اعلام أمريكي: واشنطن تعزز قواتها في المنطقة تحسباً لهجوم إيراني محتمل
حاملة الطائرات الأميركية USS Abraham Lincoln (CVN 72). - USNavy
قال مسؤول أميركي لشبكة CNN، الاثنين، إدارة الرئيس جو بايدن أعربت عن مخاوفها بشأن تقديرات تشير إلى تخطيط إيران بشن هجوم محتمل، دون الإفصاح عن طبيعة الهجوم المتوقع أو التفاصيل المتعلقة بالإجراءات التي يتخذها الجيش الأميركي، وذلك في أعقاب اغتيال إسرائيل للأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية، حسن نصر الله.
ولفت المسؤول، إلى وجود "استعدادات جارية تهدف لتعزيز الدفاعات ومواجهة أي هجوم محتمل، بالإضافة إلى إعادة تموضع القوات الأميركية في المنطقة"، موضحاً أن "واشنطن تعمل حالياً مع تل أبيب على تعزيز الدفاعات المشتركة".
بدورها، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن إدارة بايدن تحرك قواتها العسكرية لردع إيران، وسط ترقب باجتياح بري إسرائيلي في جنوب لبنان.
ويشعر المسؤولون الأميركيون بـ"القلق من شن إيران هجوماً جديداً على إسرائيل"، فيما يبدو أن "المسؤولين في طهران منقسمون بشأن الرد على اغتيال نصر الله أو ما يجب فعله بعد ذلك"، بحسب "وول ستريت جورنال".
وتصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة المخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة في الشرق الأوسط، وذلك مع تزايد الهجمات الإسرائيلية على لبنان، فيما تعهد "حزب الله" بمواصلة القتال، رغم اغتيال حسن نصر الله، وعدد من قادة الجماعة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" في بيان، الأحد: "إذا استغلت إيران أو شركاؤها أو وكلاؤها هذا الوقت لاستهداف الأفراد أو المصالح الأميركية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ كل التدابير اللازمة للدفاع عن شعبنا".
وأشار المتحدث باسم "البنتاجون" باتريك رايدر، إلى وجود "قدرات عسكرية كبيرة في المنطقة"، بما في ذلك مجموعة حاملة الطائرات الأميركية USS Abraham Lincoln.
"نكسة كبيرة"
وذكرت CNN، أن نصر الله كان يقود أحد أقوى أذرع إيران في الشرق الأوسط لعقود، معتبرةً أن اغتياله يمثل "انتكاسة كبيرة" للحزب، و"ضربة قوية" لنفوذ إيران في المنطقة.
ويدافع مسؤولو إدارة بايدن عن قرارهم بالإعلان عن تحقيق "اختراق" بشأن مقترح وقف إطلاق النار، الأسبوع الماضي، بين إسرائيل و"حزب الله"، وهو الإعلان الذي سرعان ما تحول إلى مصدر إحراج للإدارة عندما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن القوات الإسرائيلية ستواصل قصف الجماعة اللبنانية.
وأشار المسؤولون الأميركيون، إلى أن إسرائيل غيّرت موقفها، الأربعاء الماضي، بعد الإعلان عن المقترح، الذي وافقت عليه 11 دولة.
وذكر مسؤول أميركي، أن "إسرائيل رأت في ذلك فرصة لاستهداف نصر الله"، موضحاً أن البيان الذي صدر بقيادة الولايات المتحدة، الأربعاء، حصل على موافقة إسرائيل بعد العمل عليه معاً لعدة أيام.
وفي اتصال تم ترتيبه بسرعة، حينها، قال مسؤولو إدارة بايدن للصحافيين بثقة، إن "وقف إطلاق النار سيكون لمدة 21 يوماً"، وذلك على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل، وبحسب CNN التي أشارت إلى أنهم كانوا يعتقدون أنه سيدخل حيز التنفيذ بسرعة حتى تتمكن الجهود الدبلوماسية من التوصل إلى هدنة دائمة.
لكن بعد ساعات، قال نتنياهو، إن إسرائيل "ستواصل ضرب (حزب الله) بكل قوتها"، فيما حاول المسؤولون الإسرائيليون تفسير ما حدث بأنه "سوء تفاهم حدث بحسن نية".
وما أعطى المسؤولون الأميركيون الثقة، هو أنهم كانوا يتواصلون بشكل مباشر مع رون ديرمر، أحد أقرب مساعدي نتنياهو، وفقاً للشبكة التي قالت إنه رون ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بدأوا المناقشات، الاثنين الماضي.
وأوضح المسؤول الأميركي، الأسبوع الماضي، أن إدارة بايدن تراجعت عن الدفع بخطة وقف إطلاق النار، الأسبوع الماضي، عندما علمت أن إسرائيل قد تحاول القضاء على نصر الله.
لكن البيت الأبيض يؤكد أن الجهود المبذولة للوصول لحل دبلوماسي من أجل إعادة عشرات الآلاف من المدنيين اللبنانيين والإسرائيليين إلى منازلهم ما زالت قائمة. وشدد منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي لـ CNN، الأحد الماضي، على "ضرورة بذل جهد لتهدئة الوضع هنا".
تعزيز "قدرات الدفاع الجوي"
والأحد، قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، إن الولايات المتحدة ستعزز "قدرات الدفاع الجوي" في الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلى وضع قوات أخرى في حالة تأهب عالية.
وذكر المتحدث باسم "البنتاجون"، باتريك رايدر، في بيان، أن الوزير لويد أوستن، وجه الجيش بتعزيز وجوده في الشرق الأوسط بقدرات دعم جوي "دفاعية"، ووضع قوات أخرى في حالة تأهب عالية، مضيفاً أنه "طالب أيضاً برفع جاهزية واستعداد المزيد من القوات الأميركية للانتشار، مما يعزز من الاستجابة لمختلف حالات الطوارئ".
وأكد أوستن أن "الولايات المتحدة عازمة على منع إيران والشركاء والوكلاء المدعومين من طهران من استغلال الموقف أو توسيع الصراع".
وأوضح المتحدث باسم "البنتاجون"، أن الوزارة "لديها القدرة على نشر القوات، وتعديل وضعها بشكل ديناميكي بناءً على تطور الوضع الأمني، في غضون مهلة قصيرة".
وقال رايدر إن أوستن أصدر توجيهات ببقاء حاملة الطائرات USS Abraham Lincoln في مسرح عمليات القيادة المركزية الأميركية CENTCOM، واستمرار تواجد مجموعة USS Wasp البرمائية، بالإضافة إلى وحدة المشاة البحرية (ARG/MEU) بشرق البحر الأبيض المتوسط.