رائحة الفم الكريهة وأسباب خفية وراءها.. كيف تتخلص منها !

دائما ما نشاهد فى اعلانات معجون الاسنان كيف ان رائحة الفم الكريهة تلعب دورا سلبىا للغاية فى قدرة الشخص على التحدث والتعامل مع الناس بثقة وكذلك من الناحية الاخرى تؤثر على انطباع المتلقى وتلعب دورا سلبىا فى الانطباع المتكون. وتعتمد الاعلانات على ان معجون الاسنان والغسيل المنتظم للفم هو الحل الكافى للتخلص من رائحة الفم الكريهة، لكن الحقيقة ان الغسيل المنتظم للأسنان رغم دوره الاساسى، يوجد بجانبه عوامل كثيرة تؤثر على هذا الموضوع، وهذا ما سنستعرضه سوياً فى هذا المقال.

- من أين تأتى مشكلة رائحة الفم الكريهة؟

الفم منظومة غنية العناصر المتنوعة بداية من الغازات التنفسية والهواء الخارج من الرئة مروراً بسؤال مثل اللعاب وصولاً الى المكونات الصلبة مثل الاسنان واللسان والاغشية المبطنة للفم.

لذا تتعدد أسباب الرائحة الكريهة للفم:

1 - أطعمة تسبب رائحة الفم الكريهة: هناك بعض الاطعمة تستطيع جزيئاتها الصغيرة الباقية فى الفم بعد المضغ ان تحدث رائحة غير مريحة فى الفم لمدة رغم غسل الفم والاسنان, بجانب ان هناك بعض الاطعمة بعد هضمها تصل بعض مركباتها الى الرئة حيث يتم التخلص منها مع ثانى اكيد الكربون فى الزفير, و قد تكون هذه المركبات ذات رائحة سيئة ولايمكن التخلص من رائحتها الا بعد ان يقوم الجسم باخراجها بصورة طبيعية. ومن أبرز هذه الأطعمة الثوم والبصل والكرنب والفجل والقرنبيط والسمك والسجائر و القهوة .

2 - التدخين ورائحة الفم الكريهة: بجوار الأضرار الشنيعة للتدخين قد تبدو رائحة الفم الكريهة مسألة بسيطة, لكنها ذات تأثير كبير على حياة المدخن العائلية والاجتماعية .

3 - مشاكل الأسنان ورائحة الفم الكريهة: عدم الاهتمام بنظافة الاسنان من العوامل الاساسية فى رائحة الفم الكريهة, حيث يؤدى تراكم بقايا الطعام الصغيرة بين الاسنان وعدم غسلها وتنظيفها الى ان يصبح الفم بالنسبة للبكتريا وسط ملئ بالغذاء. وتأتى البكتريا وتتغذى على بقايا الطعام فى الفم مما ينتج عنه تفاعلات كيميائية تنتج مركبات الكبريت التى تسبب رائحة كريهة فى الفم، كذلك بعض تركيبات الاسنان ذات المقاسات غير المناسبة قد توفر فراغات يتجمع فيها جزيئات من الطعام وتتراكم عليها البكتريا مسببة رائحة كريهة.

4- مشاكل اللسان وتاثيرها على رائحة الفم: طبيعة السطح المتعرج للسان تجعله عرضة إلى ان يحمل بين طياته بعض انواع البكتريا التى تتغذى على جزيئات الطعام الدقيقة المتراكمة على اللسان .

5- مشاكل جفاف اللعاب وتسببها في رائحة الفم الكريهة:الطبيعى ان الفم يكون باستمرار رطبا بتأثير اللعاب المفرز من الغدد اللعابية والذى يلعب دورا فى الحفاظ على لزوجة الفم من الداخل مما يساعد على انزلاق اجزاء الطعام الى الجهاز الهضمي. لكن فى بعض الاحيان يصاب الانسان بحالة من نقص افراز اللعاب وجفاف الفم مما ينتج عنه بطئ تحريك جزئيات الطعام وزيادة فرصة تراكمها داخل الفم. من اشهر الحالات التى يصاب فيها الانسان بهذه المشكلة اثناء النوم - و خاصة من يعتاد التنفس من فمه - حيث يحدث جفاف للفم مما يؤدى الى رائحة الفم فى الصباح. كذلك هناك بعض الأمراض وبعض الادوية التى تسبب هذا الوضع .
6- مشاكل الفم والأنف والحلق: قد تسبب بعض العيوب الخلقية فى سقف الفم سطحاً مناسباً لتراكم جزيئات الطعام وجذب البكتريا, مما يؤدى الى رائحة كريهة. كذلك قد يؤدى التهاب الجيوب الأنفية الى مرور بعض قطرات الصديد الى الجزء الخلفى من التجويف الفمى مما يؤدى الى انتقال رائحة الصديد عبر النفس. ايضاً يوجد بعض انواع العدوى فى الجهاز التنفسى التى تسبب خروج رائحة كريهة مع الزفير اثناء التنفس و الحديث .

