صورة هزت العالم.. والد الطفل السوري الغريق: "ولداي انزلقا من بين يدي".. والمصورة: "عندما رأيته اصابني الجمود"

صدمة خلفتها صورة لفت العالم.. وهزت العالم. إلا أنها لن توقف مأساة تتكرر كل يوم. لا يبدو أن الدول العربية والخليجية خصوصا متأثرة قليلا بما تأثر له العالم كثيرا. ما زالت تمول وتحرك محرقة الحرب السورية وتتجاهل نتائجها ويفر الأبرياء إلى أوروبا عبر البحر القاتل والرحلات المميتة. تسائلت صحيفة بريطانية ما إذا كانت أزمة اللاجئين السوريين أظهرت أن ألمانيا مثلا أكثر إسلاما من السعودية؟

روى والد الطفل السوري الذي غرق قبالة سواحل تركيا وأثارت صورته صدمة في العالم، أن ولديه "انزلقا من بين يديه" حين انقلب المركب الذي كان يقلهم إلى اليونان.

وقالت وكالة دوغان التركية للأنباء يوم الخميس (الثالث من أيلول/ سبتمبر 2015) إن السلطات اعتقلت أربعة سوريين يشتبه في تورطهم في تنظيم رحلة قارب انقلب في البحر بين تركيا وجزيرة يونانية مما أسفر عن مقتل 12 مهاجراً بينهم طفل كردي.

وأضافت الوكالة أن الأربعة وبينهم ربان القارب اعتقلوا مساء أمس الأربعاء وأن السلطات تواصل التحقيق معهم. وقالت الوكالة إنهم سيمثلون بعد الظهر أمام محكمة بتهمة القتل العمد و"تهريب مهاجرين".

وأضاف عبد الله شنو متحدثاً لوكالة دوغان للأنباء التركية "كان لدينا سترات نجاة لكن المركب انقلب فجأة لأن بعض الناس نهضوا. كنت امسك يد زوجتي لكن ولدي انزلقا من بين يدي".

وجرفت المياه جثة الطفل آلان الكردي إلى الشاطئ. وعثرت الشرطة التركية على جثته الصغيرة وتسببت هذه الصورة في حدوث صدمة وغضب في جميع أنحاء العالم. وتوفى شقيقه وأمه ونجا والده فقط. وعائلة الكردي من أكراد سورية الذين فروا من الحرب الأهلية في بلادهم، وفقاً لعائلة الأسرة ونشطاء.

وقال التركية التي صورت جثة الطفل السوري: عندما رأيته اصابني الجمود.

وأثارت صورة جثمان الطفل البالغ الثالثة من العمر ممدداً على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الأولى للعديد من الصحف الأوروبية، صدمة حقيقية وموجة تأثر في العالم.

وكان بين مجموعة من 12 مهاجراً سورياً غرقوا ليل الثلاثاء الأربعاء بعد انقلاب المركب الذي كان ينقلهم من بودروم نحو جزيرة كوس اليونانية. وعثر على الشاطئ نفسه على جثتي شقيقه غالب (5 سنوات) ووالدتهما ريحانة.

وقال الوالد الخميس (الثالث من أيلول/ سبتمبر 2015) "كان الظلام مخيماً والجميع يصرخون لذلك لم تتمكن زوجتي وولداي من سماع صوتي. حاولت أن أسبح إلى الساحل مستهدياً بالأضواء لكنني لم أتمكن من العثور على زوجتي وولدي حين وصلت إلى اليابسة"، مضيفاً "ذهبت إلى المستشفى وهناك علمت بالكارثة".

وقال الرجل المتحدر من مدينة كوباني ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا إنه حاول عبثاً في السابق الوصول إلى اليونان مع عائلته غير أن خفر السواحل اليونانيين اعترضوا مركبهم.

وأفاد الصحافي مصطفى عبدي من مدينة كوباني الخميس أن العائلة كانت نزحت مرات عدة داخل سوريا وإلى تركيا هرباً من أعمال العنف قبل أن تقرر الهجرة إلى أوروبا. وقال عبدي إن والد الطفل ووالدته متحدران من كوباني، "وكانا يسكنان دمشق منذ مدة طويلة. في 2012، غادرا دمشق (التي شهدت اشتباكات في تلك الفترة) مع ولديهما إلى حلب (شمال)".

وأضاف بالقول: "عندما اندلعت المعارك في حلب، انتقلا مع عائلتهما إلى كوباني. فحصلت حرب أيضاً، فانتقلوا إلى تركيا. بعد تحرير كوباني (من تنظيم الدولة الإسلامية) عادوا إليها. فحصلت المجزرة" على يد التنظيم الذي نفذ عملية ليومين في كوباني قبل أن يطرده منها المقاتلون الأكراد في حزيران/ يونيو. وقتل في المجزرة حوالي مئتي كردي.

وروى عبدي أن "المجزرة كانت قريبة منهم. لم يتمكنوا من إيجاد مكان لهم في مخيمات تركيا، فاستدانوا مبلغاً من المال بعدما امضوا شهراً في بودروم وانطلقوا باحثين عن حياة أفضل".

* (د ب أ، رويترز، آ ف ب)