فريق من الدوري الإيطالي يستخدم صورة ضحية للمحرقة اليهودية لإهانة غريمه

تشهد الأوساط الرسمية والكروية الإيطالية جدلا واسعا بعد شعارات ولافتات عنصرية معادية للسامية رفعها مشجعو نادي لاتسيو، أحد قطبي كرة القدم في روما خلال مباراتهم مع فريق كالياري ضمن دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وحمل مشجعو لاتسيو صورا تظهر الكاتبة الألمانية اليهودية آن فرانك التي قضت في أحد المعتقلات النازية عام 1945، وهي ترتدي قميص غريمهم روما.

 

قام عدد من جماهير لاتسيو خلال لقاء فريقهم بكالياري الأحد في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، برفع صور للكاتبة الألمانية اليهودية آن فرانك التي لقيت حتفها في معسكر اعتقال نازي عام 1945، وهي ترتدي قميص فريق روما، الذي يشكل مع لاتسيو قطبي الكرة للعاصمة الإيطالية، ورددوا شعارات معادية للسامية، ما أثار جدلا في الأوساط السياسية والكروية.

 

وفي حين طلب الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا من وزير الداخلية ماركو مينيتي منع المتورطين في هذا التصرف من دخول الملاعب "بشكل دائم"، أعلن فريق لاتسيو أنه سينظم زيارة سنوية لمشجعيه الناشئين إلى أوشفيتز، أبرز المعسكرات النازية السابقة، في بولندا.

 

من جهته أعلن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أن كل مباريات الأسبوع العاشر من الدوري الإيطالي ستبدأ بدقيقة صمت وقراءة مقطع من مذكرات الكاتبة الألمانية. ثم قام الاتحاد في المباراة الافتتاحية للأسبوع بين إنتر ميلان وسامبدوريا، بتوزيع نسخ من مذكرات فرانك على الأطفال الذين رافقوا اللاعبين إلى أرضية الملعب.

 

وليست هذه المرة الأولى التي يقوم بها مشجعو لاتسيو بتصرفات من هذا النوع، إذ سبق للاتحاد الإيطالي معاقبة الفريق بإغلاق جزء من مدرجاته بعد ترديد مشجعيه هتافات عنصرية خلال المباراة التي جمعته بساسوولو. كما سبق لجمهور لاتسيو استخدام صورة فرانك والتلاعب بها من خلال إلباسها قميص روما ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي عام 2013.

 

واستباقا لعقوبات محتملة قام رئيس النادي كلاوديو لوتيتو بوضع إكليل من الزهور في كنيس روما تكريما لضحايا معاداة السامية، وهاجم تصرفات بعض من وصفهم بالحمقى من مشجعي لاتسيو، إلا أنه أكد أن معاقبة النادي بحسم نقاطه سيكون "خطأ"، واعتبر أن ذلك سيجعل فريقه "رهينة لهؤلاء الأشخاص الذين يذهبون إلى الملعب بهدف إثارة الفوضى".

 

من جانبها أكدت أبرز رابطة لمشجعي لاتسيو أن أعضاءها لن يحضروا لقاء فريقهم خارج قواعده ببولونيا، منتقدة ما أسمته "المسرحية الإعلامية". واعتبرت أن البعض قد يسيء استغلال طريقتهم المعتادة في تشجيع فريقهم لمهاجمة لاتسيو ومشجعيه.

 

وتواجه الملاعب الإيطالية مشاكل مرتبطة بالعنصرية من قبل المشجعين، إذ يتكرر توجيه إهانات للاعبين من ذوي البشرة السمراء، وغالبا ما تكون العقوبات لهذه التصرفات محدودة.

 

وتعد فرانك من أكثر ضحايا المحرقة اليهودية شهرة، وولدت عام 1929 في ألمانيا، وفقدت جنسيتها عام 1941. تم نشر مذكراتها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وفيها تحدثت عن تجربتها بالاختباء من النازيين أثناء احتلالهم لهولندا التي كانت تعيش في عاصمتها أمستردام.