ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار مبنى سكني في باكستان إلى 21 قتيلاً
ارتفعت حصيلة الوفيات جراء انهيار مبنى سكني في مدينة كراتشي الباكستانية إلى 21 قتيلاً حتى يوم السبت، فيما واصلت فرق الإنقاذ بحثها عن ناجين لليوم الثاني على التوالي.
وأفادت السلطات بأن المبنى كان قد صُنف على أنه غير آمن، وأن إشعارات الإخلاء أُرسلت إلى السكان على مدار السنوات الثلاث الماضية. إلا أن الملاك وبعض السكان أكدوا لوكالة فرانس برس أنهم لم يتلقوا أي إشعارات من هذا القبيل.
وذكر سكان المبنى أنهم سمعوا أصوات تشققات قبل انهيار المبنى حوالي الساعة العاشرة صباحاً يوم الجمعة في حي لياري الفقير بكراتشي، المنطقة التي عانت سابقاً من عنف العصابات وكانت تعد من أخطر الأحياء في باكستان.
وأفاد جاويد نبي خوسو، مسؤول حكومي رفيع في المنطقة، بأن الحصيلة النهائية للضحايا بلغت 21 قتيلاً حتى مساء السبت، مع استمرار عمليات الإنقاذ.
وقال ديف راج (54 عاماً) وهو يقف في موقع الحادث لوكالة فرانس برس: "ابنتي لا تزال تحت الأنقاض... كانت فتاتي الحبيبة، رقيقة المشاعر، والآن تقبع تحت أطنان من الركام. لم يمضِ على زفافها سوى ستة أشهر".
وفي وقت سابق من اليوم، ذكر أقارب الضحايا أن ثمانية أشخاص على الأقل لا يزالون عالقين تحت الأنقاض، فيما ارتفعت درجات الحرارة إلى 33 درجة مئوية (91 فهرنهايت).
وأوضح المسؤول خوسو أن إشعارات الإخلاء أُرسلت للسكان أعوام 2022 و2023 و2024، قائلاً: "لا نريد تنفيذ الأوامر بالقوة. نتبع إجراءات تدريجية بإرسال إنذارات للإخلاء، لكنهم لم يأخذوها على محمل الجد".
بينما نفى عمران خسكلي، أحد ملاك العقار والسكان، تلقي أي إنذارات، قائلاً: "هل تظنون أننا غير مدركين لنعيش في مبنى غير آمن مع عائلاتنا؟".
وكشف خسكلي لفرانس برس أنه لاحظ تشققات في أعمدة المبنى صباح الجمعة، فبادر بطرق جميع الأبواب وحث العائلات على الإخلاء الفوري. وأضاف أن نحو 40 عائلة كانت تقطن المبنى، لكن معظمهم لم يستجب لتحذيراته.
ووفقاً لخوسو، تم تصنيف أكثر من 50 مبنى في المنطقة على أنها غير آمنة، مع إخلاء ستة منها منذ يوم الجمعة.
"نحن عاجزون"
تشير التقديرات إلى أن معظم الضحايا من النساء اللاتي يكنّ عادة بالمنزل خلال النهار.
كانت عائلة جومهو ماهيشواري (70 عاماً) المكونة من ستة أفراد جميعها داخل شقتهم بالطابق الأول عندما غادر للعمل باكراً. وقال يوم الجمعة: "لم يعد لدي شيء الآن، عائلتي بأكملها تحت الأنقاض، ولم يعد أمامي سوى الصلاة لإنقاذهم".
كما حكت مايا شام جيه، إحدى الناجيات، عن محنة عائلة شقيقها المحتجزة تحت الركام، قائلة: "هذه مأساة حقيقية، كأن العالم انقلب رأساً على عقب. نحن عاجزون، ولا نملك سوى انتظار فرق الإنقاذ".
بينما كان شانكار كامهو (30 عاماً) خارج المنزل حين اتصلت به زوجته تخبره بتصدع المبنى. قال الرجل: "أمرتها بالخروج فوراً، فذهبت لتحذير الجيران، لكن إحدى الجارات قالت لها: "هذا المبنى صامد منذ سنوات وسيبقى عشر سنوات أخرى". لحسن الحظ، أخذت زوجتي ابنتنا وخرجت قبل الانهيار بعشرين دقيقة".