حـســـم «معـــركـة صنـعــــاء»!

أنباء وعناوين إشراف قوات وحلفاء التحالف السعودي على صنعاء أخذت واجهة الأخبار في الإعلام العالمي، وهي واقعة تذكر بسابقاتها؛ كما في حالة باب المندب مثلاً، حيث روجت، من وقت مبكر، حملة دعائية مشابهة للسيطرة النهائية عليه، لينتهي الأمر بمجرد صخور بركانية في ميون (..)، بينما تلقى مؤخراً التحالف وقواته في ذباب/ المخا واحدة من أكبر الضربات، على غرار ضربة مأرب، بقصف صاروخي مدمر خسر معه أكثر من 200 بينهم رتب رفيعة، علاوة على عتاد حربي كبير، وبطاريات صواريخ.

حسم معركة صنعاء

موقعتا مأرب وذباب، بصورة خاصة، تباعاً، حددتا وبقوة - إضافة إلى عشرات الوقائع بينهما - معالم وحسابات معارك كثيرة على رأسها معركة صنعاء.

ليل الأربعاء وليلة الخميس، كانت ضربة موجعة جديدة وعلى غرار، تباغت تجمعاً عسكرياً واجتماعاً رفيعاً يعقد في قاعدة العند الجوية بلحج إعداداً لهجوم كبير على تعز. وبالنتيجة أحبطت العملية بضربة توشكا ثالثة بعد ضربتي توشكا في مأرب وذباب.

يضاف إلى ذلك انكسارات متتالية ومريرة مُنيت بها أكثر من 10 محاولات زحف وتقدم للقوات المحتشدة في الجانب السعودي عبر الحدود ومعظمها مجاميع من المرتزقة العرب والأجانب ومقاتلين موالين من اليمن، إضافة إلى عديد وعتاد سعودي.

وبالنظر إلى المعطيات سالفة الإشارة ولاحقة التفصيل، وإلى توغل واتساع رقعة عمليات قوات يمنية (جيشاً ولجاناً) في العمق من الحد الجنوبي استشرافاً إلى مدن نجران وجيزان وعسير بحصاد أخير أسقط مدينة الخوبة الشمالية ومدينة الخوبة الجديدة، تزامنا مع تكثف الهجمات الصاروخية البالستية على منشآت حيوية وقواعد عسكرية وغيرها ضمن خارطة 300 هدف أعلنها الجيش اليمني مؤخراً لمرحلة جديدة من تصعيد الخيارات، يصبح عنوان معركة صنعاء دالاً إلى حسم مبكر ويومي في جبهات تمتد من باب المندب بتعز والعند بلحج إلى مأرب والجوف ونجران في أقصى شمال الشمال من اليمن الكبير!

التقدم من مأرب إلى مأرب!

منذ ضربة مأرب، طاشت خطط التحشيد باتجاه صنعاء، والتي قالت يومها مصادر التحالف السعودي إنها سوف تحسم من 3- 7 أيام بالأكثر. والمتشائمون جداً منهم قالوا، بل ربما تأخذ وقتاً أطول، بالنظر إلى حسابات معقدة جغرافياً وعسكرياً، قد تستغرق نصف شهر على الأقل.

وانقضت خمسة أشهر بعدها، وعادت مصادر التحالف للحديث عن "بدء معركة صنعاء" في نقطة جبلية بمأرب تضرب أقدامها رمال من جهة الجوف (..). قيل قبل أكثر من أسبوع، إن القوات باتت في تخوم تدنو من العاصمة، ودارت تقديرات حول مسافة من 40 إلى 5 كم عن مركز العاصمة. وفي الأثناء أعادت قوات الجيش واللجان تأمين مواقع جديدة في مأرب وبين مأرب والجوف لتصل إلى نحو 10 مواقع خلال أقل من 72 ساعة. وجدير بالذكر أن هذه المعارك والمواقع تفصلها عن صنعاء أزيد من 150 كم حيث تراوح المواجهات سجالاً في المسرح الميداني والقتالي نفسه من أول يوم!

خسائر بشرية وعسكرية مُني بها، المسلحون الموالون لهادي والرياض خلال محاولتهم التقدم باتجاه نقطة حجر الواقعة بين مديرية مجزر - التابعة إدارياً لمحافظة مأرب – والحزم عاصمة محافظة الجوف، والتي استعادت قوات الجيش واللجان الشعبية السيطرة عليها، الأربعاء.

