دبابات تركية تدخل الاراضي السورية وتفتح جبهة جديدة

(أ ف ب) - ارسلت تركيا مزيدا من الدبابات الى الاراضي السورية السبت لمقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية، متوغلة في بلدة الراعي في شمال البلاد، حسب وسائل اعلام حكومية، لتفتح بذلك جبهة جديدة بعد العملية التي بدأتها قبل نحو اسبوعين.

ودخلت الدبابات البلدة من مدينة كيليس التركية لدعم مقاتلي المعارضة السورية بعد طرد الجهاديين من عدد من قرى المنطقة خلال عملية "درع الفرات" التي بدأت في 24 اب/اغسطس، وفق وكالة انباء الاناضول.

ودخلت 20 دبابة على الاقل، وخمس ناقلات جند مدرعة، وشاحنات وغيرها من العربات المدرعة عبر الحدود، بحسب ما افادت وكالة دوغان للانباء.

واستهدفت مدافع فيرتينا هاوتزر التركية مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية مع تقدم القوة المدرعة الجديدة، بحسب الوكالة.

وكانت العملية التي بداتها تركيا الشهر الماضي الاوسع خلال الحرب السورية المستمرة منذ اكثر من خمسة اعوام، وهدفها طرد تنظيم الدولة الاسلامية من المناطق الحدودية ووقف تقدم المقاتلين الاكراد غربا.

وقال بريت ماكجورك مبعوث الرئيس الاميركي باراك اوباما للحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية على تويتر ان القوات الاميركية ضربت اهدافا للجهاديين خلال ليل الجمعة السبت بانظمة صواريخ متحركة "نشرت مؤخرا" قرب الحدود التركية مع سوريا.

وذكرت السفارة الاميركية في انقرة على تويتر ان هذه "احدث خطوة في التعاون الاميركي التركي في القتال ضد داعش".

من ناحية اخرى نقل تلفزيون "ان تي في" عن رئيس هيئة الاركان قوله ان المقاتلات التركية دمرت هدفين لتنظيم الدولة الاسلامية في الوقف في جنوب الراعي بين الساعة 10,00 ت غ و 10,24 ت غ.

واضاف في تصريحه ان الفصائل المقاتلة المعارضة سيطرت على قريتين في منطقة الراعي.

وصرح احمد عثمان القيادي في "فرقة السلطان مراد" المسلحة الموالية لتركيا، لوكالة فرانس برس في بيروت "الاعمال حاليا تدور على الاطراف الشرقية والجنوبية للراعي باتجاه القرى التي تم تحريرها من داعش غرب جرابلس".

واضاف "هذه هي المرحلة الاولى والهدف منها طرد داعش من المنطقة الحدودية بين الراعي وجرابلس قبل التقدم جنوبا باتجاه الباب (معقل تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة حلب) ومنبج (الواقعة تحت سيطرة فصائل مدعومة من الاكراد)".

وعقب نجاح الاكراد في منبج اعلنوا نيتهم التقدم وربط "كانتونين" اخرين يسيطرون عليهما في شمال سوريا هما كوباني وعفرين.

الا ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قال الجمعة ان تركيا لن تسمح للاكراد بانشاء "ممر ارهاب".

-استعادة قرى -

وتعتبر انقرة حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردية منظمتين ارهابيتين ترتبطان بحزب العمال الكردستاني الانفصالي في جنوب شرق تركيا.

وذكرت وكالة انباء الاناضول الحكومية السبت ان عناصر من حزب العمال الكردستاني قتلوا 18 جنديا تركيا وحارسا في مواجهات في شرق تركيا وجنوب شرقها الجمعة والسبت.

وكان الحارس الذي قتل من ضمن مجموعة من السكان المحليين المتعاونين مع قوات الامن التركية ضد حزب العمال الكردستاني.

وفي كولونيا بالمانيا شارك نحو 30 الف شخص في احتجاج على الهجوم التركي في سوريا، بحسب وكالة الانباء الالمانية (د ب ا)، ودعوا الى الافراج عن زعيم حزب العمال الكردستاني واحد مؤسسيه عبد الله اوجلان.

وتسبب التدخل التركي في سوريا الشهر الماضي بتعقيد الامور بشكل اكبر في الحرب السورية المعقدة اساسا، حيث تدعم انقرة وواشنطن جماعات مختلفة تسعى الى استعادة السيطرة على مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية.

وزودت الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية بالتدريب والمعدات، ما اغضب انقرة.

وخلال 14 ساعة في 24 اب/اغسطس استعادت فصائل سورية معارضة بدعم من تركيا مدينة جرابلس الحدودية من تنظيم الدولة الاسلامية وواصلت تحقيق مكاسب في القرى المجاورة.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت ان هذه الفصائل سيطرت على ثماني قرى ومزرعتين على جبهة جرابلس وجبهة الراعي.

الا ان عثمان قال ان الفصائل المعارضة المسلحة سيطرت على تسع قرى على الجبهة الاحدث واربع قرى على جبهة جرابلس.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الفصائل المعارضة بدعم تركي "تحاول ان تستعيد السيطرة من تنظيم الدولة الاسلامية على المنطقة الحدودية بين الراعي وجرابلس".

ودمرت الضربات التركية الجمعة ثلاثة مبان يستخدمها التنظيم المتطرف في قريتي الغندورية وعرب عزة على بعد حوالى 30 كلم غرب جرابلس، بحسب ما افاد الجيش التركي في بيان.

واضاف الجيش ان المعارضة السورية المسلحة تسيطر على المنطقة المحيطة بالغندورية.

كما شنت تركيا غارات على وحدات حماية الشعب الكردية شمال منبج التي سيطر عليها الاكراد الشهر الماضي.