أمريكان كونسرفيتف: السعودية تعمدت تدمير اليمن بدعم من رعاتها الغربيين

وباء الكوليرا في اليمن هو بالفعل الأسوأ في العالم، ولكن كل يوم يزداد سوءاً: واعلن نيفيو زاغاريا ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن السبت ان عدد الوفيات الناجمة عن تفشي وباء الكوليرا في اليمن ارتفع الى 1500 شخص، ودعا الى تقديم المزيد من المساعدة لوضع حد للوباء.
 
وفي الاسبوع الماضي كان هناك 200 الف حالة اصابة بالكوليرا في البلاد، ويوجد الان ما يقرب من 250 الف حالة. في أسبوع آخر، ما لم تتغير الأمور بسرعة، سيكون هناك حالات أكثر من ذلك.
 
من الممكن معالجة الكوليرا، ولكنها تتطلب أن تكون هناك قدرة على تقديم الدواء المناسب بكميات كافية للمرضى، لكن الحصار الذي تقوده السعودية حاليا وتدميرها نظام الرعاية الصحية في اليمن يجعل من الصعب جدا حدوث ذلك.
 
وتعمل وكالات الإغاثة بجد على احتواء الوباء، ولكنها تقوم بذلك دون تمويل كاف وتعاون ضئيل أو بدون تعاون من الحكومات. وأصبح السكان المدنيون الآن معرضين بشكل خاص للأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل هذا المرض بسبب سوء التغذية الحاد الناجم عن سنوات من الحصار والحرب.
 
وبسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للبلد، يصعب على الناس العثور على ما يكفي من مياه الشرب النظيفة. فالظروف شبه المجاعة تجعل من الأسهل بكثير انتشار المرض بسرعة، ويزيد من احتمال أن يقتل هذا المرض عددا أكبر من الناس.
 
هذه هي كوارث من صنع الإنسان على الشعب اليمني نتيجة لخيارات سياسية متعمدة من قبل الدول المجاورة لها ورعاتها الغربيين. كل هذه الكوارث كان يمكن تجنبها، والتدخل بقيادة السعودية المدعومة من الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة عن التسبب في هذه الكارثة.
 
كل هذا لم يكن عن طريق الصدفة، أو بالخطأ، بل تم عمدا ضد اليمن لأكثر من عامين من قبل الدول الغنية ورعاتهم الغربيين. لقد كانت الولايات المتحدة عاملا رئيسيا ومؤيدا للحكومات الأكثر مسؤولية عن التسبب في الكارثة التي تلتهم شعب اليمن الآن.
 
ولا تزال الولايات المتحدة وغيرها من مؤيدي التحالف يحاولون إصلاح بعض الأضرار التي تسببوا بها، ولكن بعد أكثر من عامين من الدمار والقتل، من المشكوك أن يبذل أي جهد جدي.
 
وعلى الرغم من ان اليمن تعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إلا أن العالم الخارجي لا يزال يتجاهلها. إن التمويل اللازم لتوفير الغذاء والأدوية للمجاعة والمرضى غير كاف على نحو مقلق، ويعوق إيصال المعونة بشدة الحصار الذي تفرضه قوات التحالف والقتال على الأرض.
 
التغطية الاعلامية ضئيلة بالنظر لحجم وشدة الازمة واسعة النطاق، كما منع التحالف الصحفيين والمنظمات غير الحكومية من دخول صنعاء لتغطية الحرب وآثارها المدمرة والجرائم التي ترتكبها.
 
ويبدو أنه لا يوجد أي إحساس بالمساعدة الملحة في أي من الحكومات التي ساعدت في تدمير اليمن وتجويعه، ولأن عدداً قليلاً جداً من الناس يدركون دور حكوماتهم في خلق الظروف المروعة، هناك القليل أو عدم وجود ضغط سياسي لإجبارهم على تغيير سياستهم المدمرة. وهذا يحتاج إلى التغيير بسرعة لمنع أسوأ سيناريوهات الخسائر الكبيرة في الأرواح من المجاعة والمرض.
 
ــ مجلة "امريكان كونسرفيتف"
دانيال لاريسون