صحيفة: الأحمران محسن وحميد.. لاجئان في "فيسبوك"

بدأ اللواء علي محسن الأحمر، والشيخ القبلي حميد الأحمر، بإرسال رسائل، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أيام قليلة من هروبهما إلى خارج الوطن، إثر سيطرة جماعة "أنصار الله" على العاصمة، وإعلانهما مطلوبين لها، على خلفية مشاركتهما في حروب شنتها السلطة على محافظة صعدة.

ووفقاً لصحيفة "الأولى" فإن المعلومات تفيد أن اللواء محسن هرب في صباح 21 سبتمبر، بعد سيطرة مقاتلي الحوثيين على قوات الفرقة. وبحسب المعلومات المتداولة، فإنه التجأ إلى السفارة السعودية، التي نقلته على مراحل إلى المملكة العربية السعودية، وبالتحديد إلى مدينة جدة الساحلية، فيما كان الشيخ الأحمر هرب قبلها بأيام إلى تركيا، بعد أن نقل عائلته إلى المملكة الأردنية.

وكتب اللواء علي محسن الأحمر، في اليوم الذي تلى هروبه في صفحته على "فيسبوك"، منشوراً قال فيه: " لا نامت أعين الجبناء، رغم الخيانة مازلنا صامدين، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت".، مضيفاً: " لن يطول غيابنا، كما لن تستمر فرحتكم".

وقالت الصحيفة أن مراقبين رجّحوا أن الرسالة أرسلت من اليمن، أي قبل ترتيب خروج آمن له إلى السعودية، وحاول من خلالها أن ينفي الشائعات بمقتله، ومصيره المجهول.

وتسيطر جماعة الحوثيين على منازل اللواء الأحمر، وحميد الأحمر، في صنعاء، وكانت تعتزم تفجيرها قبل أن تتلقى انتقادات دفعتها إلى الحديث عن أنها ستعمل على إرجاع هذه الممتلكات للدولة، أو تحويلها إلى ملكيات عامة.

وفي سياق الرسائل التي بعث بها الفاران، نشر الشيخ القبلي ورجل الأعمال حميد الأحمر، منشوراً على صفحته في "فيسبوك"، تلت رسالة علي محسن الأحمر، الحليف العسكري المقرب له، بيوم، وانتقد في كلمة رئيس الجمهورية ما قبل الأخيرة، وقال: " صرح الرئيس يومنا هذا بأن صنعاء لم تسقط، ولا يمكن لها أن تسقط. وأنا أذكره ببيت شعر لشاعر اليمن الكبير عبد الله البردوني، رحمه الله، الذي قال فيه: فظيع جهل ما يجري، وأفظع منه أن تدري".

ولقي المنشور صدى واسعاً في التواصل الاجتماعي، وجاءت معظم ردود الأفعال ساخرة ومتهكمة منه، وحملت بعضها ردود أفعال حادة. وبالنظر إلى التعليقات، يظهر أنه من الواضح أن إدارة الصفحة عملت على حذف المنشورات التي تحمل سخرية وتهكماً، واكتفت بتعليقات الدعاء والمناصرة.

وبالأمس، وقبله، فيما اكتفت صفحة حميد الأحمر بنشر دعاء الجمعة، أطلت صفحة اللواء علي محسن الأحمر، أمس ببيان مطول أعاد نشره موقعه على الانترنت، وحمل بيان اللواء الفار تهنئة شخصية بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر.

وأضاف بين الأحمر: " إن ما حدث مؤخراً وشهدتموه وشهده العالم، كان بمثابة محاولة أخيرة قادها دعاة الإمامة بإسناد متآمرين ماتت ضمائرهم ورخُص عليهم بلدهم الذي ترعرعوا منه وتربوا فيه؛ هدفوا من خلالها إلى تعكير صفو احتفاء وطننا الحبيب بذكرى سبتمبر الطيبة، لكن أنَّى لهم أن يسلبوا من دماءنا روح انتصار الثورة ذاته والاحتفال اليومي بعبقاته".

