باريس: سيارة تصدم جنودا والاشتباه في عمل إرهابي

صدمت سيارة مجموعة من الجنود في إحدى ضواحي باريس يوم الأربعاء مما أسفر عن إصابة ستة منهم قبل أن يلوذ قائدها بالهرب فيما وصفه مسؤولون بأنه قد يكون عملا إرهابيا.

 

وقال باتريك بالكاني رئيس بلدية ضاحية لوفالوا بيريه في باريس إن سيارة بي.إم دبليو كانت تقف في شارع ضيق انطلقت مسرعة باتجاه مجموعة من الجنود لدى خروجهم من ثكنتهم في دورية.

 

وقال بالكاني لقناة بي.اف.ام التلفزيونية "السيارة لم تتوقف. اندفعت صوبهم ..وزادت سرعتها".

 

وقالت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورنس بارلي إن تحقيقا بدأ لتحديد "دوافع وملابسات" ما وصفته بأنه "عمل خسيس".

 

وتكلفت قوات مكافحة الإرهاب الفرنسية التحقيق في عملية الدهس، واستهدفت عسكريين من عناصر عملية "سانتينيل" لمكافحة الإرهاب. وقد أعلن القضاء المختص بمكافحة الإرهاب لاحقا اعتقال مشتبه به.

 

وأكد رئيس الحكومة إدوار فيليب اعتقال مشتبه به في السيارة التي دهست عسكريين صباح الأربعاء.

 

وجاء الهجوم في أعقاب سلسلة هجمات تستلهم أساليب المتشددين الإسلاميين على الجنود وأفراد الشرطة الذين انتشروا بكثافة في مختلف أرجاء البلاد بعد دعوات تنظيم الدولة الإسلامية بشن هجمات على فرنسا ودول أخرى تقصف معاقله في سوريا والعراق.

 

ونقل الجنود المصابون يوم‭ ‬الأربعاء إلى المستشفى وقالت الشرطة إن اثنين منهم جروحهما خطيرة.

 

وقال بالكاني لقناة بي.اف.ام التلفزيونية إن ما وصفه بعمل عدواني "بغيض" كان "دون شك" متعمدا.

 

وقال جان كلود فيون الساكن في مبنى يطل على موقع الهجوم "سمعت ضجيجا عاليا، صوت احتكاك معدن. وبعد فترة وجيزة رأيت أحد المصابين بجروح خطيرة ملقى على الأرض أمام مركبة تابعة لدورية جيش وآخر وراء المركبة ويتلقى العلاج".

 

وما زالت فرنسا في حالة تأهب قصوى بعد سلسلة هجمات نفذها متشددون إسلاميون أو من يستلهمون فكرهم سقط فيها أكثر من 230 قتيلا على مدى عامين.

 

وأغلب هؤلاء الضحايا مدنيون قتلوا في باريس في عام 2015 وفي نيس في جنوب فرنسا في منتصف عام 2016 ومنذ ذلك الحين استهدفت سلسلة هجمات بالأساس رجال الشرطة والجيش.

 

وهذا العام تعرض جنود لهجوم في موقع متحف اللوفر في باريس في فبراير شباط وفي مطار أورلي في مارس آذار. وقتل مهاجم شرطيا بالرصاص في شارع الشانزيليزيه بالعاصمة الفرنسية في أبريل نيسان. وقتل رجل بعد أن صدم بسيارته شاحنة صغيرة تابعة للشرطة في يونيو حزيران وجرد رجال الشرطة مهاجما يحمل سكينا من سلاحه عند برج إيفل في وقت سابق هذا الشهر.

 

وكانت السيارة التي نفذ بها هجوم الأربعاء والتي قالت الشرطة إنها داكنة اللون وربما من طراز بي.إم. دبليو متوقفة قرب ساحة بلاس دو فيردون في وسط ضاحية لوفالوا بيريه على الطرف الغربي لباريس.

 

وأشارت الشرطة إلى أنها عزلت المنطقة، التي يسودها الهدوء أكثر من المعتاد خلال عطلة الصيف، بعد الحادث الذي وقع عند حوالي الساعة الثامنة صباحا.

 

وتبعد ضاحية لوفالوا بيريه حوالي خمسة كيلومترات عن معالم شهيرة بوسط المدينة مثل برج إيفل وقصر الإليزيه الرئاسي.