بروس ريدل- مقامرة الرياض في اليمن

نشرت صحيفة "المونيتور" الأمريكية (الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول 2016)، مقالاً لبروس ريدل، السياسي الأمريكي ومستشار سابق لأربعة رؤساء أمريكيين، أشار فيه أن المملكة العربية السعودية شوهت من صورتها في الغرب؛ بسبب حربها المتهورة في اليمن، كما أدت الحرب إلى دعم قوي في الكابيتول هيل للسماح برفع دعاوى ضد مسؤولين سعوديين لتورطهم في هجمات 11/09.

يقول بروس ريدل، إنه بعد عام ونصف العام من إطلاق سلمان عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، أصبحت المملكة العربية السعودية منهمكة في صراع إقليمي طائفي على أشده مع منافسها التاريخي إيران. التوتر السعودي الإيراني أصبح اليوم أكبر من أي وقت مضى، والتكلفة على المنطقة بأسرها قاتلة.

واعتبر السياسي الأمريكي، أن قرار السعودية للذهاب إلى الحرب قبل 18 شهراً في اليمن، كان قراراً متهوراً ورديئاً، كما افتقد إلى التخطيط الملموس لكيفية تحقيق نصر حاسم.

مضيفاً، أن القرار، أيضاً، وضع الحوثيين وحلفاء الرئيس علي عبدالله صالح متحالفين في يد واحدة، في حين خسرت المملكة أكثر اثنين من اللاعبيين الرئيسيين في المنطقة: عمان وباكستان.

بالنسبة لإيران، فإن الحرب وسيلة رخيصة للغاية لتعثر أعداء الخليج في صراع مكلف على نحو متزايد، في الوقت الذي تواصل فيه إيران تحقيق تقدم في العراق وسوريا. في حين كان دور إيران في اليمن دائماً محدوداً وغير مكلف. الإيرانيون ليسوا مستعدين، تماماً، للقتال على اليمنيين. فقط يستغلون الحرب على تأجيج الغضب في المجتمعات الشيعية في البحرين والمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية.

ويرى بروس ريدل أن حرب المملكة في اليمن شوهت صورتها في الغرب.

ولفت بروس ريدل، إلى التحقيق الذي أجرته "الغارديان" هذا الأسبوع، والذي خلص إلى أن الحملة العسكرية للتحالف بقيادة السعودية، استهدفت مواقع مدنية بمعدل أكثر من الثلث، وشملت الهجمات على مواقع مدنية ومدارس ومساجد ومستشفيات وبنية تحتية.

ورغم أن الحملة العسكرية اعتمدت على دعم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لكن هناك انتقادات متزايدة لهذا الدعم ومبيعات الأسلحة إلى الرياض على مستوى العالم.

وقد وصف سناتور في الكونغرس الديمقراطي الحرب الجوية لقوات التحالف في اليمن "غير قانونية". وأضاف السناتور، أن الجدل حول الحرب أدى بدوره إلى دعم قوي في الكابيتول هيل للسماح برفع دعاوى ضد مسؤولين سعوديين لتورطهم في هجمات 11/09.

وكشف ريدل أن هناك انتقادات وراء الكواليس، لمحمد بن سلمان، لدوره في الصراع في اليمن بصفته وزيراً للدفاع.

وختم بروس ريدل مقاله في صحيفة "المونيتور"، أن سياسات سلمان العدوانية ستكون من الصعب أن تستمر، مع ذلك، لا سيما إذا ظلت أسعار النفط هابطة. لافتاً إلى أن زيارة ولي العهد الأمير نايف إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة سيوفر فرصة مفيدة للمسؤولين الأميركيين للضغط من أجل تسوية الصراع في اليمن وعدم تصعيد التوترات الطائفية.

*بروس ريدل، مدير المشروع الاستخباري في معهد بروكينغز. ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية، مستشار سابق لأربعة رؤساء في قضايا الشرق الأوسط وجنوب آسيا.