اعترافات حوثية بنفاد الوقود تُفجّر أزمة مرتقبة.. ومالكو المحطات يقترحون قصر التزويد على سيارات الأجرة
تفاقمت أزمة المشتقات النفطية في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، عقب اقرارات حوثية مباشرة وأخرى ضمنية تنذر بقرب نفاد مخزون الوقود، باستثناء كميات محدودة تحتفظ بها بعض المحطات، وذلك بالتزامن مع الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة على الموانئ التي تديرها الجماعة.
وأوضحت مصادر محلية أن ملامح الأزمة بدأت تظهر بوضوح في عدد من المحافظات، ففي العاصمة المختطفة صنعاء، أفاد عدد من سائقي المركبات بأن أصحاب المحطات أبلغوهم في وقت متأخر من مساء الأحد بأن ما تبقى لديهم من الوقود قليل جداً، وأن شركة النفط الخاضعة لسيطرة الحوثيين تواصل تقديم وعود بتوفير المادة، لكنها لم تفِ بتلك الوعود.
وتزامناً مع ذلك، أقرت شركة النفط التابعة للمليشيا بنفاد مخزون الوقود في مناطق سيطرتها، عقب القرار الأمريكي القاضي بمنع تفريغ شحنات الوقود في موانئ الحديدة، وتدمير منصة التفريغ في ميناء رأس عيسى.
وفي اتصال أجرته "خبر" مع عدد من مالكي المحطات في صنعاء، أكدوا أن العاصمة على أعتاب أزمة خانقة، مشددين على ضرورة تدخل الجهات الأمنية وشركة النفط لإصدار تعميم عاجل يوقف تزويد السيارات بالوقود، باستثناء سيارات الأجرة، لضمان استمرار حركة التنقل ونقل الموظفين والطلاب والمواطنين.
من جانبه، قال مصدر مسؤول في وزارة النفط التابعة للحوثيين، إن "خروج ميناء رأس عيسى عن الخدمة إثر ضربات أمريكية، وقرار واشنطن بحظر تصدير النفط عبر موانئ خاضعة لسيطرة الجماعة، أشعل أزمة وقود تحاول الجماعة التستر عليها، خشية تصاعد الغضب الشعبي".
ورجّح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن سبب التكتم على الأزمة يعود إلى محاولة الحوثيين إجبار السفن المحملة بالوقود والراسية قبالة الميناء على تفريغ حمولتها، رغم التهديدات الأمريكية باستهداف تلك السفن.
وتواصل مليشيا الحوثي احتجاز نحو 15 سفينة محمّلة بالمشتقات النفطية في ميناء رأس عيسى، وتحاول إرغامها على تفريغ حمولتها، متجاهلة الحظر والتهديدات الأمريكية.
وأكد المصدر أن الوقود قد نفد بالفعل من بعض المحطات في مناطق متعددة تحت سيطرة الحوثيين، فيما تحتفظ باقي المحطات بكميات غير كافية لمواجهة الأزمة المرتقبة، خصوصاً إذا استمرت المليشيا في منع دخول ناقلات الوقود من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، بهدف الضغط على واشنطن والتحالف العربي لرفع الحظر المفروض على الموانئ.
تخزين الوقود بالمعسكرات
وفي محافظة الحديدة، التي تضم موانئ الاستيراد، شوهدت طوابير طويلة أمام محطات الوقود، فيما أغلقت محطات أخرى أبوابها بسبب نفاد الوقود أو عدم توفر كميات كافية، بحسب ما أفاد به أصحابها.
أما في محافظة إب الواقعة وسط البلاد، فقد تحدثت مصادر محلية عن قرب نفاد مخزون المحطات من الوقود، ما دفع العديد من مالكي المحطات إلى إغلاقها سواء في مركز المدينة أو في ضواحيها، وسط تطمينات حوثية كاذبة قوبلت باستهجان شعبي واسع.
وتفيد معلومات مؤكدة، أن المليشيا الحوثية سحبت كميات كبيرة من الوقود الموجود في المحطات التابعة لشركة النفط والشركات الخاصة، واحتقظت بها في مستودعات خاصة بعضها في معسكرات تخضع لسيطرتها.
وذكرت المصادر لـ"خبر" أن المليشيا تحتفظ بهذه الكميات لتزويد الاطقم والانشطة العسكرية، وقيادات الصف الأول والثاني التابعين لها، ما يهدد في الدرجة الأولى المصانع والمشافي بالتوقف عن العمل.
وتقف المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً على اعتبار أزمة وقود خانقة، من المرجح أن تتسبب بارتفاع التسعيرة وتعطيل الأنشطة التجارية والخدمية.