إيران.. تمخض الجبل فولد "فأرا"

بعد العملية الاسرائيلية الأخيرة في الأراضي السورية العربية وقتلها عناصر ايرانية فارسية هناك، والتي يصفها مراقبون أنها أساسا قامت بايعاز من خامنئي لتصفية بعض المشكوكين في ولائهم أو من يحملون ملفات سوداء قد تدين نظامه يوما ما، وكالعادة وكما اعتدنا ومَلَلنا، أرعدت إيران وأبرقت في تصريحاتها وتهديداتها وتوعداتها وكأنها تريد أن تحرق إسرائيل وتخفيها من الوجود وتمسحها من على وجه الخارطة إلى غير ذلك من الهرطقات، والأعظم أن المسؤولين الأمريكان والإسرائيليين شاركوا إيران الدور وعيشوها الجو -كما يقال- وافتعلوا لها زحمة برغم علمهم المسبق أن السوق فاضي، ولكن تمكنوا من عمل زحمة شديدة لها بالفعل، ليس ذلك فحسب، بل ضخموا وتخوفوا وترقبوا وتربصوا وارتابوا فأرادوا إرعاب البشرية في العالم أجمع والدول العربية خاصة من مأساة اندلاع حرب عالمية بشرارة حرب في الشرق الأوسط عبر إيران واسرائيل، وستقضي على الأخضر واليابس، وستطحن الحب والقصب، وسنعود بموجبها إلى العصر الحجري، فما أعظمهما وأكبرها من مصيبة!!.


فهذا خامنئي يهدد ووزراءه ينبحون ليل نهار ضد إسرائيل، وبايدن ينهق بشهيق عال "وامصيبتاه" معبرا عن خوفه، بل وينزل دموع التماسيح على الكارثة التي ستحل قريبا وسينتهي العالم على إثرها، ونتنياهو يترقب ويصدر أصوات تشبه فحيح الأفعى السامة، فبظنهم أن الكل سيصدق فلايمكن لخيال الجميع أن يتقبل حقيقة أن بايدن ونتنياهو وخامنئي إضافة إلى كونهم رؤساء دول هم أيضا ممثلي أفلام أكشن على أرض الواقع، فمن حق الجميع أن يتخوف فالإعلام الصهيوني الماسوني العالمي المسيطر والذي تستقي منه قنواتنا الإخبارية وصحفنا السياسية المعلومات، هو بنفسه يضخم ويحجم ويجعل من الحبة قبة وينفخ في الكير، وإعلامنا مغمض العينين، يلهث بلسانه وراه ويلتقط كل عظمة يرميها له وذيلة تهتز.


بالتأكيد الإعلام العالمي الماسوني يعرف طريقه والدور المرسوم له فيستغل الوضع سيما وأن العالم يدرك أن الحرب العالمية الأولى قامت بسبب مقتل سياسي نمساوي من قبل طالب صربي، ركزوا مواطن عامي تصرف واغتال من تلقاء نفسه وليس تصرف دولة صربيا برمتها، فما بالكم بأن تقتل بعثة دبلوماسية وعلى يد دولة بأكملها!!، ثم تأتي نهاية القصة والمسرحية إن جاز التعبير، عبارة عن رد بسيط جدا لايرقى لمستوى أن يكون اسمه رد أساسا، وهو ما تناقلته الأخبار أن ايران استولت على سفينة مواطن إسرائيلي والواضح أنها هدية لا أقل ولا أكثر، وربما تلحق ذالكم الرد المزعوم بعض الردود البائسة الخائسة التي لا تتعدى الخطوط الحمراء كنوع من البهارات لاكتمال الطبخة، ثم تنتهي الحكاية ببساطة وكأن شيئا لم يكن، إذا ينبغي على الجميع أن يريح باله وينسى تماما قصة أن هنالك حرب ستقوم بين إيران واسرائيل، فاطمئنوا ولا توجوعوا أدمغتكم، ومن سيصدق بعد هذا الهراء وبعدما سمع بأذنه الجعجعة ولم ترى عيناه طحينا، فناولوه البرسيم وسوقوه مربوطا لأقرب حضيرة مواشي فهو لايستحق أن يسمى بشرا أو يحسب في عدادهم لأنه شخص سلبي وعالة على البشر والبشرية.

  
من ناحية أخرى الواجب علينا كمسلمين أن نعلم أن تحرير القدس سيكون من قبل أولياء الله وأصفياءه وليس أعداءه وأعداء كتابه ونبيه ﷺ وعرضه الشريف وصحابته الكرام، إن من يعتقد خلاف ذلك وأن الله سيطهر المسجد الأقصى من دنس اليهود بدنس الرافضة المشركين سبابي الصحابة وعرض رسول الله ﷺ وأن أولئك الفجرة سينتصرون لدين الله فقد أساء الظن بالله سبحانه، وبوحيه على رسوله ﷺ، ووقع في تلبيس إبليس والعياذ بالله، أخيرا أود أن أتساءل متى سيدرك النظام الإيراني أن الناس قد ملوا من هرطقاته وصرخاته الحبلى بالردود الواهنة التي لا تقدم ولا تؤخر، وأن الثرثرة ليست من أفعال الرجال الشرفاء؟!!

 

✍️ عبد الرحمن محمود