دروس مستفادة في خطاب السفير الصالح
قلما نسمع أو نقرأ خطابات فيها من معاني الأصول والأخلاق والمروءة في هذا الزمن.
فقد تابعنا كلمة السفير احمد علي عبد الله صالح الذي قدم فيها الكثير من الثناء والشكر، لمن تعاون وشارك في شطب ورفع اسمه وإسم والده الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح.
وكأي شخص طبيعي عاش وسط أسرة محافظة على قيم التربية والأخلاق ورد الجميل ، ومن منطلق من لا يشكر الناس لا يشكر الله قدم هذا الخطاب التاريخي.
وقد تعلمنا من معلمينا الأفاضل أن التحليل للمعلومات يأتي بعد قراءة المعلومة ثلاث مرات ، لقراءة ما بين السطور ، وليس القشور.
وفي بادئ الأمر وبعيداً عن الظروف المرحلية التي تمر بها اليمن ، فإن السفير احمد قدم في خطابه هذا نموذجاً يمنياً أصيلاً ، يعرف قدر الرجال ، وينشر الفضيلة ، والأخلاق الحميدة ، والقيم التي تكاد أن تندثر وسط كومة من التخوينات والمؤامرات والمصالح.
ولعل المطلع لكلمة السفير الصالح يعرف أنه تم كتابتها بعناية وسياسة حكيمة نابعة من موروث سياسي ليس بالقليل.
ففي خطابه قدم معلومات هامة حول قضيته ومن تعاون معه في حلها ، ووضع النقاط على الحروف ، سواء بالإسم والصفة أو بالكيان من الذين ساهموا بإخلاص على رفع العقوبات في المحافل الدولية خلال السنوات الماضية حتى لا يتم تأويل الأحاديث واختلاق القصص الكاذبة .
وهذا دليل على حكمة وحنكة الكلمة الأولى له بعد عودة الحقوق الى أصحابها ، ليعلم الجميع من معه ومن ضده .
كما لم ينسى بلده الثاني دولة الإمارات العربية الشقيقة التي فتحت له ذراعيها دون اعتراض أو امتعاض او منة ، وهذا ديدن العظماء . فإكرام الكريم من شيم الرجال.
وبتعبير دقيق فإن السفير أحمد علي عبد الله صالح في هذه المرحلة مد يده بالسلام والأمان ليطوي صفحة ماضية كانت قاسية . لكنه دفنها بشهامة الفرسان والأبطال ، لينتقل الى مرحلة جديدة يزرع فيها التعايش والسلام بين ربوع الوطن المشتت .
فليس عليه أن يشهر سيفه ويسلط لسانه على هذا وذاك ويعادي الشرق والغرب كما يراه البعض أو كان يتمنى .
فهذا ليس من المنطق ولا من الحكمة ولا من السياسة ولا من أخلاق من ترعرع في أسرة الشهيد علي عبد الله صالح الذي ملأ اليمن أماناً.