افغانستان تدفن قتلى اعتداء كابول وسط غضب عارم على شبكات التواصل الاجتماعي

كابول (أ ف ب) - شارك مئات الافغان الاثنين في دفن احبائهم وسط غضب عارم، غداة اعتداء انتحاري استهدف مركز تسجيل للانتخابات في كابول واوقع 57 قتيلا بينهم اطفال واكثر من مئة جريح.
 
وفجر انتحاري نفسه صباح الاحد وسط حشد من المدنيين الذين كانوا ينتظرون تسلم بطاقات هوية للتسجل في لوائح الناخبين في انتخابات تشريعية تأجلت طويلا ومن المقرر ان تجرى في تشرين الاول/اكتوبر المقبل.
 
وامتزجت الاشلاء وآثار الدماء مع الزجاج المتكسر والهويات والصور ذات القياس المخصص لجوازات السفر على الارض جراء التفجير الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية وادى الى مجزرة في حي دشت برتشي ذي الغالبية الشيعية غرب كابول.
 
ونقل اكثر من 40 جريحا بينهم اطفال الى مستشفى تديره منظمة الطوارئ الايطالية غير الحكومية، التي قالت ان 20 شخصا على الاقل بحاجة الى "عمليات جراحية كبرى".
 
واعلنت شرطة كابول في بيان ان غالبية الضحايا هم من المدنيين، مشيرة الى مقتل شرطيين اثنين في الاعتداء وجرح خمسة.
 
وسرعان ما تحول الاسى الى غضب على شبكات التواصل الاجتماعي حيث حمّل افغان حكومة كابول مسؤولية عدم حماية شعبها، في اتهام يتكرر بعد كل اعتداء مماثل.
 
ويعتبر الافغان وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الاكثر امانا للتعبير عن غضبهم لا سيما وان هجمات استهدفت في السابق تظاهرات احتجاجية.
 
- "الحكومة تزرع الفوضى" -
 
وكتب احمد احمدي على فيسبوك "انها (الحكومة) تقوم بتوقيفهم ثم تطلق سراحهم ليقتلوا اناسا ابرياء".
 
وكتب مستخدم لفيسبوك يدعى امين الله "هذه الحكومة تتعمد زرع الفوضى للبقاء في السلطة بشكل غير شرعي. الطريق الوحيد للمضي قدما هو بالاقتراع والتخلص من هذه الحكومة الفاسدة".
 
وكتب آخر "لا نعلم ما هو الحل. انهم مستمرون في قتل الناس. هل لا زلتم تنوون الذهاب للاقتراع؟ لقد اقترعنا في المرة الماضية لنُقتل الآن".
 
وكانت مراسم دفن بعض القتلى بدأت الاحد بعد ساعات من الاعتداء فيما دُفن ضحايا آخرون الاثنين.
 
وصباح الاثنين شارك مئات المشيعين في دفن ستة قتلى في احد اكبر المدافن الشيعية، حيث تم تجهيز نحو عشر حفر جديدة لمواراة الضحايا في الثرى.
 
ويؤكد الاعتداء المخاوف الامنية التي ترافق التحضير للانتخابات التشريعية المقررة في 20 تشرين الاول/اكتوبر، ويثير الهواجس من التأثير على المشاركة في الاقتراع في الانتخابات التشريعية والمحلية.
 
ومنذ بدء تسجيل الناخبين في 14 نيسان/ابريل طاولت اعتداءات مراكز انتخابية في ولايتي غور وبدغيس.
 
وتأمل السلطات الافغانية تسجيل 14 مليون ناخب في اكثر من سبعة آلاف مركز اقتراع للانتخابات التشريعية وانتخابات المجالس المحلية.
 
ويحث المسؤولون المدنيين على التسجيل للانتخابات خوفا من ان يؤدي ضعف الاقبال الى تقويض شرعية الانتخابات التي تعتبر بمثابة اختبار اولي للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2019.
 
واعلن المتحدث باسم اللجنة الانتخابية شفيع جلالي ان اعتداء الاحد لن يؤثر على التحضيرات.
 
وقال جلالي لوكالة فرانس برس "نحن نعقد اجتماعات مع القوى الامنية كل يوم تقريبا وقد اكدوا لنا انهم سيوفرون الحماية الامنية لكافة مراكز التسجيل للانتخابات"، مضيفا ان "العملية لم تتوقف وستستمر".
 
لكن عضو اللجنة معاذالله دولتي اقر بان المسؤولين لديهم هواجس حيال الوضع الامني والاقبال على الاقتراع.
 
وقال دولتي في اجتماع بثت وقائعه محطة "آريانا" التلفزيونية الافغانية "نأمل ان تمنع القوى الامنية حصول اعتداءات ارهابية كهذه في المستقبل لكي يتمكن الناس من الاقتراع في اجواء سلمية".
 
ويظهر الهجوم الاخير التحديات المتزايدة التي تواجه القوات الافغانية والاجنبية لحماية كابول الشديدة التحصين.
 
وكان قائد القوات الأميركية وقوات حلف الاطلسي في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون قال الشهر الماضي إن حماية كابول يشكل اولوية للقوات الاجنبية.
 
الا انه اقربصعوبة منع حصول الاعتداءات في العاصمة الافغانية المترامية الاطراف لا سيما لقلة الخرائط وسهولة تنفيذ هجمات فيها.
 
وليل الاحد شهدت ولاية بدغيس اعمال عنف بعد ان هاجم مقاتلون قاعدة عسكرية ما ادى الى مقتل تسعة جنود.
 
واتهم مساعد قائد الشرطة غلام سروار حركة طالبان بتنفيذ الهجوم.