11 فبراير.. من هُنا دلف اليمنيون إلى عالم العبودية الحوثية
بين صباح 11 فبراير 2011، وصباح نفس اليوم عام 2024، اتجه كل شيء في اليمن إلى ما هو أبعد من الكارثي، إثر شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" الذي غررت به بعض الأحزاب السياسية على الشباب، قبل أن تتخلى عنهم وتغادر البلاد خلف مصالحها، تاركة خلفها ملايين اليمنيين العزّل يواجهون بمفردهم مشروع العبودية الحوثي.
استغل نخبة اللقاء المشترك الذي يتزعمهم قيادات الاصلاح خروج الشباب للاحتجاج في شارع الجامعة بصنعاء يوم 11 فبراير 2011 بالتحريض على النظام والدعوة لاقتحام مؤسسات الدولة واتخدوا من مطالب الشباب ومظاهراتهم سلم للوصول الى كرسي السلطة.
تسلم الاخوان عبر الرئيس عبد ربه منصور هادي السلطة كرئيس توافقي بعد انتخابات رئاسية شكلية لفترة انتقالية مزمنة، ومنذ اللحظات الاولى لوصول هادي الى سدة الحكم عمل على اقصاء كافة القيادات الوطنية ورجال الدولة ودشن عمليات منظمة لإخونة مؤسسات الدولة، قبل أن يسلم صعدة ودماج لمليشيا الحوثي التي هجّرت السلفيين، ثم سيطرت على عمران برعاية رئاسية ومباركة المبعوث الأممي جمال بن عمر، حتى دلفوا ابواب صنعاء بذريعة "الجرعة".
دخل الحوثيين بكامل عدتهم وعتادهم صبيحة يوم الانقلاب 21 سبتمبر 2014م صنعاء واقتحموا جميع مؤسسات الدولة وخرج حينها وزير الداخلية الاخواني عبده الترب بتصريح رسمي، اعتبر مسلحي المليشيا "اصدقاء للشرطة" داعيا للتعاون معهم كلجان شعبية، وفي تلك اللحظة حزم قيادات حزب الاصلاح امتعتهم مغادرين صنعاء الى المنافي يقطفون ثمار الربيع العربي بعد ان سلموا عاصمتهم صنعاء لمليشيا طائفية إرهابية بعد ان اكملوا مهمتهم واستلموا الثمن.
لقد كان يوم 11 فبراير البذرة الأولى للمولود المسخ لمخاض سابق إستغرق عقود من الزمن، بل انها البغلة التي امتطاها توأم أكثر مسخاً هو الحوثي سليل الإمامة الكهنوتية مسددا اعتى طعنة قاتلة على خاصرة النظام الجمهوري في معركة الثأر لاجداده، بحسب تعبير مراقبون.
لم يكن في حسبان اليمنيين قبل 13 سنة وهم يتطلعون الى مستقبل افضل لدولتهم التي بناءها صالح على مدار عقود، ان يشاهدوا احلامهم تتهاوى امام اعينهم إثر هدم اركان الدولة وتسليمها الى يد عصابة طائفية تحركها طهران وقد خرجوا من أزمة 11 فبراير التي تعد أحدى اخطر الازمات السياسية في تاريخ اليمن، بفضل حنكة وحكمة الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
جاءت نكبة 11 فبراير على كل شيء جميل في اليمن، وحولت مؤسسات الدولة الى اقطاعية لفئة معينة، ومنذ ذلك الوقت لم يرَ اليمنيون سوى الفوضى والطائفية والحروب والارهاب وانعدام الخدمات في شتى المجالات وحل ليل مظلم على البلاد تجاوز عمره 13 عاما.
خلقت نكسة 11 فبراير، لتجرع اليمنيين ويلات الانقسام والفتنة واذابت القيم والمبادىء والاخلاق التي كان يمتاز بها اليمنيين، وادخلتهم في ويلات الحرب والدمار وارتفاع الاسعار اضعاف مضاعفه جعلت ملايين اليمنيين يتضورون جوعا بانتظار مساعدات من المنظمات الدولية لايحصلوا منها غير الفتات.
بعد ان كان الأمن والسكينة يعم ارجاء البلاد من شماله الى جنوبه تعيش معظم المحافظات انفلاتا أمنيا غير مسبوق كنتاج لنكبة 2011 التي اضعفت المؤسستين العسكرية والأمنية وهيكلتها واقصت واغتالت كوادرهما ووضعت عتادها لقمة سائغة لعصابة تحركها إيران لقتل اليمنيين ولتهديد دول الجوار وخطوط الملاحة الدولية.
13 سنة من عمر الخطيئة اهدرت خلالها كرامة اليمنيين وانتهكت سيادة اليمن وتقطعت اوصال مودتهم وسدت طرقهم وتقطعت بهم السبل هجر ملايين اليمنيين بين مخيمات النزوح في الداخل وفي مطارات المنافي باحثين عن اللجوء بين مرارة الاغتراب القسري.
خلال 13 سنة فقد اليمنيون فيها دولتهم وزعيمهم الروحي الذي كان وجوده مصدر أمان بالنسبة لهم وبصيص امل لتغير احوالهم الى الأفضل، بل فقدت كل أسرة أخا او قريب لهم، واصبح حصول المواطن على قوته المعيشي هو الهم الاكبر كل يوم بعد انقطاع ونهب راتبه منذ العصابة الحوثية على صدر الوطن بانقلابها المشئوم.
"سيد وعبد وقمع ورهائن وتكميم افواه وجبايات ومجاعة وتشرد وامراض وفقر مدقع بلا كهرباء أو ماء بلا رواتب" هكذا تجد حال اليمنيين اليوم بعد 13 سنة من هذا اليوم الاسود الذي لم يعيشوه سوء في عهد الامامة الأم التي تناسلت من رحمها مليشيا الارهاب الحوثية.