وفي الأثناء، أيضاً، تواصل مقاتلات العدوان شن الغارات والضربات على سائر جبهات ومناطق التماس في مأرب علاوة على الجوف.

معارك الخميس - مأرب والجوف

قتل 7 مسلحين من حلفاء الرياض، الخميس 24 ديسمبر/ كانون الأول 2015م، وأصيب عدد آخر، أثناء تصدي قوات الجيش واللجان الشعبية محاولة تقدم للمسلحين باتجاه نقطة حجر، بحسب مصدر محلي.

وأضاف المصدر لوكالة "خبر"، أن قوات الجيش واللجان أفشلت محاولة تقدم نفذها مسلحو حلفاء الرياض، ونتج عن المواجهات – أيضاً – إعطاب 3 عربات ودبابة"، مشيراً إلى أن "معارك عنيفة وقعت بين الجانبين في منطقة "مشاف".

وبالتزامن، شن طيران تحالف العدوان 3 غارات استهدفت اثنتان منها وادياً بمديرية مجزر وثالثة منطقة الصفراء بين غيل الجوف ومديرية مجزر التابعة إدارياً لمأرب، والتي تبعد عن عاصمة الجوف 4 كم.

وفي الجهة الغربية لمفرق الجوف، وعلى بعد كيلو ونصف، دارت مواجهات وصفت بالمتقطعة بين الطرفين، وسقط 6 جرحى: 3 من الجيش واللجان و3 من المسلحين الموالين للعدوان، طبقاً للمصدر ذاته.

وتصدت قوات الجيش واللجان لهجوم شنه المسلحون الموالون للسعودية في المشجح، حيث استمرت الاشتباكات لمدة ساعتين انتهت بفشل محاولة إحراز أي تقدم للمسلحين.

والأربعاء 23 ديسمبر، استعادت قوات الجيش، السيطرة على نقطة حجر ومواقع محيطة بها بين مديريتي مجزر والحزم، بعد معارك خاضتها ضد حلفاء الرياض المدعومين بمقاتلين عرب وعتاد عسكري من التحالف، وحاول حلفاء الرياض التقدم من أسفل وادي باتجاه العقبة؛ إلا أن قوات الجيش واللجان تصدت لهم، ونتج عنها إصابة 6 من الموالين لهادي والسعودية.

كما خاضت قوات الجيش واللجان، معارك ضد حلفاء الرياض، في منطقة الجفرة جنوب مفرق الجوف، والقريبة من رغوان الرابطة بين مأرب والجوف، وشن الطيران غارتين على مواقع في مفرق الجوف، دون أن يفصح المصدر عمّا خلفه القصف الجوي، وتبادل الطرفان القصف المدفعي في مناطق الطلعة الحمراء باتجاه وادي الملح وجبال البراء المطلة على معسكر كوفل، وكذا في مدينة مأرب، عاصمة المحافظة.

جبهة باب المندب

تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية، من دحر "قوى الغزو" من 4 مواقع، في محيط معسكر العمري بمنطقة ذباب قبالة باب المندب، بعد هجوم مباغت، الأربعاء 24 ديسمبر/ كانون الأول 2015، استهدف تباباً جنوب غرب المعسكر.

وقالت مصادر عسكرية لوكالة "خبر"، إن تعزيزات لـ"مجاميع" موالية للتحالف السعودي وصلت عقب ذلك. مضيفة، أن محاولات لاستعادة المواقع جرت تحت غطاء كثيف للطيران.

وأضافت المصادر، أن القوة الصاروخية قصفت تجمعاتهم بـ30 صاروخاً نوع "كاتيوشا" وتمكنت من صد محاولاتهم.

عبر الحدود

كسرت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية، الخميس 24 ديسمبر/ كانون الأول 2015، محاولة جديدة لمجاميع من القوات السعودية والمرتزقة من جنسيات مختلفة، باتجاه منفذ الطوال على الحدود بين البلدين، موقعة بينهم العشرات من القتلى والجرحى.

وقال مصدر عسكري يمني لوكالة "خبر"، إن مجاميع من القوات السعودية والمرتزقة حاولوا التقدم من منطقة "الرمضة" باتجاه مبنى الجمارك في المنفذ، إلا أنه تم التصدي لتلك المحاولة. مضيفاً، أن 10 قتلى سقطوا بين صفوف "الجنود السعوديين والمرتزقة"، وجرح آخرون، بالإضافة إلى تدمير مدفع "هاون" وآلية عسكرية.