القصة الكاملة لـ «المفاوضات المباشرة» على الحدود اليمنية السعودية

يعتبر سياسي في صنعاء أن المؤشرات - حال استمر السياق التفاوضي القائم - تدل على أن "جنيف يمني سعودي" قد نراه قريباً
 
أية كواليس تغيب عن الواجهة من وراء المفاوضات على الحدود؟ إذ ثمة مفارقة لا يمكن فهمها لدى مراقبي الشأن اليمني، بين الحرب المستعرة، ولقاء رفيع المستوى، وتبادل أسرى، وحديث عن هدنة وتهدئة، واقتراب طاولة الحوار الثنائي، على مسافة نصف شهر من دخول العام الثاني للعدوان.
 
حصلت وكالة "خبر"، من مصادر قيادية في حركة أنصار الله، على تفاصيل حول المفاوضات التي تمت بين اليمن والسعودية على الحدود خلال الأيام الماضية، وصفقة تبادل الأسرى، وكذا التفاهمات حول التهدئة التي قالت إنها قد تكون خطوة لبداية مرحلة جديدة من التفاوضات الخاصة بإنهاء الحرب.
 
وأكد مسؤول قيادي في الحركة ـ اشترط عدم ذكر اسمه ـ أن لقاءً تم بين الطرفين، الاثنين الماضي، في منفذ "علب" الحدودي، بخلاف المعلومات التي تحدثت عن توجه الوفد إلى الرياض. ورأس الجانب اليمني الناطق الرسمي، محمد عبدالسلام، وحضره مسؤولون وقيادات وصفها بـ"الرفيعة" من الجانب السعودي.
 
 
وفيما كانت وسائل إعلام غربية تحدثت عن وساطات عربية وروسية، نفى المسؤول ذلك، وقال إنها تمت بوساطة "يمنية/ سعودية" بحتة. مؤكداً، أنه بالفعل جرى التوصل إلى تفاهمات تفضي إلى التهدئة بين الطرفين، وبيّن أنه تم تبادل أسرى، حيث سلم الوفد اليمني ضابطاً سعودياً هو جابر أسعد الكعبي، وتسلم سبعة يمنيين.
 
 
وكان بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية السعودية "واس" أكد استعادة المعتقل السعودي العريف جابر أسعد الكعبي، وتسليم سبعة أشخاص يمنيين "أُلقي القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية". ووفق المسؤول، فإن "الأسرى اليمنيين الذين تسلمهم الوفد، ليسوا عسكريين ولا علاقة بالعمليات، وإنما مغتربين ألقت السلطات السعودية القبض عليهم خلال الأشهر الماضية".
 
 
وقال المسؤول، في سياق حديثه لـ"خبر": إن اللقاء سادته الأجواء الودية، والتمس الجانبان الجدية في وضع نهاية للحرب الدائرة".. واعتبر أنه أعطى إشارات نجاح في تثبيت خطوة أولى في طريق تفاهمات على وقف الحرب والحصار، وفي التوصّل إلى حلول جذرية، تكون لبنتها قرار مجلس الأمن رقم 2216".
 
ونوه، إلى أن خطوات أخرى ستعقب التهدئة، في مقدمتها وقف النار، والوصول إلى اتفاقات لإنهاء الوضع القائم في اليمن منذ سنة.
وبرغم الجدل القائم بشأن التهدئة والتفاؤل لدى قطاع واسع من المكونات السياسية الرئيسة في البلاد، بوقف العمليات العسكرية التي تشهدها اليمن، وانخفاض الغارات الجوية بصورة ملموسة، خاصة في صنعاء، يخيّم الحذر على الأجواء في اليمن، خاصة بعد التجارب الفاشلة لوقف العمليات القتالية سابقاً.
 
 
ويبدي المتفائلون ارتياحاً؛ كون مرحلة التفاوض مع "حلفاء السعودية" انتقلت إلى التفاوض المباشر مع الرياض، صاحبة القرار في الحرب والسلم.
 
