"2012" ..عام مرعب لـ ضباط "الاستخبارات"

أطلق عليه عام الاختراق الأمني او الانفلات والانهيار بمصطلحات أخرى .. لكنه يبقى عام الكابوس على حماة الأمن أصحاب الأزياء المرعبة للمجرمين "2012" عام الاغتيالات بامتياز. احتجاجات، ثم تسوية، ففترة انتقالية .. لتبدأ مشاهد الفصول المرعبة لمسلسل غير مشوق تعيش حلقاته البلاد لا يعرف من ينتجها او يلعب دور البطولة فيها. الاغتيالات العنوان الاكثر سخونة والاكثر سيطرة على المشهد العام في البلد، لكنه الاقل اهتمام ومتابعة لدى السلطات. فمنذ مطلع 2012، بدأت تلك السلسلة بالظهور، وبدأت تستهدف كبار القادة العسكريين والأمنيين فلم تتوقف وحصدت كبار الرؤوس خاصة تلك المليئة بالمعلومات والأكثر ذكاء كما كان يعتقد! ضباط جهاز الأمن السياسي "الاستخبارات"..مع اختيار العاصمة الأكثر تحصنا كما كان يعتقد ايضا! مسرحا لتنفيذها. وبحسب بيانات وزارتي الدفاع والداخلية فان ما يقارب الـ 84 ضابط ومسؤول امني تم اغتيالهم منذ بداية العام الجاري كان أبرزهم اللواء الركن سالم علي قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية وقائد ما عرف بـ " ملحمة السيوف الذهبية " التي نفذتها قوات الجيش في محافظة أبين ضد مسلحي القاعدة. ورغم وجود 10 مناطق أمنية وما يقارب 65 قسما للشرطة معززة بالجنود والأسلحة ، فضلاً عن انتشار نقاط التفتيش العسكرية في العاصمة صنعاء إلا ان تلك الإجراءات الاحترازية لم تشكل عقبة أمام منفذي الاغتيالات من التزايد المستمر ولعل ابرزها اغتيال العميد الركن فضل الردفاني قائد منطقة ثمود العسكرية الثلاثاء الماضي بصنعاء على بعد عدة أمتار من وزارة الدفاع على يد مجهول يستقل دراجة نارية، واغتيال الضابط في الحرس الجمهورية العقيد الركن سمير الغرباني. وجاءت تلك الاغتيالات متزامنة مع توجيهات رئاسية بتشديد إجراءات الرقابة الأمنية والعسكرية على المنافذ الحدودية للعاصمة وتنفيذ حملة أمنية لتمشيط المناطق التي يعتقد انها تمثل مناطق تمركز محتملة لتنظيم القاعدة. مصادر صحافية قالت ان الاغتيالات مقصودة وممنهجة تهدف لإرباك المشهد السياسي في البلاد قبل بدء مؤتمر الحوار الوطني ولمنع خطة هيكلة قوات الجيش التي أعلنها الرئيس عبد ربه هادي الأسبوع الماضي. المشهد كان مليء بالمسلحين ومسدسات كاتمة والعبوات الناسفة واطلاق نار من على دراجات نارية باتجاه قادة وضباط وعسكريين .. بحث أصبحت هذه العمليات أمرا عاديا للمواطن البسيط لكنه ينذر بعواقب قد تأتي على ما تبقى من الأشياء الجملية في هذه البقعة من الأرض. الغريب في الأمر ان تلك العمليات تعرف طرق تنفيذها واتخذت اساليب محدودة "دراجات نارية – الهجوم المباشر، السيارات المفخخة"، اما من يقف ورائها وينفذها فيبقى دائما مجهولا وخفي؟! وأجهزة الأمن المختلفة والمتخصصة تقف أمامها واجمة مطبقة يسكنها الصمت. فقد اكتفت السلطات باطلاق التحذيرات للقادة العسكريين من ارتياد الاماكن العامة والمشبوهة واخذ الحيطة والحذر خلال تنقالاتهم، فقد اعترت حالة من القلق والتوتر لدى افراد وضباط الجيش والامن فهم في حالة انتظار وتساءل عن التالي؟في حين يبقى المشهد الأمني الشبه منهارا ينتظر الحل من جهات تنطبق عليها المقولة "فاقد الشيء لا يعطيه"، ليبقى المواطن على أمل تحسن الأوضاع الأمنية التي فقدت من القائمين عليها.