فيديو| كتيبة في الجيش اليمني غنم أسلحتها المتشددون.. وجماعة الحوثي تقول إنه "أمر مدبَّر"

سيطر مسلحون قبليّون موالون لحزب الإصلاح (الذراع السياسي للإخوان)، المتمركزون في منطقتي "نخلا والسحيل"، على كتيبة تابعة للجيش اليمني، الخميس (أمس)، بعد معارك، سقط خلالها عدد من الجنود بين شهيد وجريح، فيما تجاهلت السلطات العليا كافة البلاغات التي تفيد بمحاصرة الكتيبة، التي كانت في طريقها من شبوة إلى العاصمة صنعاء.

الكتيبة المستهدفة من اللواء (62) التابع لما كان يعرف بـ"قوات الحرس الجمهوري"، وهي من أحدث كتائب الجيش اليمني، تسليحاً وتدريباً، يرى مهتمون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها تعرضت لمؤامرة، وأن السيطرة عليها كانت بتواطؤ وتنسيق مسبق.

وحتى مساء الجمعة، لم يرد أي توضيح في وسائل الإعلام الرسمية بشأن ما تعرضت له تلك الكتيبة.

حصيلة المواجهات

مراسل وكالة "خبر" في مأرب، أفاد بأن الوضع لا يزال متوتراً في ظل استمرار توافد المسلحين إلى المنطقة، في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر إعلامية عن تدخل وساطة لنزع فتيل التوتر.

وقال مراسلنا: إن حصيلة المواجهات التي اندلعت بين أفراد الكتيبة، والمسلحين، هي استشهاد 6 جنود، وإصابة 12 آخرين، فيما لقي مسلحان قبليان مصرعهما وأصيب نحو 8 آخرين، كما تم إحراق 3 عربات "ناقلات جند" و3 دبابات، ومصفحتين، وشاحنة، فيما استولى مسلحو الإصلاح، على 13 دبابة و8 أطقم عسكرية، وعدد من قواعد "الصواريخ" أو ما تعرف براجمات الصواريخ.

وأضاف مراسلنا، أنه تم الإفراج عن 50 جندياً من أصل 200 كانوا قوام الكتيبة، فيما عثر قبليون من "جهم" على 30 جندياً فروا مساء الخميس، بعد نفاد ذخيرتهم أثناء المواجهات، وتعهدت قبائل جهم بحمايتهم وتأمينهم، وسلمتهم لقيادة فرع الشرطة العسكرية بالمحافظة.

"الإصلاح" يضع شروطه لإعادة الأسلحة

في السياق ذاته، أفادت مصادر قبلية لوكالة "خبر"، بأن السلطة المحلية بالمحافظة، طالبت المسلحين بتسليم العتاد العسكري التابع للكتيبة والذي تم الاستيلاء عليه مساء الخميس.

وأضافت المصادر، أن المسلحين القبليين الموالين للإصلاح، رفضوا ذلك، مشترطين تسليم الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها سواءً في عمران، أو الجوف، أو صنعاء، من قبل المسلحين – في إشارة منهم إلى جماعة أنصار الله – مؤكدين استعدادهم تسليم كافة ما استولوا عليه حال تنفيذ شروطهم.

وتشهد المحافظة احتشاداً للآلاف من الموالين للإصلاح ومسلحي اللجان الشعبية التابعة لأنصار الله منذ أشهر، وسط مخاوف من اندلاع مواجهات بين الطرفين.

اتفاق بتسليم الكتيبة للقاعدة

من جانبه، قال القيادي وعضو المكتب السياسي لأنصار الله، ضيف الله الشامي: إن هناك مؤامرة واتفاقاً مسبقاً بين قيادات عسكرية يقضي بتسليم معدات الكتيبة لعناصر تنظيم "القاعدة"، في إشارة منه إلى الموالين لحزب الإصلاح، المتمركزين في "نخلا والسحيل".

وأضاف الشامي، في تصريح لوكالة "خبر"، أن معلومات انتقال الكتيبة، وخط مرورها كانت لدى عناصر "القاعدة".

وكان بيان صادر عن قبائل مأرب قال، إن السيطرة على "الكتيبة" كان منعاً من وقوعها فريسة بيد "ميليشات الحوثيين"، وهو ما نفاه القيادي في أنصار الله، ضيف الله الشامي، معلقاً على البيان بقوله: "رمتني بدائها وانسلّت".

وتابع: يتحدثون عن تنسيق بين أنصار الله والكتيبة، والواقع هو "عكس ذلك".. مضيفاً: "لسنا بحاجة لصنع أي تنسيقات في مثل هذه الأمور، وليس في تأريخنا أي اعتداء على أي معسكر أو كتيبة لم تتحرك ضدنا". واعتبر أن ذلك "عذر أقبح من ذنب".

مكتب السيّد أبلغ السلطات الأمنية العليا

وكشف عضو المجلس السياسي، في سياق حديثه لوكالة "خبر"، أن مكتب زعيم أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي، تواصل مع السلطات الأمنية العليا وأبلغها بالحصار المفروض على الكتيبة في منطقتي السحيل ونخلا بمأرب، إلا أنها تجاهلت ذلك، منوهاً أن ذلك يؤكد "أن هناك تواطؤاً بتسليم هذه الكتيبة، بمعداتها وآلياتها، لعناصر القاعدة".

وحول موقف الجماعة مما حدث، قال الشامي: إن أنصار الله دخلوا في اتفاقية مع السلطات المحلية ومشايخ وقبائل مأرب، وأن اللجان الشعبية ملتزمة بها، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال المساس بها.

واعتبر أن تسليم أسلحة تلك الكتيبة، للمسلحين المتمركزين في "السحيل ومأرب" ما هو إلا بداية مخطط عدائي ضد مأرب، وأبناء مأرب.
وأضاف، أنه "تم منع طاقم قناة "المسيرة" – التابعة للجماعة – من لقاء الجرحى من جنود الكتيبة المتواجدين في المستشفى العسكري بمأرب، خوفاً من أن يفضحوا المؤامرة.. وهذا يدل على التواطؤ الرسمي الكبير في الجريمة"- حد قوله.