إلى ذلك، قال مصدر سياسي في صنعاء لوكالة "خبر": إن ما حدث على الحدود "خطوة تمهيدية لمرحلة مفاوضات جديدة تدخلها الحرب السعودية على اليمن". مشيراً، في السياق ذاته، إلى أن الجانب الإنساني هو الأساس في التهدئة على الحدود.
 
وفي إشارة منه إلى موقف القوى الوطنية اليمنية برفض الحوار مع "حلفاء السعودية" وإبلاغ المبعوث الأممي بذلك، أفاد أن هناك استجابة من قبل السعودية للدخول في مفاوضات ثنائية على عكس تأكيدات سابقة نقلها ولد الشيخ "أن الرياض ترفض مفاوضات ثنائية، وإنما مع الشرعية التي يمثلها هادي". لكنه نوه إلى ضغوطات كبيرة دولية تتعرض لها المملكة بسبب فشلها، بالإضافة إلى التكلفة الإنسانية الباهظة للحرب التي تتكشف يوماً بعد آخر.
 
وشدد على أن السعودية تتعمد سرية أي "تفاوضات ثنائية بشأن اليمن، بسبب مخاوفها من إفشالها من قبل شخصيات يمنية في حكومة هادي/ بحاح". وقال، إن "هناك دولاً سلمت السعودية رعايا يمنيين على اعتبار أن لهم ارتباطات بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، وحركة أنصار الله، وذلك لاستخدامهم كورقة ضغط في حال الوصول إلى التفاوضات الثنائية".
 
إلى ذلك رحب مصدر مسؤول في مكتب الرئيس السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام، الزعيم علي عبدالله صالح، بالجهود المبذولة في هذا الصدد، مذكراً بأن "الدعوة للحوار المباشر بين اليمن والأشقاء في السعودية سبق وأعلنها الرئيس صالح، من منطلق الإدراك بأنه يجب أن يكون مع من بيده قرار إيقاف العدوان كون ذلك كفيل بإيقافه وكل أنواع الاقتتال الداخلي".
 
وأكد المصدر، أنه "يقف مع أي جهد يبذل لإيقاف العدوان والحرب على بلادنا، وإيقاف كل أنواع الاقتتال الداخلي في كل ربوع الوطن، بما في ذلك إيقاف الأعمال العسكرية في الحدود المشتركة بين بلادنا والسعودية". وأشار أن "الجنوح للسلم والحوار قد يزعج الكثير من المنتفعين والمتمصلحين الذين لا يريدون وقف العدوان والحرب حتى لا تتضرر مصالحهم التي لاشك أنهم سيفقدونها بإحلال السلام".
 
وفي سياق التصريحات إزاء الملف اليمني، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، التزام دول الخليج تسوية سياسية لأزمة اليمن "تنطلق من إرادة يمنية". وقال، إن دول الخليج "تدعم جهود المبعوث الدولي إلى اليمن وتؤمن بأن تسوية الأزمة يجب أن تكون سياسية". وأضاف، أن "الشعب اليمني هم إخواننا وجيراننا، وإذا مرض اليمن فستصيب العدوى كل دول مجلس التعاون". وكرر الجبير في الوقت نفسه قوله إن على "إيران البقاء خارج اليمن".
 
وكان القيادي في "أنصار الله" يوسف الفيشي (أبو مالك)، طالب إيران بالسكوت وترك الاستغلال والمزايدات بملف اليمن، وذلك بعد يوم من تصريحات مسؤول عسكري إيراني قال بأن بلاده قد ترسل مستشارين عسكريين لمساعدة الحوثيين الذين يقاتلون التحالف الذي تقوده السعودية. داعياً المسؤولين الإيرانيين إلى تعلم المسؤولية من أمين عام حزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله.
 
في هذا الوقت، وبعد انخفاض ملحوظ، شهدت العاصمة صنعاء، غارات جوية كثيفة مع ساعات ليل الخميس 10 مارس/ آذار 2016، إلى جانب 10 غارات استهدفت منطقة "ضوران آنس" بذمار، وأخرى استهدفت مدينة عمران، وغارات على حرض الحدودية التابعة لحجة، إلى جانب استهداف مناطق متفرقة في محافظات الجوف وتعز ومأرب.