رغبة شيطانية سعودية في قتل الشعب اليمني جوعاً

قوبل قصف التحالف للملاحة الجوية بمطار صنعاء الدولي بانتقادات واسعة من خبراء وباحثين غربيين ومسؤولين في المنظمات الدولية، مؤكدين ان مثل هذا العمل الذي يستهدف اعاقة وصول المساعدات الانسانية ينم عن "رغبة شيطانية لدى السعودية في قتل الشعب اليمني جوعا" بعد فشل العمليات العسكرية.

والثلاثاء، أكدت الهيئة العامة للطيران المدني في صنعاء أن التحالف العسكري بقيادة السعودية شن غارة استهدفت مطار العاصمة وأدت الى تدمير جهاز الارشاد الملاحي فيه الأمر الذي من شأنه أن يعرقل ارسال طائرات تنقل مساعدات إليه.

وقال بروس ريدل مستشار سابق لاربعة رؤساء امريكيين وحاليا مدير معهد "بروكينغز" الاستخباراتي الامريكي في تصريح لصحيفة "اليمن اليوم": "واضح ان الصاروخ الباليستي على مطار خالد الدولي في الرياض، أصاب السعوديين بالحرج والاذلال وإلا الحد الذي افقدهم السيطرة على مجريات الصراع، وعندما ادركت القيادة السعودية انها مجبرة على فتح المنافذ لاستقبال المواد الاغاثية التابعة للامم المتحدة، سارعت بتدمير نظام الملاحة في مطار صنعاء واخرجته عن الخدمة كليا".

واكد ريدل ان هذا يدل على ان القيادة السعودية مصممة على معاقبة اليمنيين بأي طريقة، والمطلوب على وجه السرعة هو أن تتدخل القوى العظمى وتفرض وقف إطلاق النار ورفع الحصار".

وعلقت سامنثا باور سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة في عهد الرئيس باراك اوباما على اغلاق التحالف جميع المنافذ في صفحتها على تويتر قائلة: "على الولايات المتحدة ان تنهي دعمها الطويل للتحالف الذي تقوده السعودية، بالاضافة الى تواطئها في قتل الاف المدنيين من خلال الضربات الجوية في اليمن. المدنيون اليمنيون يتضورون جوعا لقد طفح الكيل".

وفي السياق، اعتبر دانيال لاريسون، كبير محرري صحيفة "اميركان كونزرفيتف"، قصف وتدمير نظام الملاحة الجوية في مطار صنعاء، تأكيدا على الاجندة السعودية اللاأخلاقية في اليمن بعد فشلها في حملتها العسكرية.

وأكد لاريسون ان التحالف الذي تقوده السعودية مع هذا الهجوم الأخير - استهداف نظام الملاحة في مطار صنعاء - يحاول عمدا خنق السكان المدنيين من خلال حرمانهم من الغذاء والدواء الأساسي. وعلى الرغم من التقارير التى تفيد بان التحالف مستعد لفتح بعض الموانئ في المناطق التى يسيطرون عليها، قالت الامم المتحدة انه لا يوجد دليل على ان اي من الموانىء قد تم فتحها.

واضاف لاريسون "ما لم يرفع الحصار فورا، سيكون السعوديون وحلفاؤهم مسؤولون عن أسوأ المجاعات منذ عقود، وقد فعلوا ذلك بمباركة من واشنطن".

الى ذلك، شنت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية هجوماً لاذعاً على المملكة العربية السعودية، متهمةً إياها بشن "حرب تجويعٍ" على الشعب اليمني لاخضاعه واجباره الاستسلام لشروطها.

وحذرت الصحيفة في افتتاحيتها الخميس 16 نوفمبر 2017، من انه إذا لم تسمح السعودية فوراً بدخول الأغذية والأدوية من جميع الموانئ اليمنية، والسماح باستئناف الرحلات الجوية الى صنعاء وعدن، فإنه ووفقاً لمسؤول في الأمم المتحدة مارك لوكوك، سيعاني اليمن أكبر مجاعة في العالم وستؤدي إلى ملايين الضحايا.

