استراليا تحذر من هجمات ارهابية باستخدام تطبيقات مشفرة

سيدني (أ ف ب) - حذرت استراليا من ان استخدام تطبيقات الرسائل المشفرة يشكل اكبر تهديد يواجه وكالات الاستخبارات في العصر الحديث، فيما تعهد قادة دول جنوب شرق اسيا تفعيل التعاون من اجل مكافحة الارهاب.

وخلصت قمة جمعت رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) واستراليا في سيدني الى ان استخدام "الشبكة (الاكترونية) السوداء" يشكل مشكلة متفاقمة، ويتعين على دول المنطقة تنسيق الجهود من اجل ابقاء الامور تحت السيطرة.

وقال وزير الشؤون الداخلية الاسترالي بيتر داتن في القمة إن "استخدام الارهابيين والمجرمين لتطبيقات الرسائل المشفرة قد يشكل اكبر انتقاص من القدرات الاستخبارية في العصر الحديث".

واكد ان السبيل الوحيد من اجل التصدي للمشكلة وللاستخدام المتزايد للانترنت من قبل جماعات كتنظيم الدولة الاسلامية بهدف تجنيد اعضاء جدد ودفعهم الى التطرف، هو بالعمل معا.

بدوره قال رئيس الوزراء الاسترالي مالكولم ترنبول "علينا ان نكون دائما متأهبين وان نعمل باستمرار مع جيراننا في المنطقة"، مشيرا الى ان الارهاب اصبح اكثر فاكثر عابرا للبلدان.

واضاف ترنبول إن "تقاسم المعلومات يكتسب اهمية كبرى. نعلم جميعا بان ما قد يبدو غير ذي اهمية كبرى، او معلومة استخبارية غير ذات صلة، قد يكون القطعة المفقودة التي تحل احجية التحقيق الذي يجريه شخص آخر".

واعتبر ان "الثقة والتشارك والتعاون تكتسب اهمية قصوى".

وفي ختام يوم من المحادثات حول سبل التصدي للارهاب وقع القادة المشاركون في القمة مذكرة تفاهم للعمل معا من اجل التوصل الى "تشريع افضل سبل التصدي للارهاب".

واتفق المجتمعون على اجراء حوارات اقليمية وورش عمل حول الادلة الالكترونية والاستخبارات المالية وطرق التصدي للتطرف عبر الانترنت.

وادى طرد الجهاديين من سوريا والعراق وتوجههم الى دول اخرى الى تفاقم المشكلة.

وتمددت المشكلة الى اراضي جنوب شرق آسيا العام الماضي عندما سيطر مقاتلون موالون لتنظيم الدولة الاسلامية على مراوي في جنوب الفيليبين، حيث قدمت استراليا دعما من اجل استعادة المدينة.

- "مشوهة وشريرة" -

من جهته نوه رئيس وزراء ماليزيا نجيب عبد الرزاق بمبادرة استراليا من اجل تعزيز التعاون وقال ان التصدي للدعاية المتشددة عبر الانترنت يكتسب اهمية قصوى.

وقال عبد الرزاق إن "معركتنا الاساسية الجديدة هي ان نكسب قلوب شبابنا وعقولهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من اجل الحؤول دون استسلامهم بسهولة لعقيدة +داعش+ المشوهة والمنحرفة والشريرة".

واضاف ان "تفعيل العمل المشترك في هذه القضايا سيجعلنا اكثر نجاحا".

وتابع "بزيادة اتحادنا نكون اكثر فاعلية في محاربة هذه الآفة. ما من احد في منأى منها لكننا معا سنكون اكثر امنا".

وشهدت استراليا ستة اعتداءات في السنوات الاخيرة واحبطت 14 اعتداء، بينها مخطط لاسقاط طائرة.

وفي مواجهة هذه الاعتداءات والمخططات عززت كانبيرا الامن القومي وشددت قوانين الهجرة ومكافحة الارهاب والامن المعلوماتي كما عززت حماية الحدود عبر انشاء وزارة للشؤون الداخلية يتولاها داتن.

ولفت داتن الى انه من اجل التصدي للتطبيقات التي تسمح للمتطرفين بالعمل بشكل سري تسعى كانبيرا الى اقرار تشريعات تعزز قدرات الادارة على التكيف مع التشفير.

وستتضمن التشريعات نصوصا تجبر الشركات التي توفر خدمات الاتصالات واجهزتها على الاستجابة لطلب تقديم المساعدة وتسهيل استخدام اجهزة الرقابة واختراق شبكات الكمبيوتر.

وقال ترنبول ان موضوع الامن القومي سيكون محور قمة دول رابطة جنوب شرق آسيا الاحد.

واضاف "لذا نحن هنا، من اجل اداء واجبنا الاهم وهو الحفاظ على امن شعبنا. نكون اقوى عندما نعمل معا. عندما ننسق جهودنا ونتعاون تكون شعوبنا اكثر امانا".

وتضم رابطة دول جنوب شرق آسيا بروناي، وكمبوديا، واندونيسيا، ولاوس، وماليزيا، وبورما، والفيليبين، وسنغافورة، وتايلاند، وفيتنام الى جانب استراليا الشريكة في الحوار منذ 1974.