الحزن يخيم على المسيحيين في مصر قبل عيد القيامة

خيم الحزن والأسى على الأقباط الأرثوذكس المصريين الذين تدفقوا على الكنائس يوم الجمعة بعد تفجيريين استهدفا كنيستين وخلفا 45 قتيلا على الأقل خلال احتفالات أحد السعف الأسبوع الماضي.

 

وقال مسؤولون بالكنيسة الأرثوذكسية إن كثيرين شاركوا في صلوات الجمعة العظيمة لكن دون مظاهر احتفالية.

 

وفي مدينة الإسكندرية الساحلية تجمع المسيحيون في الكنيسة المرقسية التي شهدت أحد تفجيري أحد السعف وهي المقر التاريخي لبابا الأقباط الأرثوذكس. وعبر المصلون من خلال بوابة أمنية لكشف المعادن وهي بوابة مماثلة لتلك التي فجر عندها الانتحاري نفسه الأسبوع الماضي.

 

وقال رفيق بشري رئيس اللجنة التنظيمية بالكنيسة إنه فوجئ بحضور عدد كبير من المصلين.

 

وأضاف لرويترز "إحنا كنا توقعنا ان الناس تكون خايفة ما تقدرش تيجي تصلي بس توقعنا النهاردة مطلعش ليه أي لازمة لأن في ناس كتير جاية وأعداد ما كناش متوقعينها بره وجوه."

 

وتابع "هذه رسالة واضحة عايزة توصل للعالم كله.. إن احنا ما بنخافش."

 

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد مسؤوليته عن تفجير الكنيسة المرقسية وتفجير كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا في دلتا النيل يوم الأحد الماضي.

 

ويشن التنظيم هجمات على قوات الجيش والشرطة في شمال شبه جزيرة سيناء منذ سنوات لكنه هجماته على المسيحيين تزايدت في الشهور القليلة الماضية وتوعد بمزيد من الهجمات. وأعلن مسؤوليته عن قتل 80 شخصا في تفجير ثلاث كنائس منذ ديسمبر كانون الأول.

 

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية يوم السبت عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله إن وزارة الداخلية رفعت درجات الاستعداد داخل جميع قطاعات الوزارة لتأمين الاحتفالات بعيد القيامة.

 

وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لمدراء أمن ومسؤولين كبار بالداخلية أثناء تفقدهم مستوى التأمين في كنائس بعدة محافظات.

 

وقالت مها رجائي وهي معلمة قبطية تعيش في القاهرة إنها تجنبت مشاهدة التلفزيون يوم أحد السعف خوفا من مشاهدة صور الدماء والأشلاء بعد التفجيرين.

 

وقالت لرويترز أثناء إشعالها شمعة أمام تمثال صغير للسيد المسيح مصلوبا أثناء تجمع أسرتها وأصدقائها بالمنزل بمناسبة عيد القيامة "ياريت ما يستمرش (هذا الوضع). ما اتمناش انه يستمر. بس مش حاسة ان احنا بنعمل أي حاجة علشان نوقف الكلام ده."

 

وترى مها أن أهم وسيلة للقضاء على الإرهاب هي التعليم.

 

وقالت "أنا بالنسبة لي أهم حاجة.. أهم نقطة.. نمرة واحد التعليم."

 

وذكرت مها أن احتفالات عيد القيامة هذا العام سيسودها الحزن على من فقدوا أرواحهم.

 

وبعد التفجيرين أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في جميع أنحاء البلاد.

 

ويشكل المسيحيون حوالي عشرة بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم 92 مليون نسمة. وهم أكبر أقلية مسيحية في المنطقة