إشاعات وصور كاذبة حول حوادث التحرش الجنسي في ألمانيا

وجوه تظهر على أنها ملطخة بالدم وأجسام متورّمة ونظرات خائفة... هذا ما ظهر في صور وأشرطة فيديوعديدة محورة لشابات ظهرن كضحايا لتحرشات جنسية في ألمانيا والسويد وحتى في فنلندا عبر مواقع الإنترنت المعادية للأجانب. لكن ينبغي الانتباه فهذه الصور كاذبة: فرانس24 كشفت بعضها.

أكثر من 600 شكوى قدمت في ألمانيا عقب أعمال عنف ليلة رأس السنة الميلادية نصفها يتعلق بالتحرشات الجنسية. ويُدعى بتورط طالبي لجوء في هذه القضية حسب وزارة الداخلية الألمانية والتي هزت أرجاء البلد. أما الشرطة السويدية فقد اعترفت بأنها أخفت سلسلة من الاعتداءات التي تقول بأنها حدثت أثناء مهرجان للموسيقى في ستوكهولم العام الماضي والتي توجه أصابع الاتهام أيضا إلى الأجانب.

وتثير هذه التحرشات موجة عارمة من ردود الفعل المعادية للأجانب عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث نشر بعض المستخدمين صورا كاذبة وصادمة لما زعموا أنهن ضحايا.

صور متكررة عبر النت حول موضوع الاغتصاب

شعر أشقر وعيون صافية... هذه صورة شابة بوجه ملائكي وعليه دم وقد تم تداولها مرارا على مواقع "ضد النظام السائد" للاستدلال على الزيادة المزعومة في عدد حالات الاغتصاب في أوروبا.

وقد استخدمت صورة هذه الشابة المضرجة بالدم سابقا في مقالة بعنوان "السويد: عاصمة الاغتصاب الغربية" نشرها في شباط/فبراير 2015 الموقع القومي المثير للجدل fdesouche الذي ربط بين التحرش الجنسي و"الأجانب". وظهرت الصورة نفسها على موقع إنترنت منذ عام 2007 في مقالة عن نفس الموضوع على مدونة تروج لنظرية المؤامرة.

وللاسشهاد في موضوع الاغتصاب، تستخدم بانتظام صورة امرأة عارية وهي تصرخ وتقدم الصورة على أن تلك المرأة "تعرضت لاعتداء جنسي من أكثر من 1000 عربي" في ألمانيا.

صورة قديمة أيضا استخدمت من قبل على موقع إخباري هندي عام 2014.
 
حوادث متفرقة تم تحويرها

هذه الفتاة ذات الوجه الناعم يُزعم أنها تعرضت للتشويه على يد "مهاجرين" ولكنها العارضة الإنكليزية دانييل لويد عندما تعرضت لاعتداء في أحد الملاهي الليلية في لندن عام 2009.

وفي نفس السياق هذه الفتاة ذات العينين الزرقاوين التي يظهر فمها ملطخ بالدم ويدعي أحد مستخدمي الإنترنت أنها ضحية "مهاجرين اغتصبوها" في فنلندا حيث لم يبلغ حتى الآن عن أي اعتداء جنسي له علاقة بأشخاص مهاجرين. والصورة في الحقيقة هي صورة البريطانية آمي فيريس التي تعرضت لاعتداء من سيدة عام 2013 في مدينة مانشيستر.

وهناك وجه آخر مورّم لشابة قُدمت على أنها "ضحية اعتداء جنسي في شتوتغارت" وأثارت جدلا عبر تويتر وفيس بوك. وقد نشر الصورة أحد المسؤولين عن موقع fdesouche المذكور آنفا ولم يتسنّ التحقق من أصلها من أي مصدر آخر.
 
أشرطة فيديو تفضح "طريقة تنفيذ العربية" للتحرش الجماعي
 
انتشرت عبر الإنترنت صور وعدد كبير من الأشرطة الكاذبة عن حالات تحرش في مدينة كولونيا. ومن بينها صورة لحركة جماعة من الرجال يسحبون امرأة تصرخ من مدخل محطة قطار الأنفاق.

واستقطب مقطع "فتاة كولونيا، ألمانيا التي يسحبها مهاجرون في الميترو" أكثر من 100000 مشاهدة على يوتيوب. وفي الواقع فقد نشرت هذه الصورة على منصة لتشارك الفيديوهات منذ عام 2013 وقدمت على أنها مشهد تحرش بصحفية هولندية في ساحة التحرير في مصر عام 2011.
 
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي استخدمت هذه الصور للتحرش الجماعي للتدليل على "طريقة التنفيذ العربية" المزعومة والمسماة بالتحرش الجماعي.

*ترجمة: عائشة علوان