وتابع اللواء الأحمر: " لم يعد خافياً عليكم -أبناء شعبنا العظيم - النهج الذي سلكه أحفاد الإمامة خلال فترة لم تتجاوز الأسبوع من السماح لهم بدخول مركز الدولة. تحت مسمى هم أشد بُعْداً ونكالاً عنه، حيث أسَلَّوا من سيف حِقدهم – المعهود- على المواطنين وعلى مؤسسات الدولة وانهالَوا عليها اقتحاماً ونهباً وسلباً وتهديماً؛ ليُنْهوا بذلك كل فزاعة افترشوها في طريق حلمهم بالعودة للحكم الإمامي، وعلى رأس تلك الفزاعات استغلالهم السيء لمعاناة المواطنين وجوعهم".

واتهم اللواء الأحمر "أنصار الله" بأنهم" يكررون ذات المشهد الذي شهدته صنعاء بعد أن أخفق ثوار 48 في الإطاحة بالحكم الرجعي وسارع المدّعون بأحقية الحكم في استباحة كل ما احتضنته صنعاء لمدة شهر، وهاهم أنصارهم الجدد يُعيدون نفس المشهد فيستبيحون اليوم كل ما يقع أمامهم داخل العاصمة ويتملّكونه برضاً وبغير رضا".

وبرر الأحمر خروجه إلى السعودية، إثر سيطرة جماعة الحوثي عسكرياً على صنعاء بأنه "المطلوب الأول"، بالنسبة إليهم، وبأنه كان " من أجل سلامة اليمن وليس من أجل سلامتي الشخصية"، وقال: " قررنا بعد التشاور مع فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي أن نتجنب الحرب الأهلية بأي ثمن".

وسخر من الشائعات التي تحدّثت عن العثور عليه قتيلاً، أن أنه قد تم إلقاء القبض عليه، وأعرب عن شكره " للأشقاء في المملكة (السعودية) الذين يقفون دوماً إلى جانب الشعب اليمني".

وحذّر اللواء الأحمر من أن "اليمن يمر بأخطر مرحلة في تاريخه الحديث، ويجب على الجميع أن يستوعب ذلك"، مضيفاً أنه "لا يمكن لأي قوة، مهما تلقت من دعم خارجي، أن تقضي على أحلام اليمنيين في العيش بكرامة، وأنا متفائل ولدي أمل كبير أن الشعب اليمني قادر على تجاوز محنته والحفاظ على منجزاته ولن يتقهقر للوراء".

وختم حديثه قائلاً "أما دورنا كأشخاص، فالتاريخ كفيل بكشف الحقائق وإنصاف الشهداء"، بحسب ما أوردته الصحيفة على لسانه.

ورفض محسن الحديث عن كيفية خروجه من اليمن، كما اعتذر عن تأكيد أو نفي ما نشرته الصحافة اليمنية من روايات متناقضة عن كيفية نجاته من قبضة الحوثيين، لكنه وعد أن "يروي لليمنيين كل شئ في الوقت المناسب".

وأسقط مقاتلو "أنصار الله"، في 21 سبتمبر اللواء علي محسن الأحمر ليطووا بذلك 37 عاماً من نفوذه الكبير داخل النظام والجيش، وهو النفوذ الذي تنسب إليه الكثير من ملفات الفساد المتراكمة طوال هذه الفترة.

ولم تعلن المملكة العربية السعودية رسمياً، حتى الآن، استقبالها اللواء علي محسن الأحمر كلاجئ سياسي، وقد دأبت الرياض على منع اللاجئين لديها من الحكام والمسؤولين المنفيين من بلدانهم، من ممارسة السياسية كلياً، ويعد استمرار محسن في إرسال البيانات السياسية دليلاً إما على أن السعودية لا تنوي معاملته كلاجئ سياسي، وستبقي عليه كورقة حية في تحريك الشأن السياسي اليمني، أو أن الاحتمال الآخر بان محسن لم يصل السعودية فعلاً، وأنه لا يزال في اليمن".

"أنصار الله" بدورهم، لم يسلوا حتى اللحظة برواية أن محسن غادر خارج البلاد، وطبقاً لمصادر "الأولى" فإن الجماعة لازالت تعتقد أنه ما يزال في اليمن، بل لا يزال داخل العاصمة صنعاء.