7- دخول أجسام غريبة فى الأنف: من الاسباب الشائعة لحدوث رائحة كريهة فى الفم فى الاطفال هو دخول اجسام غريبة فى الأنف نتيجة عبث الاطفال المعتاد فى الاشياء المحيطة بهم .

8- عندما تكون المشكلة خارج الفم: احيانا تكون رائحة الفم الكريهة عائدة لسبب مرض عضوى اصاب الجسم بكامله, و تكون هى مجرد واحد من الاعراض, حيث يؤدى اختلال المركبات الكيميائية فى الدم وتوقف بعض التفاعلات الحيوية داخل الخلايا الى تراكم مركبات غير مرغوب فيها داخل الجسم, مما يجعل الجسم يحاول التخلص منها بشتى الطرق, و احد اهم طرق التخلص من المركبات الكيميائية الضارة هو انتقالها داخل الرئة من الدم الى الحيوصلات الهوائية حيث يتم طردها فى الزفير مع ثانى اكسيد الكربون, مما يؤدى الى ظهور رائحة هذه المركبات فى النفس و الفم.

ومن أبرز هذه الأمراض المسببة في رائحة الفم الكريهة:
1 - مرض السكرى: فى الحالات الغير منتظمة على التحكم الدوائى و الغذائى للسكر فى الدم, يحدث تغير فى رائحة النفس حيث تصبح رائحة اسيتون (شبيهة برائحة فاكهة حامضة).
2 - الفشل الكلوى: قد يسبب نفس ذات رائحة شبيهة بالأمونيا (النشادر).
3 - الفشل الكبدى: قد يسبب فى الحالات المتأخرة نفس ذات رائحة شبيهة برائحة السمك.
4 - انسداد الأمعاء: قد يسبب رائحة نفس شبيهة برائحة البراز .
5 - بعض انواع سرطان المعدة و المرئ.
6 - بعض انواع عدوى الجهاز التنفسى ومضاعفاتها: * لا تتجاهل علامات الخطورة المتمثلة فى روائح الفم الكريهة المذكورة هنا لأنها قد تمثل اشارة تساعد على اكتشاف المرض فى مراحله المبكرة والتحكم فيه بشكل أفضل

- أدوية متورطة في رائحة الفم الكريهة: كذلك قد تسبب بعض الادوية رائحة فم كريهة, و فى الغالب يكون هذا موضح فى النشرة الطبية لكل دواء اذا ما كان يسبب رائحة كريهة ام لا. ومن ابرز الادوية التى تسبب ذلك الفيتامينات التى يتم اخذها بكميات كبيرة.

- كيف تكتشف رائحة الفم الكريهة؟

من الصعب على الانسان ان يشخص اصابته برائحة فم كريهة, ويجب على الانسان لكل يتأكد من ذلك ان يستعين بشخص مقرب له ويطلب منه ملاحظة رائحة فمه بشكل مباشر وصريح, واخباره اذا لاحظ وجود رائحة كريهة او غريبة.

- كيف تتخلص من رائحة الفم الكريهة؟

1 - أغسل اسنانك بعد كل وجبة, او على الاقل احرص على غسل اسنانك مرتين يومياً بمعجون اسنان وفرشاة تصل لجميع مناطق الفم.
2 - تخلص من بقايا الطعام المحشورة بين اسنانك, سواء كان ذلك بخيط تنظيف الاسنان او عيدان تنظيف الاسنان.
3 - أغسل لسانك, لأن ذلك كما ذكرنا بالاعلى يساعد على التخلص من البقايا و البكتريا, و قد تؤدى الفرشاة الغرض لكن يفضل استعمال انواع الفرش المخصصة لتنظيف اللسان.
4 - احرص على نظافة تركيبات الاسنان التى تستعملها بعد استشارة طبيبك فى الطريقة المثلى لتنظيفها ومعدل الزمنى لفعل ذلك.
5 - أشرب مياه كثيرة, لأن ذلك يساعد على بقاء الفم رطباً ويمنع جفافه كما ذكرنا.
6 - راجع الطبيب اذا كنت مصابا بحالة مزمنة من جفاف الفم, ليقوم بوصف دواء مناسب لك لتحفيز افراز اللعاب.
7 - نوعية غذائك لها دور كبير, حيث يجب التقليل من الاطعمة التى تسبب رائحة كريهة للفم, وكذلك عدم اكل اكثر من نوع منهم سوياً حتى لا يحدثوا أثرا اكبر.
8 - طعام غنى بالألياف قد يغنيك عن الاطعمة التى تسبب رائحة كريهة لاسيما ان كنت مصابا بمشكلة اخرى تضاعف من الحالة.
9 - فرشاة اسنان جيدة, لا غنى عنها لتنظيف الاسنان بشكل فعال, واحرص على شراء فرشة جديدة كل فترة (5 شهور مثلاً).
10 - احرص على عمل زيارات دورية لطبيب الاسنان للمراجعة والتأكد من عدم وجود اى مشاكل.
11 - لا تتجاهل علامات الخطورة المتمثلة فى روائح الفم الكريهة المرتبطة بأمراض معينة.
12 - تجنب التدخين نهائياً.
*المصدر ©كل يوم معلومة طبية ـ إعداد د.كريم عادل مكاوى