وشددت الصحيفة في افتتاحيتها الى ان إعاقة المساعدات الإنسانية واستخدام المجاعة كسلاح هي جرائم حرب، ويجب على السعودية أن تدرك أن العالم بات يعلم ذلك.

الى ذلك حملت "الواشنطن بوست" في افتتاحيتها، السعودية مسؤولية ضخمة لهذه المعاناة، وقالت انها تقوم منذ أكثر من عامين ونصف بحرب شرسة يتعذر الدفاع عنها ولا يمكن الانتصار فيها.

من جهته أكد السناتور الديمقراطي البارز كريس ميرفي ان قصف نظام الملاحة في مطار صنعاء "عمل بربري".

وكتب ميرفي في حسابه على "تويتر" معلقا على خبر "رويترز" حول استهداف نظام الملاحة في المطار: "يعني انه لن تدخل بعد الان السماعدات الانسانية الى البلاد. هذا عمل بربري.. الدعم الأمريكي للمملكة العربية السعودية هو ما سمح لهم بذلك".

سكوت بول المستشار الخاص بوضع السياسات الانسانية في منظمة "أوكسفام" والذي عمل في اليمن في فترات سابقة، أكد ان اليمن يواجه واحدة من أسوأ حالات الموت الجماعي والفظائع جراء الحصار السعودي الشامل.

وكتب بول في صفحته "تويتر": "ارتفعت أسعار المواد الغذائية والوقود ارتفاعا كبيرا بعد ساعات من الإغلاق. وقد بدأ الوقود في بعض المحافظات بالنفاد واغلقت المستشفيات ومضخات المياه. وسوف ينتشر المرض مثل الهشيم، وسيضرب الرضع والنساء الحوامل أولا".

وأضاف: "وتحاول المنظمات الإنسانية تقديم المساعدة، ولكنها لا تستطيع شراء الوقود أو الحصول على خبراء فنيين في البلد. وهذا يعني، جنبا إلى جنب مع نقص الوقود، أن المساعدات الإنسانية ستتوقف".

وقال: "وتفيد التقارير ان الغارات الجوية السعودية استهدفت نظام الملاحة في مطار صنعاء. على مدى الأشهر ال 15 الماضية، كانت الرحلات الجوية الوحيدة من والى مطار صنعاء هي رحلات المساعدات الانسانية التابعة للامم المتحدة. ولا تدخل أسلحة ولا يوجد مدربون عسكريون. وهذا يعني أن عمال الإغاثة الآن تقطعت بهم السبل، والأهم من ذلك أن الكثير من الناس في اليمن سيموتون".

ويرغب السعوديون في إعادة توجيه السفن من الحديدة إلى عدن أو جيزان (داخل المملكة العربية السعودية)، ولكن هذا سيكون كابوسا. عدن بالفعل لا تمتلك القدرة الاستيعابية، وليس لديها البنية التحتية التجارية كما في ميناء الحديدة.

وانتقد بول موقف الامم المتحدة السلبي وقال ان المجتمع الدولي، الذي لديه النفوذ لتصحيح الوضع وإنقاذ مئات الآلاف من الأرواح، لم يكن إلا صامتا. كما ان المجتمع الدولي إظهر تضامنه مع الرياض. وقد ادان البيان الرئاسي لمجلس الامن الدولي الهجمات الصاروخية الباليستية الى السعودية دون ان يذكر ولو بكلمة الوضع الانساني الذي تسببته الغارات الجوية والحصار الخانق على اليمن.

وقال مصدر اممي، وآخر صحفي في الامم المتحدة لـ"وكالة خبر"، إن مصر، وزعت الاسبوع الماضي، مشروع بيان ادان الهجوم الصاروخي على الرياض، ولكنه لم يذكر اي حصار للمعونات ولا يشير إلى الحصار السعودي ولم يناقش الوضع الانساني في اليمن.

وأضافت المصادر الاممية لـ"وكالة خبر" ان السعودية هي من صاغت البيان الرئاسي، وانتقد الدبلوماسيون البيان المقترح لعدم وجود توازن، وقالوا انهم لا يتوقعون ان يوافق عليه المجلس.