تقييم مخابراتي أمريكي: الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية أخرت البرنامج لأشهر فقط

تُظهر صورة التقطتها الأقمار الصناعية موقع منشأة فوردو النووية في إيران، وذلك في هذه الصورة المقدمة بتاريخ 14 حزيران/يونيو 2025. © Maxar Technologies, via Reuters

كشف تقرير مخابراتي أمريكي أولي أن ضربات واشنطن الأخيرة على منشآت إيران النووية أعادت برنامج طهران بضعة أشهر فقط للوراء، في حين أكد البيت الأبيض وترامب أن الأضرار كانت شاملة وسط استمرار الخلافات حول حجم التأثير وصعوبة التقييم الدقيق.

خلص تقييم أولي أعدته وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية إلى أن الضربات التي استهدفت منشآت نووية في إيران مطلع الأسبوع أدت إلى تأخير برنامج طهران النووي لأشهر محدودة فقط، بحسب ما أفادت به ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة رويترز الثلاثاء.

وبحسب المصادر، فإن التقرير الذي أعد تحت إشراف البنتاغون لا يعكس رواية الإدارة الأمريكية التي تصر على أن الضربات "قضت على أساس البرنامج النووي الإيراني".

وبرز هذا التقييم السري في تناقض واضح مع تصريحات الرئيس دونالد ترامب وعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، من بينهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، الذين أكدوا أن الهجمات التي شنت مطلع الأسبوع والتي تضمنت مزيجا من القنابل الخارقة للتحصينات والأسلحة التقليدية، دمرت بشكل كامل أساس البرنامج النووي الإيراني.

جاء في إحاطة إدارة ترامب لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء أن الضربات "قلصت" البرنامج النووي الإيراني، وهو ما يختلف عن تأكيد ترامب السابق بأن هذه المنشآت "دمرت".

بدورها، أشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت عبر تصريح لشبكة سي.إن.إن، التي كانت أول من نشر التقييم، إلى أن هذه "الاستنتاجات المزعومة خاطئة تماما"، مضيفة: "الجميع يعلمون ما الذي يحدث عندما تسقط 14 قنبلة زنة كل منها 30 ألف رطل على أهدافها بدقة: إنه تدمير كامل".

وكشف مسؤول أمريكي اطلع على التقييم أن التقرير يتضمن العديد من التحفظات والاحتمالات، مع توقع صدور تقارير أدق في الأيام والأسابيع المقبلة.

وأوضح محللون أن الاعتماد فقط على صور الأقمار الصناعية قد لا يظهر بالضرورة حجم الضرر الذي أصاب منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المدفونة تحت الأرض.

وسبق أن أشار ترامب إلى أن هذه الهجمات كانت ضرورية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، بينما تؤكد إيران أنها لا تسعى لامتلاك هذا السلاح وأن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية.

وصرح هيغسيث يوم الأحد بأن الهجمات "محت طموحات إيران النووية"، فيما شدد ترامب على أنه "قضي على المواقع النووية الإيرانية المهمة تماما وبصورة كاملة".

ويتوقع مراقبون أن مهمة تقييم الأضرار التي لحقت بمواقع فوردو وأصفهان ونطنز ستكون صعبة ومعقدة، علما بأن وكالة مخابرات الدفاع ليست الجهة الوحيدة المعنية بهذه المهمة. وأبرز أحد المصادر أن التقييم لم يحظ بقبول عام وأثار خلافات واسعة.

وأفاد مسؤول أمريكي، مشترطا عدم كشف هويته، بأن واشنطن لا تعرف حجم الضرر بدقة حتى الآن. ومع ذلك، أشار التقييم الأولي إلى أن الهجمات ربما لم تحقق النجاح الكامل الذي تتحدث عنه إدارة ترامب. ونقل مصدر مطلع أن مخزونات اليورانيوم المخصب في إيران لم تدمر، وربما يكون تراجع البرنامج النووي الإيراني محدودا بشهر أو شهرين فقط.

نفت وزارة الدفاع أن يكون الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني طفيفا، لكنها لم تنكر وجود تقييم أعدته وكالة مخابرات الدفاع. وتتوقع مصادر أن تتغير التقييمات العسكرية الأولية مع توفر مزيد من المعلومات، مع احتمال ظهور تباين في الآراء بين مختلف وكالات المخابرات الأمريكية.