روسيا تعترف بمقتل "مرتزقة" في سوريا

الاعتراف الروسي يكشف حجم انخراط موسكو عسكريا في الأراضي السورية بدرجة أكبر مما أعلنت عنه سابقا.

أعاد بيان لوزارة الخارجية الروسية، عن مقتل وجرح العشرات من المواطنين الروس ومن الجمهوريات السوفييتية السابقة، تسليط الضوء على الشركات الروسية الخاصة التي تقاتل إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد وقوات أخرى رديفة تجمع متطوعين سوريين وميليشيات قادمة من لبنان والعراق وأفغانستان.

وقالت الوزارة في بيان إنه “خلال اشتباك عسكري وقع مؤخرا ولم تشارك فيه القوات المسلحة الروسية بأي حال.. قتل مواطنون من روسيا والجمهوريات السوفييتية السابقة وأصيب أيضا العشرات”.

وأضافت أن المصابين نقلوا إلى روسيا حيث يتلقون العلاج في أكثر من منشأة طبية. وقالت “كما أشرنا من قبل فهناك مواطنون روس في سوريا سافروا إلى هناك بمحض إراداتهم ولأهداف مختلفة. وليس من مهام وزارة الخارجية تقييم قانونية وشرعية قراراتهم”.

وقال محللون سياسيون إن هذا الحادث يكشف عن انخراط روسيا عسكريا في سوريا بدرجة أكبر مما أعلنت عنه من قبل، وأن ذلك يهدد بانزلاقها إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.

وأشاروا إلى أن الأمريكيين بقصفهم الروس رسموا الحد الفاصل على الأرض بين مناطق تواجد قواتهم ومناطق القوات الروسية، وأن الرسالة كانت موجهة إلى موسكو ودمشق وطهران وأنقرة في آن واحد مفادها أن القوات الأميركية لن تسمح باستهداف تمركزها في المنطقة من أي جهة كانت.

وكان الطيران الأمريكي شن في السابع من فبراير الحالي غارات مكثفة على رتل من القوات الموالية للحكومة السورية قرب بلدة خشام في محافظة دير الزور شرقي سوريا.

واعترفت روسيا في مرحلة أولى بمقتل خمسة من مواطنيها في الهجوم، لكنها اضطرت للاعتراف بعدد أكبر في ظل تسرب تقارير مختلفة عن مقتل أعداد كبيرة من الروس.

وأوردت رويترز الأسبوع الماضي أن نحو 300 شخص يعملون بشركة عسكرية روسية خاصة لها صلة بالكرملين سقطوا بين قتيل وجريح في الهجوم، فيما تحدثت وكالة بلومبيرغ عن “قتل أكثر من 200 متعاقد عسكري معظمهم من الروس″.

وأشارت التقارير إلى أن القتلى هم عناصر شركة أمنية روسية خاصة تعمل في سوريا بموجب عقد مع وزارة الدفاع الروسية تحمل اسم “فاغنر” شبيهة بشركة “بلاك ووتر” الأمريكية التي ذاع صيتها بعد احتلال العراق عام 2003.