصيلة بأبنائها الأبطال وقبائلها الشجعان ، يتقدمهم في قيادة هذه المطارح و يحدو ركبهم الشاب الفذ الأصيل والشجاع الشيخ / علي بن ناصر بن عوشان ، في هذا المكان من ارض العرب ، موطنهم الاول ومن قلب عاصمة اليمن الأولى ، التاريخية والسياسية والاقتصادية الهامة من اجل النضال لتحقيق حقوق ابناء مأرب في التنمية والبناء ، ويحدونا امل كبير ، ولنا عظيم الثقة في اخلاص هذه القيادة الشابة والمتزنة والذكية من تحقيق طموح أبناء مأرب والمنجزات التي تحتاجها محافظة مأرب وشبابها ، ويقتضي منا الواجب الأخوي ومن كل محب لمأرب من اهلها وقبائلها ان نصطف جميعاً خلف هذه القيادة والهبة التاريخية التي ستنقل مأرب إلى ركب التنمية المستدامة وستعيد لمأرب دورها الريادي والتاريخي العظيم.

فكم من تضحيات و مجد بذله ابناء وقبائل مأرب في الدفاع عن الوطن وعن الجمهورية واهدافها ومكتسباتها العملاقة ، ومن هنا فإن ابناء مأرب اليوم بتوحدهم ووضع اهدافهم السامية في هذه المطارح قادرون على تدشين مرحلة جديدة من البناء ووضع اسس للتنمية الشاملة ، و التي ستنقل مأرب واهلها الي مرحلة التطوير والنماء الحقيقي والعادل في بلدتهم الطيبة ، وسيطرد النور الظلام ، وحتى لا يصبح السكان الأصليين بمأرب مشردون ومهمشون في بلادهم ، فإننا نثق ان مخرجات هذه المطارح ستنقذ مأرب الارض والإنسان، وستستعيد حقوق مأرب من بين انياب الضباع المتربصة بخيرات وثروات وكنوز مأرب العظيمة ، وستخلق نتائج هذه المطارح وهذا الملتقي المأربي الكبير توازناً جديداً سياسياً في مأرب وعلى مستوى الوطن اليمني الكبير ، وسيعلي الله من شأن ابناء وقبائل مأرب وسينتصرون على كل منّ يتآمر عليهم.

ان طريقة إدارة مأرب كانت فاشلة في المراحل السابقة والحالية ، وتدخلت اطراف كبيرة في صنع هذه التعقيدات لتصبح هذه المحافظة ،اشبه بمدينة غنائم وهذا هو سر هذا العمى الذي قاد الكثير من الشخصيات ليصعدوا من انتقاداتهم ضد مأرب وبدون سبب ،هذا الدافع من العدوانية ضد مأرب وضد من لا يريد الخضوع لمثل هذه السياسات ، وهذا ما أدى لتدمير المحافظة طويلا وتعزيز الفوضى وتغيب التنمية فيها .

توحش في محاولة قلب الحقائق، ظهر ذلك جلياً وبرز كمعضلة عندما تحولت قبائل مأرب لتصبح غريبة في أرضها وثرواتها ،وصار الغريب والفاسد الذي أتى إلى مأرب هارباً وخائفا مع بداية الحرب ،ليجد وظيفة تدرعليه الكثير من الأموال ،ومع السنوات صار هؤلاء القادمون حكاماً على مأرب ويعلمون سكانها ما يجب أن يفعلوه.

بينما هؤلاء هم من تسبب في زيادة الصراعات وأثارة النعرات ،وتأليب سكان وقبائل مأرب ضد بعضها ، هذا التطاول في الاستنقاص من كل ماهو مأربي ،يعد خروج عن تقاليد سكان هذه المحافظة الهامة اقتصاديا وسياسيا والتاريخية، وتعدي على شخصياتها وتأريخها المشرق.

وبدلا من ان يعرف البعض حجمهم ، فقد ذهب هؤلاء لما هو أكثر خطورة عندما أخذوا يتهمون ويمارسون التخوين ضد قبائل مأرب ومن هم في مطارح القبائل بالعرقين بمأرب بانهم ارهابيون لانهم يطالبون بأسقاط الجرعة وترشيد موارد المحافظة وتنميتها ومحاربة بؤر الفساد فيها، وهذه كلها افتراءات وهذا بحد ذاته سياسة خطيرة ،بل صار هناك من يحرض ويطلب تأديب القبائل واستخدام القوة، وأتجهت اطراف أخرى لتتهم المأربيين بالعمالة للحوثي، وأن مثل هذه المطالب التي يرفعها أبناء مأرب ليست عادلة وأن ذلك سيؤدي لسقوط مأرب وضياعها.

في الواقع المتابع لهذه العدوانية ومحاولة ايجاد المبرر لاستخدام القوة ضد مأرب ، سيعرف أن هذا الطرف العدواني يحاول فرض أجندته وابقاء الفساد على الطريقة نفسها، من تغييب المسألة ووضع طرق خفية تخصه وتكون لصالح نهب الثروات وعدم ايجاد المعالجات.

يبدو أن السر وراء هذه الاصطفاف والحملة الإعلامية الضالمه ضد مأرب وقبائلها، يعود لاسباب ترتبط بمصالح وأموال ومحاصصات ،تتوزع بين مسؤلين كبار وقيادات عسكرية ، وبرز أن طبيعة هذا النشاط الدعائي، والذي أخذ يحرف مسار المطالب العادلة لأبناء مأرب في مطارح العز والكرامة ،ليتجه بها نحو منعطف العنف وذلك لتخلص تلك الأطراف من التزاماتها ،وبذلك فإن لغة الحرب هي أسهل طريقة لفرض ما يجده الكثير من الناهبين واللصوص مناسب ،لتعزيز هيمنة طويلة ولا نهائية تكون على حساب المحافظة وسكانها وقبائلها.

تشوية قبائل مأرب وعلى أرضهم وثرواتهم، تكشف حقيقة الذين يحددون الاولويات والمصالح لهم فقط ،حيث إنهم اتجهوا منذ وقت طويل لحرمان المحافظة من حقوقها وثرواتها، وصارت أموال المحافظة ونفطها يوزع على اطراف كثيرة ،استثمرت هذه المحافظة وحرمتها من الخدمات والمشاريع ،وصارت ثروات مأرب تؤسس لمشاريع واستثمارات خارج الوطن، وتعددت حسابات من جعلوا هذه المحافظة على مقياسهم وهم من شنوا الحروب ضد القبائل هذه السنوات.

الاوصياء على مأرب يجب أن يكفوا على الصياح ،فقبائل مأرب هي من أوقفت الحوثي عندما كان القيادات العسكرية والسياسة من مأرب، وعندما أتت قيادات سياسية وعسكرية من خارج مأرب سلمت كل شيئ، وتركت المحافظة ضعيفة و بدون أي امتدادات لحمايتها ،وفي كل مساحة من مأرب سألت دماء المأربيين وخيرة شبابها وشيخوها ،عندما كان من يتطاول على مأرب وشيخوها في صف الحوثيين وقتها ويقاتل ضمن مشروعهم، فلا يجب أن يعلم أحد مأرب المبادئ والقيم، لإن مأرب هي أساس وجود اليمن، وهي من استطاعت مواجهة مشاريع الامامة والآن تحاول ايقاف مشاريع الفيد والنهب والفساد.

*رئيس مركز مداري للدراسات والأبحاث الإستراتيجية.

28 ديسمبر 2023.